27-أغسطس-2024
طفلة فلسطينية تعاني من سوء التغذية بأحد مراكز العلاج (منصة إكس)

طفلة فلسطينية تعاني من سوء التغذية بأحد مراكز العلاج (منصة إكس)

في ظل الحصار المطبق على قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع دخول المواد الغذائية الأساسية والأدوية، يعاني آلاف الأطفال من أخطار عدة، حيث كشفت الأمم المتحدة عن إصابة حوالي 15 ألف طفل بسوء التغذية، بعد فحص نحو 240 ألف طفل في القطاع منذ بداية العام الحالي.

وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، من بين 14750 طفلًا، ثمّة 3288 مصابًا بسوء التغذية الوخيم.

ولفت التقرير إلى أن المنظمة الأممية توفر الدعم لمركز يعنى بعلاج سوء التغذية في مستشفى "كمال عدوان"، ببلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، علمًا أن هذا المركز من بين أربعة مرافق تشغيلية تُعنى بعلاج سوء التغذية في القطاع وتدعمها المنظمة.

كشفت الأمم المتحدة عن إصابة حوالي 15 ألف طفل بسوء التغذية بعد فحص نحو 240 ألف طفل في القطاع منذ بداية العام الحالي

يكشف مدير مستشفى "كمال عدوان"، حسام أبو صفية، لموقع "أخبار الأمم المتحدة"، أن إحصاء 5 آلاف طفل إلى غاية هذه اللحظة، ينطبق على ثلث الحالات أعراض سوء التغذية. كما أن 25 % من هذه الحالات لم تخضع لعلاج مكثف، لأن هذه الحالات صنفت على أنها سوء تغذية مع مضاعفات.

مشيرًا إلى أن "هذه الحالات موجودة في قسم علاج سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان"، وتابع: "توافد الحالات مع مضاعفاتها يعني أن هذه محطة، لا سمح الله، ما قبل الموت".

وحذر أبو صفية، من التأثير المستقبلي لسوء التغذية على الأطفال، وتحدث عن أن أغلب الحالات التي تأتي إلى المركز تكون الأعراض عليها متقدمة والحالة متأخرة. مؤكدًا أن الأمر يجب أن يؤخذ على محمل الجد، مطالبًا "بإدخال كل ما هو مطلوب من الأدوية والأطعمة والحليب العلاجي الخاص بهذه الحالات، ولا بد من السماح بإدخال كافة الأطعمة".

الطفلة ملاك ووالدتها

ولفت مدير مستشفى "كمال عدوان"، إلى أن شمال غزة يوجد به الطحين وبعض المعلبات، لكن لا توجد به لا الخضروات ولا الفواكه ولا الزيوت ولا اللحوم. وهذا له "تأثير مستقبلي على أجساد الأطفال. وستظل هذه المشكلة قائمة ما لم تحل مشكلة الغذاء".

وتروي الأمهات قصصًا مؤلمة عن أطفالهن الذين يعانون من سوء التغذية في ظل عدم القدرة على الحصول على الغذاء المناسب.

تقول ميسون عقل، والدة الطفلة المريضة ملاك: "بدأت الأعراض تظهر على ابنتي بعد أن بلغت من العمر شهرًا، وعندما بلغت 40 يومًا تقريبًا، تم إدخالها إلى المستشفى بسبب إصابتها بإسهال حاد".

وأضافت: "في كل مرة كانت ترضع فيها، كانت تستفرغ أي شيء على الفور. على الرغم من أن الأطباء لم يشخصوا حالتها، إلا أنهم أخبروني أنها قد تكون تعاني من حساسية تجاه الحليب، وأخبروني أنها يجب أن تتناول حليبًا خاصًا، لكنه غير متوفر في غزة. لذلك أعطوني حليبًا خاليًا من البروتين".

وبسبب حرب التجويع التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة، فإن الخضروات والفواكه واللحوم أصبحت بعيدة المنال، وهنا تقول عقل: "من الضروري أن أتناول الفاكهة والخضروات لأنها تحتوي على كل الفيتامينات وهي ضرورية للأم والطفل. ولكن للأسف الفاكهة والخضروات غير متوفرة في شمال غزة. لا توجد غير المعلبات. اللحوم أيضًا غير متوفرة".

أما دينا الرواحي زيادة، والدة الطفل أحمد، فتتحدث عن طفلها الذي ولد مطلع العام الحالي، وتقول: "طفلي من مواليد 6 كانون الثاني/يناير 2024، ووزنه الحالي خمس كيلوغرامات. ذهبنا إلى قسم التغذية في مستشفى كمال عدوان لأنه كان يفقد وزنًا بدلًا من أن يكتسبه. كما تعلمون فالطفل يجب أن يبدأ في أكل الفواكه والخضروات، بعد أن يبلغ عمر 7 أشهر. وبالطبع لا يتوفر أي من هذا في شمال قطاع غزة. أما بالنسبة لتغذية الأم فهي أيضًا ضرورية، ولكن لا تتوفر حاليًا أي أطعمة صحية، وحتى المياه ملوثة بشكل شبه كامل".وأعربت الرواحي عن قلقها على صحة وسلامة طفلها، وقالت: "خوف الأم على طفلها أمر لا يمكن قياسه. أخاف على ابني من الحرب أكثر من أي شيء. أخاف عليه من الجوع وسوء الحالة الصحية والظروف السيئة التي نحن فيها، وبالطبع هذه يؤثر علي شخصيًا ونفسيًا".