تنطلق مساء اليوم الجمعة مواجهات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم قطر 2022، حيث يواجه المنتخب البرازيلي على أرضية ملعب المدينة التعليمية نظيره الكرواتي، ويسعى منتخب السيليساو لقطع خطوة جديدة نحو اللقب العالمي الغائب عن خزائنه منذ 20 سنة، بينما يرنو المنتخب الكراوتي لخطف ورقة العبور وتحقيق مشاركة تاريخية ثالثة، بعد وصافة البطولة السابقة وبرونزية مونديال 1998.
يدخل المنتخب البرازيلي مواجهة ربع نهائي كأس العالم 2022 أمام نظيره الكرواتي بحظوظ وفيرة لنيل ورقة العبور، معولًا في ذلك على الجاهزية القصوى التي أظهرها بالمباراة الأخيرة بالدور ثمن النهائي أمام كوريا الجنوبية، فعلى عكس الترشيحات الكبيرة التي صبت في صالحهم قبل انطلاق البطولة، فإن زملاء نيمار معية الإطار الفني رغم تسيدهم للمجوعة السابعة بفوزين وهزيمة، وبهدف يتيم بشباكهم، لم يسلموا من أسهم الانتقادات، سيما في الشق الهجومي والمتعلق أساساً بقلة الفاعلية أمام المرمى، والمبالغة في النزعة الفردية.
إلا أن النغمة تغيرت بعد الفوز الباهر في مباراة الثمن نهائي على كوريا الجنوبية برباعية، فوز وجه به منتخب السيلساو رسالة شديدة اللهجة لبقية المنافسين وعلى رأسهم المنتخب الكراوتي، الذي يطمح أبناء تيتي لتجاوزه في مباراة اليوم وتسجيل حضورهم الـ12 تاريخيا بالدور النصف نهائي للمسابقة العالمية التي يملك الرقم القياسي في عدد التتويج بها بخمس ألقاب.
مدرب راقصي السامبا تيتي، اعتبر أن أداء منتخبه كان تصاعديًا بالبطولة وقد بدأ يصل لذروته تدريجيا، تيتي اعتمد سياسة المداورة بجل المباريات السابقة، حتى أنه حقق رقم قياسي غير مسبوق بالمونديال وذلك باشراك جميع الـ26 لاعباً الموجودين بالقائمة، وذلك إيماناً منه بقيمة جميع اللاعبين من ناحية مع بحثه عن التركيبة المثالية من ناحية أخرى، وبعد عودة نيمار بالفعل والظهير دانيلو أمام كوريا الجنوبية، فمن المنتظر أن يعود الظهير الأيسر أليكس ساندرو للتشكيلة الأساسية بعد تعافيه من الإصابة.
تيتي قال إن " المنتخب الكرواتي لديه الكثير من الثبات، والكثير من الجودة العالية "، لكنه شدد في الوقت ذاته على المهارة التي يتمتع بها لاعبيه، " لدينا مهارات فردية وجماعية للفريق، أركز في التدريب على المهارات على المستويين الفردي والجماعي، علينا أن نلعب بأعلى مستوى ممكن ".
ومن المتوقع أن يلعب المنتخب البرازيلي بتشكيلة 4-2-3-1، التي تمكّن له التوازن المطلوب في مختلف مراحل اللعب، فثنائية تياغو سيلفا وماركينيوس تحظى بثقة مطلقة من جانب تيتي بالخط الخلفي، مع المساندة الدفاعية الكبيرة التي يقدمها لاعب الارتكاز كاسيميرو، أما نقطة قوة منتخب السيليساو الكبرى فتكمن في خط المقدمة، حيث يملك أكثر من ورقة في خط الهجوم الذي يضم ريشارليسون مسجل ثلاثة أهداف حتى الآن، بالإضافة إلى فينيسيوس جونيور ونيمار الذي أصبح بعد هدفه في شباك كوريا، على بعد هدف وحيد من الهداف التاريخي للمنتخب بيليه.
من جانبه، يتطلع المنتخب الكرواتي وصيف النسخة السابقة من مونديال روسيا 2018، للتأهل للمريع الذهبي لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه والثانية توالياً بعد برونزية 1998، وفضية 2018، المنتخب الأبيض والأحمر سيكون في مهمة صعبة، خاصة بعد الأداء المتواضع الذي ظهر به زملاء مودريتش في المرحلة الأولى من المسابقة، والتأهل العسير بمباراة الدور ثمن النهائي عبر ركلات الترجيح أمام المنتخب الياباني، بعد أن كانوا متخلفين في النتيجة للشوط كامل.
المدرب الكراوتي زلاتكو داليتش وإن اعتبر البرازيل كأفضل منتخب متواجد بالبطولة، عندما صرح " إذا نظرنا إلى الأمر بشكل واقعي، فإن البرازيل هي أفضل فريق في البطولة "، إلا أنه أوضح بأن منتخبه يستطيع أن يكون ندا للبرازيل، خاصة وأن المباراة حسب كلامه ستكون ذات طابع تكتيكي بامتياز بالنسبة لمنتخبه الذي يرنو لتحقيق مشاركة ثالثة تاريخية.
داليتش اعتبر أن التوازن بين الدفاع والهجوم والذكاء في طريقة اللعب سيكون سلاح فريقه الأول في مواجهة السامبا " يجب أن نكون أذكياء للغاية في أسلوبنا، لا يمكننا الانفتاح كثيرا أمام البرازيل لكن لا يمكننا أيضًا الاكتفاء بالدفاع ".