اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ميثاقًا يعرف بـ"ميثاق من أجل المستقبل"، يهدف إلى رسم مستقبل أفضل للبشرية، وذلك خلال "قمة المستقبل" التي بدأت أعمالها بمدينة نيويورك، رغم معارضة بعض الدول الأعضاء في المنظمة الأممية.
وعلى هامش إقرار النص، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش: "لقد فتحنا الباب، وعلينا الآن جميعًا عبوره، لأن الأمر لا يتعلق بسماع واحدنا الآخر فحسب، بل أيضًا بالتحرك".
وأشار غوتيريش، إلى أن "الاتفاقيات التي اعتمدتها القمة، بما في ذلك ميثاق المستقبل، والميثاق الرقمي العالمي، وإعلان الأجيال المقبلة، تفتح الطريق نحو إمكانات وفرص جديدة"، مؤكدًا "أهمية إصلاح مجلس الأمن، وتحقيق تمثيل أكثر عدالة لإفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية"، داعيًا إلى "الإسراع في إصلاح النظام المالي الدولي، وإنهاء الحروب".
لقد فتحنا الباب، وعلينا الآن جميعًا عبوره، لأن الأمر لا يتعلق بسماع واحدنا الآخر فحسب، بل أيضًا بالتحرك
من جانبه، شدد رئيس الجمعية العامة، فيليمون يانغ، على أهمية التضامن والعمل الجماعي لمواجهة التحديات العالمية، مؤكدًا أن "الشباب هم قادة المستقبل"، خاصة في إفريقيا التي تشهد دخول عدد كبير من الشباب إلى سوق العمل سنويًا.
وأوضح يانغ، خلال كلمته، أن "قمة المستقبل" منحت "مسارًا للمستقبل ليس لمعالجة الأزمات الفورية فحسب، وإنما أيضًا لإرساء الأسس لنظام عالمي مستدام وعادل وسلمي لجميع الشعوب والأمم"، موضحًا، أن "العالم يشهد تحديات غير مسبوقة من الصراعات المتعددة وتغيّر المناخ إلى الفجوة الرقمية، والتي تتطلب عملًا جماعيًا عاجلًا لحلها".
وينص "ميثاق من أجل المستقبل" على 56 إجراء تغطي عدة مجالات، يهدف إلى تعزيز التعددية الدولية وإصلاح المؤسسات المالية ومجلس الأمن الدولي وتحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدالة للبشرية، وذلك من خلال التنمية المستدامة، والسلام والأمن الدوليان، فضلًا عن الدعوة إلى إشراك الشباب والمجتمع المدني في صنع القرار وتعزيز حقوق الإنسان، بالإضافة إلى التحرك العاجل لمعالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والفجوة الرقمية.
الأمم المتحدة تعتمد #ميثاق_المستقبل، الاتفاق الأوسع نطاقا منذ سنوات عديدة.
الهدف: معالجة تحديات القرن الـ21 وضمان فعالية المؤسسات الدولية في عالم تغير بشكل هائل منذ إنشائها.
أمين عام الأمم المتحدة: "لا يمكننا تشكيل مستقبل يصلح لأحفادنا، بنظام بناه أجدادنا"https://t.co/gfRHQabPum pic.twitter.com/leboGO8eCc— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) September 22, 2024
ويعد اقرار الميثاق، الذي يضم الميثاق الرقمي الدولي وإعلان الأجيال المقبلة، الاتفاق الدولي الأوسع نطاقًا منذ سنوات عديدة، ويأتي "تتويجًا لعملية جامعة استغرقت سنوات لضمان تكيف التعاون الدولي مع وقائع اليوم وتحديات الغد".
ومع ذلك، فقد عبرت بعض الدول عن معارضتها لإقرار الميثاق، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين: "لا يمكن اعتبار ذلك تعددية. هذا النص لا يرضي أحدًا"، فقد طالبت روسيا، بدعم من بيلاروسيا وإيران وكوريا الشمالية ونيكاراغوا وسوريا، بتعديل يؤكد أن "الأمم المتحدة لا يمكنها التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، لكن غالبية الأعضاء في الجمعية العامة رفضوا أخذ هذا الاقتراح في الاعتبار.
ويأتي هذا الميثاق، كتتويج لفكرة "قمة المستقبل"، التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عام 2021، بهدف إحداث تغيير جذري في مسار التاريخ البشري.