توّجت إسبانيا بلقب دوري أمم أوروبا، بفوزها على كرواتيا بركلات الترجيح، في المباراة النهائية التي انتهت بوقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، ليظفر الماتادور بأوّل ألقابه في دوري أمم أوروبا، ولقبه الأوّل في جميع المسابقات منذ 2012، فيما فشل الجيل الذهبي لكرواتيا في منح بلاده لقبها الأوّل في التاريخ.
تعتبر مواجهة نهائي دوري أمم أوروبا بمثابة أهم مباراة في مسيرة العديد من اللاعبين المشاركين فيها، منتخب كرواتيا طمح للتتويج بأوّل بطولة في تاريخه، وهو أقرب من أي وقت مضى لتحقيق ذلك، خصوصًا أن جيله الذهبي الذي نال معه فضية مونديال 2018 وبرونزية 2022 يعيش في آخر أيامه، جلّ هذا الفريق تخطى الثلاثين عامًا، ونجم النجوم لوكا مودريتش صاحب الـ37 يبدو على مشارف اعتزال اللعب دوليًا، وربّما نهائيًا.
من أجل ذلك وجب على كرة القدم مكافئة هذا الجيل الذهبي بلقب تاريخي ووحيد لكرة القدم الكرواتية، على الجانب الآخر لا يقلّ طموح الماتادور عن الفريق البلقاني، لأن آخر لقب كان في يورو 2012، والكرة الإسبانية بحاجة لعودة ألقها عبر التتويج القارّي الرابع في تاريخها، والأوّل في مسابقة دوري أمم أوروبا.
ملعب فينيورد في روتردام كان شاهدًا على مؤازرة جماهيرية هائلة للمنتخب الكرواتي، جماهير كرواتيا غطّوا أكثر من ثلثي مدرّجات الاستاد، حيث بدأت المباراة النهائية بحذر شديد من الجانبين، فيما تفوّقت كرواتيا بمعركة وسط الملعب، رغم وجود عناصر خبيرة في وسط إسبانيا أمثال رودري المتوّج بثلاثية تاريخية مع مانشستر سيتي.
لكنّ منتخب كرواتيا يملك أيضًا نجومًا لا يقلّون شأنًا عن منافسهم، حيث تفوّق الثلاثي لوكا مودريتش وماتيو كوفاسيتش وبروزوفيتش على جافي ورودري وفابيان رويز، ورغم ذلك ندرت الفرص الخطرة في الشوط الأوّل، والذي كانت فيه كرواتيا أفضل بشكل نسبي، لينتهي كما بدأ دون أهداف.
في الشوط الثاني تحسّن أداء منتخب إسبانيا، وكان لاعبوه أفضل في الاستحواذ، لكن فرصهم الحقيقية في التسجيل تأخّرت حتى الدقيقة 85، حينما صوّب البديل إنسو فاتي كرة انتشلها بيرسيتش من على خطّ المرمى، تسديدة هي الأولى للماتادور بين العارضة والقائمين في كلّ المباراة، سبقتها واحدة قوية من رودري خارج منطقة الجزاء انحرفت عن القائم، وفي الدقيقة الأخيرة أهدر أسينسيو فرصة تسجيل هدف قاتل، حينما سدّد كرة من داخل منطقة الجزاء جوار المرمى، لينتهي اللقاء بالتعادل دون أهداف، ويحتكم الطرفان لوقتين إضافيين.
وفيهما استمر اللقاء على المنوال ذاته، استحواذ إسباني، وحذر شديد من الطرفين، واللذان احتكما لركلات الترجيح، حيث تصدّى الحارس أوناي سيمون لركلتين، وأهدرت إسبانيا ركلة واحدة فقط، لتظفر باللقب الأوّل لها بدوري أمم أوروبا.