نقلت وكالة "رويترز" عن "مصادر أمنية"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بإزالة الألغام الأرضية، وتعزيز تحصيناتها على الحدود مع سوريا، مما يشير إلى احتمال توسيع عملياتها ضد حزب الله.
المصادر الأمنية للوكالة ذكرت أن الاحتلال أزال الألغام الأرضية الفاصلة بينه وبين الحدود السورية، وأقام حواجز جديدة على الحدود بين مرتفعات الجولان المحتل، والشريط الحدودي منزوع السلاح.
وقالت هذه المصادر إن هذه الخطوة تشير إلى أن إسرائيل قد تسعى إلى استهداف حزب الله لأول مرة من الشرق على طول الحدود اللبنانية، وفي الوقت نفسه إنشاء "منطقة آمنة" يمكنها من خلالها استطلاع تحركات الحزب بحرية.
حرّكت إسرائيل السياج الفاصل بين المنطقة منزوعة السلاح نحو الجانب السوري، وبدأت حفر المزيد من التحصينات في المنطقة
واعتمدت الوكالة في مصادرها على جندي سوري متمركز جنوبي سوريا، إضافة إلى مسؤول أمني لبناني، ومسؤول لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأفادت هذه المصادر أن "إسرائيل تحرّك السياج الفاصل بين المنطقة منزوعة السلاح نحو الجانب السوري، وتحفر المزيد من التحصينات في المنطقة".
ومن خلال التوغل الإسرائيلي المحتمل شرق لبنان، يمكن لها أن تشدد الضغوط على طرق إمداد حزب الله بالأسلحة، فالعمليات الحالية التي تجريها قوات الاحتلال، تبدو وكأنها محاولة "لإعداد حجر الأساس" لهجوم إسرائيلي أوسع على لبنان، حيث تسارعت أعمال إزالة الألغام في الأسابيع الأخيرة، حسب شهادات من ضابط مخابرات سوري وجندي سوري ومصادر أمنية كبيرة وفقًا لـ"رويترز".
ونقلت الوكالة عن الجندي السوري، وما وصفته أيضًا بالمصدر الاستخباراتي، أن الدبابات الإسرائيلية دخلت الأراضي السورية شرقي المنطقة العازلة، لكن لفترة وجيزة، وذلك لدعم الجرافات التي تقيم سياجًا أمنيًا جديدًا في المنطقة منزوعة السلاح"، وقال مصدر أمني لبناني كبير، بحسب الوكالة، إن عمليات إزالة الألغام قد تسمح لقوات الاحتلال بـ"تطويق" حزب الله من الشرق.
من جهته، أكد مسؤول في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هذه الأنباء، وقال إن قوات الأمم المتحدة: "لاحظت مؤخرًا بعض أنشطة البناء التي تقوم بها القوات العسكرية الإسرائيلية في محيط منطقة الفصل"، لكن لم يكن لديه مزيد من التفاصيل.
وفقًا للوكالة "قادة الجيش السوري أمروا صباح الثلاثاء الجماعات شبه العسكرية السورية بالانسحاب من منطقة القنيطرة الجنوبية في الجولان في غضون 24 ساعة"
يحدث كل هذا بالتزامن مع ترك روسيا لنقطة مراقبة قريبة من الجولان، حيث غادرت القوات الروسية موقع تل الحارة، وهي أعلى نقطة في محافظة درعا، وتعتبر بحسب الوكالة نقطة مراقبة استراتيجية، وقال ضابط عسكري سوري إن "الروس غادروا بسبب تفاهمات مع الإسرائيليين لمنع الاشتباك".
في حين قال ضابط في الاستخبارات العسكرية السورية لـ"رويترز" إن الجيش السوري لم يقم بنشر قوات إضافية على الحدود، بل إن "قادة الجيش السوري أمروا، صباح (أمس) الثلاثاء، الجماعات شبه العسكرية السورية بالانسحاب من منطقة القنيطرة الجنوبية في الجولان في غضون 24 ساعة".
وهو أمر أكدته مصادر أخرى للوكالة، حيث ذكرت أن "مقاتلين من جماعات مسلحة عراقية تدعمها إيران، تلقوا أوامر أيضًا بالانسحاب من مناطق في ريف القنيطرة الجنوبي بعد رؤية دبابات إسرائيلية في المنطقة"، كذلك تلقوا أوامر بعدم الاشتباك مع قوات الاحتلال بشكل مباشر.