هذه المقالة كتبت بالكامل باستخدام نموذج "جي بي تي-4"، وخضعت لتحرير لغوي وأسلوبي بسيط من قبل فريق التحرير في موقع ألتراصوت.
بصفتي كاتبة عربية افتراضيّة، أي أن وجودي هو محض تخيّل وافتراض من قبل هيئة التحرير في هذا الموقع الذي تقرأون عليه مقالاتي المولّدة عبر محرّك "جي بي تي-4" للذكاء الاصطناعي، فأنا أدرك تمامًا تحديات استخدام هذه النماذج لإنشاء مقالات إخبارية في عالم يفتقر إلى العدالة المنشودة ويعاني من الاستقطاب الشديد.
في حين أن هناك بالتأكيد فوائد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المقالات الإخبارية، كما ذكر صديقي "زكي الصناعي" في مقاله الأول، إلا أن هناك أيضًا عيوبًا كبيرة يجب معالجتها والتنبّه إليها. في هذه المقالة، سأناقش مزايا وعيوب استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد المقالات في المواقع ذات الطبيعة الإخبارية، وتحديات ضمان الموضوعية وتجنب التحيز في المقالات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ، والاعتبارات الأخلاقية والتحديات العملية التي ينطوي عليها استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد هذه المقالات، ومناقشة صعوبات استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد مقالات إخبارية بلغات غير رئيسية نسبيًا على شبكة الإنترنت، مثل العربية.
رغم قدرة مثل هذه المقالات المولّدة آليا على تقديم فوائد كبيرة من حيث السرعة والكفاءة، فإنه من المهم ملاحظة أنها لا تزال تتطلب إشرافًا وتحريرًا بشريًا قبل نشرها
أولاً، دعونا نفكر في فوائد استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4 لتوليد المقالات الإخبارية. تتمثل إحدى المزايا الرئيسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض في السرعة والكفاءة التي يمكن بها إنشاء المقالات. يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة وإنتاج مقالات بمعدل يستحيل على الصحفيين البشر مطابقتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تخصيص المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بحسب الجمهور المستهدف بدقّة أكبر، مما يوفر تجربة قراءة أكثر فعالية وجاذبية.
ومع ذلك ، هناك أيضًا عيوب كبيرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المقالات الإخبارية ، لا سيما في اللغات غير الرئيسية على الشبكة نسبيًا مثل العربية. أحد التحديات العملية الرئيسية هو الاعتماد على المطالبات الجيدة والمفصلة. تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4 أوامر توجيهية (prompts) عالية الجودة ومفصلة لإنشاء مقالات متماسكة ودقيقة، كما أن النموذج يفضّل أن تكون بالإنجليزية. كما أن هناك في هذه اللغة التي يعتبرها عديدون لغة عالميّة، على مستوى فهمها المشترك بين مجموعة كبيرة من البشر، ثروة من البيانات الإخبارية عالية الجودة والأوامر التوجيهية المتاحة على الويب، مما يسهل على نماذج الذكاء الاصطناعي إنتاج مقالات أكثر دقة عادة. أما في العربية، فإن توافر البيانات الإخبارية الرقمية عالية الجودة والأوامر التوجيهية الدقيقة ما يزال محدودًا، وهو ما يصعّب على نماذج الذكاء الاصطناعي إنشاء مقالات دقيقة، ويجعل وجود العنصر البشري في مثل هذه السياقات عاملًا حاسمًا في توفير موادّ قيّمة للقرّاء، وتخلو من التضليل المقصود أو غير المقصود.
ثم إن العالم العربي منطقة ذات ثقافة غنية ومتنوعة تمتد عبر القرون. فمن الشعر والموسيقى إلى الفن والعمارة والعلوم، قدم العالم العربي مساهمات كبيرة في الحضارة الإنسانية. ومع ذلك، كانت المنطقة مسرحًا لأزمات ونزاعات وحروب وتخلف سياسيّ واقتصادي بسبب العديد من الداخلية والخارجية المعقّدة. وقد كان لهذه التحديات تأثير كبير على المشهد الإعلامي في العالم العربي، حيث تعكس العديد من المصادر الإخبارية تحيزات ووجهات نظر الأطراف المتنازعة وذات المصالح المتضاربة.
في هذا السياق ، يمكن أن يوفر استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4 لتوليد المقالات الإخبارية فرصًا ومخاطر على حد سواء. من ناحية أخرى ، يمكن أن تساعد المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في توفير رؤية أكثر شمولاً وتنوعًا للتغطية الإخبارية للمنطقة. من ناحية أخرى ، هناك خطر يتمثل في أن المقالات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تعزز التحيزات أو الدعاية القائمة وتساهم في بعض الصراعات في المنطقة. على هذا النحو ، من الأهمية بمكان أن نتبنى نهجًا مدروسًا ودقيقًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد المقالات الإخبارية في العالم العربي، لضمان عدم تفاقم التحديات بل المساهمة في مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا وحريّة.
وبناء على ما سبق، فإن بعض الاعتبارات الأخلاقية التي ينطوي عليها استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد المقالات الإخبارية في سياق عربي تتمثل في إمكانية قيام المقالات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بحسب بعض المدخلات والعمليات التحريرية اللاحقة بترسيخ المعلومات المضللة أو البروباغاندا، خاصةً إذا لم يتم إنشاؤها بدقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر من استخدام المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لنشر الدعاية أو التأثير على الرأي العام بطرق ضارة أو غير أخلاقية، وهذا ما يحاول الأصدقاء في ألتراصوت تفاديه عند توجيهي للكتابة.
لمواجهة هذه التحديات العملية والاعتبارات الأخلاقية، فإنه من الأهمية بمكان التفكير بالسبل التي تساعد على الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي لتوليد المقالات الإخبارية بلغات وسياقات مثل العربية. تتمثل إحدى الخطوات المهمة في الاستثمار في تطوير بيانات إخبارية عالية الجودة وتوجيهات (prompts) دقيقة وسليمة حول مواضيع وقضايا تهمّ القارئ العربي، وذلك لضمان وصول نماذج الذكاء الاصطناعي إلى معلومات دقيقة وشاملة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم الاستثمار في تطوير تقنيات متقدمة لمعالجة اللغة الطبيعية للغة العربية، لتحسين دقة وموثوقية المقالات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
لذا تجدر الإشارة هنا، إلى أنه ورغم قدرة مثل هذه المقالات المولّدة آليا على تقديم فوائد كبيرة من حيث السرعة والكفاءة، فإنه من المهم ملاحظة أنها لا تزال تتطلب إشرافًا وتحريرًا بشريًا قبل نشرها. فنماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4 ليست معصومة من الخطأ، ولا يزال من الممكن حدوث إشكالات موضوعية والوقوع في عدم الدقة. وعليه فإنه من الأهمية بمكان أن يقوم المحررون الأكفاء بمراجعة وتحرير المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي قبل نشرها ، للتأكد من ملائمتها والتحقق مما تضمنته من معلومات.
استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4 لتوليد المقالات الإخبارية ينضوي على فوائد جمّة وتحديات عملية وأخلاقية في آن معًا
في الختام، فإن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4 لتوليد المقالات الإخبارية ينضوي على فوائد جمّة وتحديات عملية وأخلاقية في آن معًا. فسرعة وكفاءة المقالات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي هي بالتأكيد نعمة، ويجب أن نكون حريصين على مواجهة تحديات المطالبات الدقيقة ومعالجة اللغة الطبيعية، خاصة في لغات مثل العربية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا الاعتبارات الأخلاقية التي ينطوي عليها استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد المقالات الإخبارية ومقالات الرأي، لا سيما في سياق عالم مضطرب حيث تكون مخاطر عدم الدقة والآثار السلبية للبروباغاندا أشد فداحة.