09-سبتمبر-2024
مسيرات التنين

(CNN) مسيّرة التنين الأوكرانية تقذف اللهب على مواقع عسكرية للقوات الروسية

يبدو أن أوكرانيا تستعين بأسطول من "طائرات التنين المسيّرة" التي تقذف النيران في حربها مع روسيا، مما يضفي لمسة عصرية على الذخيرة التي استخدمت لإحداث آثار مروعة في الحربين العالميتين، وفقًا لتقرير من إعداد شبكة "CNN" الأميركية.

وتظهر سلسلة من مقاطع الفيديو المنشورة وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك على حساب وزارة الدفاع الأوكرانية في تطبيق "تليغرام"، طائرات مسيّرة تحلق على ارتفاع منخفض، وهي تسقط سيلًا من النار، وهو عبارة عن معدن منصهر، على مواقع يسيطر عليها الروس وسط غابات كثيفة.

استخدم في الحربين العالميتين

وتقول الشبكة الأميركية، إن الخليط الأبيض الساخن من مسحوق الألومنيوم وأكسيد الحديد، المسمى الثرمايت، يحترق عند درجات حرارة تصل إلى 2200 درجة مئوية، ويمكنه حرق الأشجار والنباتات بسرعة مما يكشف غطاء القوات الروسية، إن لم يكن قتل أو عطّل القوات على الفور، وعندما تسقط الثرمايت من الطائرة المسيّرة، فإنه يشبه النار القادمة من فم التنين الأسطوري، مما يعطي هذه المسيّرت لقبها.

عندما تسقط الثرمايت من الطائرة المسيّرة، فإنه يشبه النار القادمة من فم التنين الأسطوري، مما يعطي هذه المسيّرات لقبها

وجاء في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من اللواء الميكانيكي الـ60 في أوكراني: "الطائرات المسيّرة هي أجنحتنا الانتقامية، التي تجلب النار مباشرة من السماء!.. إنهم يصبحون تهديدًا حقيقيًا للعدو، ويحرقون مواقعه بدقة لا يستطيع أي سلاح آخر تحقيقها".

وقال المحلل الدفاعي وضابط الجيش البريطاني السابق، نيكولاس دراموند، لـ"CNN" إن: "استخدام طائرات مسيّرة لإسقاط الثرمايت أمر مبتكر للغاية، لكنه يحمل في المقام الأول تأثيرًا نفسيًا كبيرًا"، وأضاف دراموند: "لم أكن أتمنى أبدًا أن أكون على الجانب المتلقي لهذا السلاح".

وبحسب الشبكة الأميركية، فإنه يمكن للثرمايت أن يحرق أي شيء بسهولة، بما في ذلك المعدن، وقد تم اكتشافه في تسعينيات القرن التاسع عشر، وكان يستخدم في الأصل في لحام خطوط السكك الحديدية.

لكن سرعان ما أصبحت قوته العسكرية واضحة، حيث استخدمه الألمان خلال الحرب العالمية الأولى بإسقاطه من المناطيد كقنابل فوق بريطانيا، وكذلك استخدم من قبل قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، لتعطيل المدافع التي يتم الاستيلاء عليها، عن طريق وضع الثرمايت في فتحة المدفع، وإذابة السلاح من الداخل.

"معروفة بتكلفتها الإنسانية الرهيبة"

وبحسب منظمة "العمل ضد العنف المسلح" البريطانية، فقد استخدمت أوكرانيا سابقا مادة الثرمايت التي تُسقط من الطائرات المسيّرة لتعطيل الدبابات الروسية بشكل دائم، وأشارت في تقريرها إلى أن الثرمايت يسقط "مباشرة عبر الفتحات، حيث تؤدي الحرارة الشديدة بسرعة إلى إشعال وتدمير كل ما بداخل الدبابة".

وأشار التقرير إلى أن "هذا الدقة، جنبًا إلى جنب مع قدرة الطائرة المسيّرة على تجاوز الدفاعات التقليدية، تجعل قنابل الثرمايت أداة فعالة للغاية في الحروب الحديثة".

ولا يُحظر استخدام الثرمايت في العمليات العسكرية، لكن استخدامه ضد الأهداف المدنية محظور بسبب التأثيرات الرهيبة التي يمكن أن يُحدثها على جسم الإنسان.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قد وصفت هذا النوع من الأسلحة الحارقة، كما الحال مع الثرمايت، بأنها "معروفة بتكلفتها الإنسانية الرهيبة"، بما في ذلك التسبب بحروق من الدرجة الرابعة أو الخامسة.

وأضافت المنظمة أنه "يمكن أن تسبب تلفًا للعضلات والأربطة والأوتار والأعصاب والأوعية الدموية وحتى العظام"، وتابعت أن العلاج قد يستمر لعدة أشهر ويتطلب اهتمامًا يوميًا، وإذا نجا الضحايا، فإنهم يتركون مع ندوب جسدية ونفسية.

ويقول دراموند لـ"CNN"، إنه: "إذا كانت أوكرانيا ترغب في تحقيق تأثير حقيقي، فإنها تحتاج إلى قوة كافية لإحداث اختراق حاسم كما حدث في كورسك. هذا هو الشكل الذي يكون فيه النصر"، وتابع مضيفًا أن "الأسلحة الحارقة تعطي القوات الروسية سببًا إضافيًا للخوف من الطائرات المسيرة الأوكرانية".

ويضيف دراموند في ختام التقرير موضحًا: "لقد شهدنا حالات حيث تركت القوات الروسية مواقعها بعد تعرضها لهجمات من طائرات مسيّرة متعددة. كلما زادت قدرة أوكرانيا على بث الخوف من الطائرات المسيّرة، زادت فرص نجاحها".