سنان أنطون روائي وشاعر عراقي من مواليد بغداد سنة 1967. أصدر 4 روايات وثلاث مجموعات شعرية هي "موشور مبلل بالحروب"، و"ليل واحد في كل المدن"، و"كما في السماء"، التي صدرت عام 2018، وواصل فيها مؤلفها توثيق جحيم العراق وتصوير مصائر بشره الذين خبروا أزمات ومآسٍ مختلفة جعلتهم غرباء في وطنهم، الذي غرق في الهباءات حسب أنطون.
هنا قصائد مختارة من المجموعة.
صلاة
عراقنا الذي في الهباءات،
ليَتَقَدّس اسْمُكَ،
ليأتِ جحيمكَ،
لتكُنْ مشيئتُكَ،
كما في السماء
كذلك على الأرض.
موتنا كفافنا
أعطِنا كلّ يومٍ،
ولا تغفر لنا خياناتنا،
لأننا لا نغفر لمن خاننا.
ولا تدخلنا في التجربة،
فقد تعبنا...
آمين.
مزمورٌ للشهداء
لا يذهبُ الشهداء إلى الجنّة
فأبوابها موصدة منذ قرون
والتُجّارُ الذين اشتروا أنهارها
ينظرونَ من الشرفات العالية
إلى الطوابير الطويلة
وحشود المشَرَّدين
في الخارج
لا يذهب الشهداء إلى الجنّة
بل يختارون صفحات الكتاب
السماويِّ
كلٌّ على طريقته
طَيْرًا
أو نجمًا
أو غيمةً
ويُطِلّون علينا
كلّ يوم
يبكوننا
نحن الذين لم نزلْ
في جَحيم
حاولوا إطفاءهُ
بدمهم.
ثوب
بخيط الكلمات
وإبرة عيني
أخيط هذا الثوب للصمت
ألظم غمامة تائهة
بريشة طائر منقرض
غبار نجمة
بوريقة سقطت من الريح
أخيط هذا الثوب
وألبسه ملاك العدم
الذي يقف أمامي
لا يروق له
فيرميه أرضًا
ويتثاءب
أستلّ خيطًا آخر
وهكذا.
معرّيّة
سبع سنين
وأنا أخيط أجساد الموتى إلى الأرض
تقرّحت أصابعي
رمدت عيناي
احدودب ظهري
وآن لي أن أستريح
فهلّا خطتموني إليها؟