هنالك العديد من المفاهيم والتصورات المغلوطة عن الجنس والممارسة الجنسية، من بين أشهرها "هزة الجماع" أو رعشة النشوة عند المرأة، وعمومًا قضية استمتاع المرأة بعملية الجماع. المزيد من التفاصيل عند هزة الجماع والتصور الخاطئ في التعامل معها، ننقلها لكم مترجمةً عن صحيفة الغارديان في السطور التالية.
بالنسبة للكثير من النساء، فإن التظاهر بهزة الجماع الجنسية أو رعشة الجماع المعروفة بكلمة "Orgasm"؛ هو أمر شائع، على الرغم من أن الأمر قد يمر دون ملاحظة الرجل على السرير.
كشفت دراسة عن أنه في حين يصل 87% من الرجال إلى نشوتهم الجنسية خلال الجماع، تصل 49% من النساء فقط إلى الرعشة الجنسية
وفي دراسة أجريت على 1683 شخصًا من المتزوجين، نشرت في مجلة الطب الجنسي "Sexual Medicine"، وجد الباحثون من جامعة بريغام يانغ في الولايات المتحدة، أن 43% من الأزواج لم يمتلكوا صورة واضحة عن عدد المرات التي وصلت بها الزوجة إلى هزة الجماع، أو النشوة الشبقية. وقد تبين في الاستبيان أن 87% من الرجال كانوا يصلون إلى نشوتهم خلال الجماع، أما بالنسبة للزوجات فقد كانت النسبة 49% فقط، علمًا بأن 25% من الرجال كانوا يعتقدون أن زوجاتهم كنّ يصلن إلى الرعشة الجنسية بنسبة أكبر من ذلك.
ومن المعروف أن الكثير من النساء يجدن صعوبة بالغة في الوصول إلى هزة الجماع، وذلك وفق رأي كيت مويل، وهي معالجة جنسية نفسية ومختصة بحل مشاكل الزواج. تقول كيت: "التركيز عادة ينصب على الجماع، دون الاهتمام بالشكل الكافي بتحفيز البظر. لكن الشباب اليوم يعرفون أكثر عن هذا الأمر".
وكانت هنالك دراسة أخرى أجريت عام 2014، تم فيها وضع مقياس "التظاهر بالرعشة الجنسية بين النساء"، وانقسمت الدوافع للتظاهر بحالة الرعشة الجنسية إلى أربع فئات: الرغبة في الانتهاء من الجماع، زيادة النشوة الجنسية، تجنبًا للشعور بالخوف والقلق من أنهن غير قادرت على الوصول للرعشة الجنسية، أما السبب الأكثر انتشارًا فقد كان تجنب إيذاء مشاعر الزوج أو الشريك الجنسي.
تلعب الأفلام الإباحية دورًا في تضليل الرجال حول حقيقة الرعشة الجنسية وإحساس المرأة بالمتعة أثناء الجماع
وترى كيت مويل أن المشكلة تكمن في أنك لو "بدأت بالتظاهر بالرعشة الجنسية، فقد تشعرين بأنك مضطرة لمواصلة ذلك، وينشأ عن ذلك انقطاع في القدرة على التواصل مع الطرف الآخر حول ما هو جميل في الجماع والنشاط الجنسي وما هو مملّ وغير فعّال".
وأضافت: "لكن المرأة يمكن أن تشعر بأنها غير قادرة على التعبير عن هذه الحاجة، ولا تستطيع أن تقول لشريكها إنها لم تصل إلى الرعشة الجنسية، وأن عليه أن يجرب شيئًا جديدًا، مما يجعله يفترض أنها الأخرى تقضي وقتًا ممتعًا وأنها تستمع بالعلاقة مثله تمامًا، وأنه غير مضطر لفعل أي جديد أو مختلف".
وقد وجدت الدراسة الجديدة أن 17% من الأزواج لا يولون الاهتمام الكافي بما تشعر به الزوجات على مستوى المتعة الجنسية، وتعتقد مويل أن هذا يعود في جزء منه إلى ضعف الثقافة في هذا الجانب. تقول: "نحن لا نتعلم شيئًا عن المتعة الجنسية للمرأة".
وبينما تصور الأفلام الإباحية الرعشة الجنسية للمرأة بأنها يجب أن تكون واضحة وصارخة، لكن هذا الأمر لا يحصل مع كل النساء بالضرورة، فإن لم ير الرجل ذلك من المرأة، أي لم يشاهد الرعشة الجنسية على شريكته بالطريقة التي يجدها على مواقع الأفلام الإباحية، فإنه قد يشعر بالحيرة أو قد يقلل من أهمية الأمر برمّته.
وتقول مويل إن الحل في مسألة الرعشة الجنسية واللذة في الجماع، يكمن في التواصل الواضح والصريح من البداية بين الزوجين. لكن لو فاتت الفرصة، فيمكن استدراك ذلك بكل بساطة.
وجدت الدراسة أن 17% من الأزواج لا يولون الاهتمام الكافي بما تشعر به الزوجات على مستوى المتعة الجنسية
وتنصح مويل الأزواج قائلةً: "أفضل وقت للحديث عن الجنس ليس السرير. يجب التطرق للموضوع بطريقة إيجابية، وليست نقدية. تحدثي عن الموضوع بصيغة: أود أن نجرب هذا الأمر، أو أن نقوم بشيء مختلف، وليس بصيغة: لا تفعل هذا الشيء أثناء الجماع". وتؤكد مويل أن هذا الحوار سيكون بالغ الفائدة للحياة الزوجية والجنسية.
3 أسرار للوصول لهزة الجماع
إن الوصول بالمرأة إلى النشوة الجنسية وهزة الجماع لا علاقة له بالمتخيلات الإباحية المتداولة على الإنترنت. بل إن المفتاح هو قضاء المزيد من الوقت في السرير والتركيز على المداعبة والتعرف على النقاط التي يؤدي تحفيزها إلى هزة الجماع الأنثوية المنشودة. هنا 3 أسرار للوصول إلى هذه النقطة:
- قضاء المزيد من الوقت في المداعبة
- تحديد نقاط الإثارة الجنسية
- تجربة المواضع الجنسية الملائمة للمرأة
من الأهمية التأكيد على جانب "اللعب" والتمهيد في المداعبة. إذ لا ينبغي التسرع في التعامل مع المعاشرة الجنسية السليمة، أو التعامل معها على أنها واجب أو عبء ينبغي الانتهاء منه على عجل. والواقع أن المداعبة الحقيقية والتهيئة الحقيقية للممارسة الجنسية المشبعة يبدأ قبل ساعات من الجماع، عبر تهيئة الحالة الذهنية والشعورية لقضاء وقت لطيف في السرير للطرفين.
فبالنسبة لبعض النساء، تعد الاستثارة الذهنية بمستوى أهمية الإثارة الجسدية، إذ يساعد القرب والحميمية العاطفية إلى تجارب جنسية أفضل، تؤدي إلى الوصول بشكل أيسر إلى هزة الجماع.