أدان خبراء الأمم المتحدة، مجزرة الطحين، التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي، بالقرب من دوار النابلسي في شارع الرشيد بمدينة غزة، ووصفها بيان الخبراء بـ"المذبحة"، إذ أدى إطلاق النار من جيش الاحتلال إلى استشهاد 118 فلسطينيًا، خلال تجمعهم للحصول على المساعدات.
واتهمت مجموعة من المقررين الخاصين للأمم المتحدة، في بيان لها ، إسرائيل بـ"تعمد تجويع الشعب الفلسطيني في غزة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر"، مضيفة: "وهي الآن تستهدف المدنيين الذين يبحثون عن المساعدات الإنسانية والقوافل الإنسانية".
قال خبراء الأمم المتحدة: "يجب على إسرائيل أن تضع حدًا لحملة التجويع واستهداف المدنيين"
وقال خبراء الأمم المتحدة: "يجب على إسرائيل أن تضع حدًا لحملة التجويع واستهداف المدنيين"، محذرين من وجود أدلة متزايدة على وجود مجاعة في قطاع غزة .
وأشار الخبراء إلى أن "الهجوم جاء بعد أن منعت إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة غزة وشمال غزة لأكثر من شهر"، ووصفوا "نمط الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين الذين يطلبون المساعدة".
وفي الأسبوع الماضي، قال مايكل فخري، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، إن تعمد تجويع الناس يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي، والتي تتحمل دولة إسرائيل بأكملها المسؤولية عنها.
"الناس بدها تاكل.. أمي صائمة، إحنا جعانين طول الليل".
طفلة من #غزة تسأل لماذا يستهدفوننا عندما تأتي المساعدات؟ pic.twitter.com/DDvUtlCgKq
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 5, 2024
وأوضح بيان الخبراء: "عندما يبدأ الأطفال يموتون بهذه الطريقة، فأنت تعلم أن المجاعة ربما تكون قد حدثت بالفعل، أو أنها على وشك الحدوث".
وقالوا: "إننا نشعر بالقلق لرؤية سكان مدنيين بأكملهم يعانون من هذه المجاعة غير المسبوقة، بهذه السرعة وبشكل كامل. لقد قلنا منذ أشهر أن المجاعة واسعة النطاق وشيكة في غزة".
وقال الخبراء: "يجب ألا تستخدم المساعدات الإنسانية كورقة مساومة في المفاوضات. إننا نكرر دعوتنا السابقة لفرض حظر على الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل، كجزء من واجب جميع الدول لضمان احترام حقوق الإنسان ووقف انتهاكات إسرائيل للقانون الإنساني الدولي".
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، إن حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف ارتفعت الى 18 شهيدًا في قطاع غزة. مضيفًا أن "المجاعة شمال غزة وصلت إلى مستويات قاتلة وخاصة للأطفال والحوامل والمرضى المزمنين".
وأوضح أن "المجاعة تتعمق وستحصد الآف المواطنين، إذا لم يتم وقف العدوان ودخول فوري للمساعدات الإنسانية والطبية"، قائلًا: إن "الاحتلال الإسرائيلي يتعمد ارتكاب مجازر مروعة ومتتالية ضد الآف البطون الجائعة شمال غزة". مطالبًا المجتمع الدولي باستخدام كل أدوات الضغط لضمان وقف فوري للعدوان الإسرائيلي، والأمم المتحدة باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الكارثة الإنسانية والصحية وخاصة شمال غزة.
بينما يتواصل القصف، تزداد الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع #غزة بعد 151 يومًا من العدوان. pic.twitter.com/99FdBXzk18
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 5, 2024
استمرار حصار الشمال
ويقول برنامج الأغذية العالمي، إن الجيش الإسرائيلي أعاد قافلته الغذائية المؤلفة من 14 شاحنة يوم أمس الثلاثاء، بعدما كانت في طريقها إلى شمال غزة.
ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قام الجيش الإسرائيلي بإرجاع قافلة غذائية مكونة من 14 شاحنة، وهي الأولى التي يرسلها برنامج الأغذية العالمي منذ أن أوقف تسليم المساعدات إلى شمال غزة في 20 شباط/فبراير، بعد إيقاف دام ثلاث ساعات عند حاجز وادي غزة .
وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في بيان أصدرته الوكالة التابعة للأمم المتحدة: "على الرغم من أن قافلة اليوم لم تصل إلى الشمال لتوفير الغذاء للأشخاص الذين يعانون من الجوع، إلا أن برنامج الأغذية العالمي يواصل استكشاف كل السبل الممكنة للقيام بذلك".
🆕 #Gaza: After a 14-truck convoy was turned away today, WFP food for 20,000 people was dropped into northern Gaza with support of the Jordanian Air Forces.
WFP is determined to do whatever it takes to reach people in need. ⚠️ But to avert famine, we must have access by road.
— World Food Programme (@WFP) March 5, 2024
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه بعد رفض السماح للشاحنات بتغيير مسارها، تم إيقافها في وقت لاحق من قبل "حشد كبير من الأشخاص اليائسين الذين حصلوا على الطعام، وأخذوا حوالي 200 طن من الشاحنات". وقالت الوكالة الإنسانية إن الطرق البرية هي الخيار الوحيد لنقل الكميات الكبيرة من المواد الغذائية اللازمة لتجنب المجاعة في شمال غزة .
ومع إعادة قافلة الغذاء المكونة من 14 شاحنة، لجأ برنامج الأغذية العالمي إلى عمليات الإنزال الجوي، وقال: "في وقت سابق من اليوم [أمس الثلاثاء]، وبمساعدة القوات الجوية الملكية الأردنية، تم إسقاط الإمدادات الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي لـ 20 ألف شخص (6 أطنان) في شمال غزة".
وأوضح سكاو: "الإنزال الجوي هو الملاذ الأخير ولن يمنع المجاعة. نحن بحاجة إلى نقاط دخول إلى شمال غزة تسمح لنا بتوصيل ما يكفي من الغذاء لنصف مليون شخص في حاجة ماسة إليها".
يقول برنامج الأغذية العالمي، إن الجيش الإسرائيلي أعاد قافلته الغذائية المؤلفة من 14 شاحنة يوم أمس الثلاثاء، بعدما كانت في طريقها إلى شمال غزة
وقال برنامج الأغذية العالمي إن الجوع في شمال غزة وصل إلى "مستويات كارثية"، وحذر من أن "الأطفال يموتون بسبب أمراض مرتبطة بالجوع ويعانون من مستويات حادة من سوء التغذية".
ودعت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى "مزيد من نقاط الدخول إلى غزة، بما في ذلك من الشمال، واستخدام ميناء أسدود"، فضلًا عن وقف إطلاق النار. وأضافت: "هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار في غزة لتمكين عملية بهذا الحجم. ومع توفير قدر أكبر من الأمان للعاملين في المجال الإنساني لنقل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى بانتظام في جميع أنحاء القطاع ومع وجود طرق من الشمال، يمكن لبرنامج الأغذية العالمي وشركائه منع المجاعة".