ألترا صوت – فريق التحرير
عمر أبو ريشة (1910 – 1990) شاعر سوري ولد في بلدة منبج، التابعة لمحافظة حلب. نشأ في بيت أدب وعلم وثقافة. أرسله والده إلى إنجلترا عام 1930 ليدرس الكيمياء الصناعية في جامعة مانشستر.
يعتبر عمر أبو ريشة من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث، بل إنه يُعد أحد كبار الكلاسيكيين المعاصرين إلى جوار كل من محمد مهدي الجواهري وبدوي الجبل وسعيد عقل.
اشتهر أبو ريشة بمواقفه الوطنية والقومية الجريئة، فقد قاوم الاحتلال الفرنسي في فترة احتلاله لسوريا بين عام 1920 - 1946. كما ندّد بمواقف الحكومة الوطنية بعد الاستقلال. وكان شعوره القومي، كما يرى النقّاد، يطغى على شعوره الوطني في كثير من الحالات، كما في موضوع احتلال فلسطين، فحين وقعت الواقعة وهزم العرب في عام 1948 تدفقت قصائده ذات النبرة المأساوية والناقدة في ذات الوقت، وكانت هذه القصيدة فاتحة لقصائد عديدة عن فلسطين ونقد الحكّام.
أمتي هل لك بين الأممِ
منبر للسيف أو للقلمِ؟
أتلقاكِ وطرفي مطرقٌ
خجلًا من أمسك المنصرمِ
ويكاد الدمع يهمي عابثًا
ببقايا كبرياء الألمِ
أين دنياك التي أوحت إلى
وتري كل يتيم النغمِ
كم تخطيت على أصدائه
ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني.. ساحبٌ
مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية
خنقت نجوى علاك في فمي
أي جرح في إبائي راعف
فاته الآسي فلم يلتئم
ألإسرائيل تعلو راية
في حمى المهد وظل الحرم!؟
كيف أغضيت على الذلّ ولم
تنفضي عنك غبار التهم؟
أو ما كنت إذا البغي اعتدى
موجة من لهب أو من دم!؟
كيف أقدمت وأحجمت ولم
يشتف الثأر ولم تنتقمي؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيس المغنمِ
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه البنات اليُتَّمِ
لامست أسماعهم.. لكنها
لم تلامس نخوة المعتصمِ
أمتي كم صنم مجدته
لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان في الحكم عبيدُ الدرهم
أيها الجندي يا كبش الفدا
يا شعاع الأمل المبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا
طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله
شرفًا تحت ظلال العلمِ
اقرا/ي أيضًا: