غايةُ النهار أبناءٌ بررة
يعرفون حقيقة القبيلة
يبكون حين تبكي،
ويضحكون وقتما تضحك.
غاية الليل سُرعتُه،
وركنٌ بعيدٌ للأشرعة
اعتزالُ الهواءِ، ورفق الأنفاس
ألّا تقطعُ السفنُ الطريقَ من البَرّ،
ويغني حجابٌ غناءَ الوجه.
غاية الوقت عناقٌ
يؤجِّلُ كَبَدَ المدينةِ الفحميّ
ينثرُ التاريخَ كأنّه خبزٌ فوق جدار
تمتلئُ بطون الطيورِ منه
تصمتُ شبعًا،
وحين تريد الحزن؛
تسافر.
غاية الريح صفصافةٌ في صورة
مُعلّقةٌ في جدار الجدّة/
في فناءِ كنيسةٍ قديمة؛
يأتي نبيٌّ من ضريحهِ ويسرقها
فتراه النجومُ باسقًا عاريًا،
وفي قلبه رسالته.
غايةُ الأيام غبارٌ فوق القصائد؛
فمعرفة الله متسعة الحدقات
تروي تاريخَ فَرَسٍ خَبَّ في معركة السقوط/
معرفةٌ الله منذ البداية خصيمةٌ لأوراق العنب
أيمكن أن يكون الملاذُ طويلًا أم أن الصحراء تثرثر؟
للاستحالةِ تسعةُ أوجهٍ،
العاشرُ ممكنٌ تملَّص من شفاه الحديقة.
غايةُ البحرِ بحّارٌ
لا يرى الغرقَ رمزًا وحيدًا لمالك الغاية
يسكنُ الميلادَ كأنَّهُ وصفٌ لجسد امرأة
البحّار استكن لوضوح الموج،
وغرِقَ في هويّة العائدين إلى الأمواج
المنتصبةِ فوق نهرٍ رماديِّ
هل يخاف الماء من يدٍ تطرد المصير؟
يالله:
البحر حزين، والأوكار تتشابه
لا سكن للعطشى في الكؤوس/
لا سكون، ولا ارتعاشُ ذاكرة
ولا انتباه.
غايةُ الأسماء خفّة اللفظ
ترفعُ عن جسدها الأثواب
تصمتُ باعتذارٍ كأنَّ الملاذ فتنة
يالله: النداءُ ثقيلٌ،
والحناجر طارئة كخلودٍ يُناصفُ الأسرار الشطيرة
جوعى، نثور على رداءاتنا المُمزّقة
بلا أسماءٍ؛ نرجو خوفًا دون صدرٍ
يتصدّى لتأمُّلِ الحجارة
نحن الذين نحمل أسماءنا،
ونسيرُ بها كلصوصٍ أو عتّالين في المدن الغريبة/
نحملها كما نحملُ كُلَّ الأخطاء.
غايةُ التاريخ حاضرٌ مهذَّب
يُشاطِرُ الرُّمحَ ضلالاته
يزجرُ فينا طائرًا بلا ريشٍ
يُعلّمنا لغة المواقد الأولى
لا يسهو عن تربية الأقدام؛
لتكبُر،
تسافِرُ فينا لبلاد أبينا العملاق،
ونعيدُ للخَلقِ ضلعَنا..
ربما إناث غير حواء
ربما تجرُّد مما قد يمسكهُ التاريخ علينا
من أمومة وأبوةٍ واتِّساع.
قوموا
اخلعوا عن جلدكم عذوبةَ المعرفةِ،
وابنوا لكم مجدًا جديدًا؛
معتزلًا صوتَ كهولةٍ متناثرة
التاريخُ أبٌ مخمور؛
فلا تصدّقوا إلّا أعذاره.