كنا نخاف من الطناطل
كيف تبتلع حلوى أحلامنا،
كنا نخاف من السعلاة
كيف تخيّم على بياض أيامنا،
وعندما تثب حناجرنا إلى الضوء
تحجرنا الحياة في كهف الخفافيش،
وترقدنا في منجم الخوف،
فيكون زادنا الصمت، ومتاعنا الذعر.
لقد تكسرت رؤانا الخزفية في أفق الأحزان،
وتشظت أدعيتنا في سماءٍ من زجاجٍ محطم،
وأتينا من الماضي تائهين،
نلهثُ ونتخبط بجدران معابد
صنعها هذيان الأمهات،
ونتقربُ إلى أضرحتها زُلفى،
علّها تجلو الصدأ الذي خلفه حرمان أرواحنا المتآكلة
في مياه العمر الآسن.
كانت أحلامنا همسة لامست وتر أرضنا الرخو
فقطعته أقدامنا المحملة برسائل بكائية ثقيلة،
وغصنا في سواد الأرض.
فمنذ نعومة أظافرنا
خطونا فوق أنفاس وحش رابض
على حشائش أيامنا،
وانتظرنا أن ينحدر مثل صخرة
تدحرجها الرياح.
أتراه ينقلعُ وينزاح الهمّ؟
انظروا إلى الحشائش، إنها تتحشرج
تحت عفونة الوحوش،
انظروا إلى الأرض إنها تجف
بعد تلاشي الدمع في سديم العيون،
انظروا إلى البشر
إنهم لم يتركوا جلدًا للأفاعي،
انظروا إلى الكلام
لقد اشتبك مع ألسنة النار.
وما زال الشيطان يخبُ الخطى خلفنا
نحن الموهومون مثل الأكباش
نرضخ لغواية مخالبه
ونزعمُ أنها إشارات تدلنا على صراط النعيم.