صدرت عن "منشورات المتوسط" في ميلانو، حديثًا، رواية جديدة للروائي الفلسطيني محمد جبعيتي (1993) بعنوان "الطاهي الذي التهم قلبه"، وهي رابع رواياته بعد "عالم 9" (الآداب، 2021)، و"غاسل صحون يقرأ شوبنهاور" (الآداب، 2018)، و"رجل واحد لأكثر من موت" (الفارابي، 2017).
تدور أحداث الرواية في أجواء تجمع بين متعة الطبخ، وقوة الحلم، وفتنة الروائح، وسحر حكايات الجدة، بالإضافة إلى الحب الذي ينتهي غالبًا إلى مصائر مأساوية.
وجاء في كلمة الغلاف: "يفقد الطاهي جمال حاستيّ الشم والتذوق، بعد إصابة عينه اليسرى بطلقة قنّاص، فيتوجّب عليه أن يخوض رحلة شاقة في عالم بلا روائح وبلا نكهات. ماذا تعني الإعاقة؟ كيف يسعى الإنسان وراء طموحه رافضًا الانحناء أمام التحديات؟ ما قيمة الذكريات والمشاعر في عالم يهدّدنا بالموت؟".
وفيما يلي الفصل الأول من الرواية.
أدركت في أحد صباحات شهر كانون الأوّل عام 2017، بينما أحاول تذوّق وجبة الفطور وكأس الشاي بأوراق النعناع الطازجة اللذَيْن أحضرهما العامل في المستشفى، أنني فقدتُ حاسَّتي الشم والتذوق. لم أتمكن من استنشاق أية رائحة حولي، فأخذت بالصراخ والبكاء. وضعت أنفي على يدي، على المخدّة، على ملاءات السرير، أحاول عبثًا شمّ أية رائحة، كان تنفّسي مريحًا وطبيعيًّا، إلا أنّ الروائح عجزت عن النفاذ، كأنها اختفت وراء جدار سميك.
هرع نحوي طبيب وممرضتان. حاولوا تهدئتي، إلا أنني صرخت بهم مستغربًا والدموع تطفر من عينيّ: "لا أستطيع التذوق، لا أستطيع أن أشم شيئًا، ماذا حدث لي؟". "اهدأ، كل شيء سيكون بخير" ردّد الطبيب بصوت محايد، ثم تجمّع مرضى وزوّار وممرضون في الغرفة، يشاهدون رجلًا مفجوعًا يبكي كطفل فقد دميته المفضّلة. سمعت همهمات ودعوات وحوقلة. "اخرجوا"، "اتركوا المريض"، "لا فائدة من الصراخ". رأيت ممرّضين يثبّتونني إلى السرير، والطبيب يدقّ إبرة في ذراعي.
هدأت. كنت هامدًا ومثيرًا للشفقة. وجهي كلّه مخاط ودموع ودماء. توسّلت للطبيب بصوت خفيض أن يوضّح لي. ماذا فعلت الرصاصة بجمجمتي؟ ماذا فعل الأطبّاء في غرفة العمليات من أجل إنقاذي؟ ما علاقة التذوق والشم بالعين؟ كثيرة الأسئلة التي باغتتني، للمرة الأولى، في تلك اللحظات. لم أتخيل يومًا أن أسأل في حياتي: لماذا لا أتذوق طعامي؟ لماذا لا أشم أيّة رائحة؟
لم أفهم ما قاله الطبيب عن علاقة الجرح بفقداني للحاسّتين. بكيت بكاءً مرًّا في محاولة لإخراج الحزن والخوف من داخلي. التذوق والشم حاستان مهملتان، وقفتا في الصفّ الأخير من طابور مخاوفي. ما تصوّرت يومًا أن أفقدهما، لأنهما كانتا من الأشياء التي قلّما تخطر على بالي.
غطست في عالم بلا طعم أو رائحة. وكان عليّ أن أعتاد على وضعي الجديد، وأن أتعايش مع كارثتي الشخصيّة.
- هذه حال الدنيا، فاصبر.
قال لي أبي الذي صار عجوزًا.
لا أدري مَن عليه مواساة الآخر. هل أواسيه على أمراضه التي تكاثرت مع تقدّمه في السن، أم يواسيني على مصيبتي؟
- ليتني متُّ!
- لا تقل هذا الكلام. استغفر الله. انظر إلى مصائب الناس، تهن عليك مصيبتك. هذا قدرنا أن نصبر ونحتسب.
- كيف سأعمل في مهنة تعتمد على هاتين الحاسّتين؟
- وكّل أمرك لله يا ابني. العمل كثير. إنّ الله تعالى قال: إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتَيه، فصبر، عوّضته منهما الجنة.
فقدت عيني اليسرى، وأجمع الأطباء على استحالة الرؤية بها. صرت بلحظة إنسانًا "ناقصًا" بعد أن كنت "كامل مكمّل" و "زين الشباب". رأيت الشفقة في نظرات الناس وكلامهم. "يا حرام! المسكين"، تمنّيت أن أصرخ بهم: لست مسكينًا، بل أشجع منكم، شاركت في مظاهرة ضد الاحتلال، بينما اكتفيتم بالفرجة من وراء الشاشات. تداولتم صورتي في الفيسبوك لنهار واحد، نشرتم صوركم وأنتم تغطُّون العين اليسرى بقطعة شاش، وبعدها نسيتموني!
- تعاني من فقدان حاستيّ التذوق والشم، بسبب ضرر بالغ أصاب المستقبلات العصبية والحسية التي ترسل المعلومات إلى الدماغ. فقدت نحو 98 % من إدراكك للتذوق، ونحو 97 % من إدراكك للشم.
قال الطبيب متصنّعًا التأثر بعد يوم طويل من التحاليل والاختبارات الدقيقة.
غادرت المستشفى بخطوات ثقيلة وطنين في رأسي. رفعت يدي بصعوبة لأوقف سيارة أجرة. طلبت من السائق أن يوصلني إلى وسط المدينة. استرخيت في المقعد الخلفي. شعرت أني طفل أضاع أمه وسط الزحام مرة واحدة وإلى الأبد. كنت مرهقًا واغرورقت عيناي بالدموع. طيلة الطريق راودني شعور غريب. كم كنت مختلفًا عن الناس، بعد أن صرت رجلًا بعين واحدة.
حاولت أن أبقي الهلع مطمورًا داخلي. وقفت في منتصف الطريق. لا نكهة لأي شيء. كل الروائح تهرب بعيدًا عن أنفي. روائح العالم ميتة. أول مرة لا أشم فيها رائحة المدينة. أضعت رائحة الأشجار، ومطاعم المشاوي، وعربات الكباب، والمخابز، ومحال الحلويات، والتوابل، ودخان السيارات، وعرق الأجساد.
مشيت بصعوبة كأني أمشي في أرض موحلة. اقتربت بأنفي من البضائع المعروضة على الأرصفة أحاول شمّها. حرّكته بعصبيّة، فركته بأصابعي، عرّضته لروائح كانت لذيذة في الماضي. استنشقت هواءً نقيًّا وخاليًا من الروائح كلّها. شعرت بالعيب الجسدي وأنا أمشي بين الناس بخطوات قلقة. أخفيت ما أصابني وراء قطعة شاش. المنظر مخيف. محجر العين محشو بالقطن، وزراعة عين صناعية تحتاج للمال.
سحبت قدمَيّ أكاد أتعثّر أو أصطدم بالمارة. أمشي وأنظر إلى الأبنية والشوارع والمحالّ التي اعتدت رؤيتها بعينين. لم يسألني أحد عن عيني، ما بها؟ الجميع كانوا مشغولين بأمورهم الخاصّة. اشتريت الخضراوات والفواكه والسمك وبعض التوابل والأعشاب البريّة.
طلبت سيارة أجرة.
- الحمدلله على سلامتك.
قال السائق وهو ينظر إليّ عبر المرآة.
لم يكتفِ بذلك، كما توقعت، أخفض من صوت المسجّلة التي كانت تبث أغنية شعبية، واستفسر عن سبب إصابتي.
- رصاصة قنّاص.
- أولاد الحرام، صاروا يتعمّدون إصابة العين والأرجل لإحداث إعاقة.
أسرع يشقّ طريقه بين السيارات. نظرت عبر زجاج النافذة إلى المارّة الذين لم يصابوا مثلي برصاصة، وحسدتهم من أعماقي. إصابتي كارثة. فقدت عينًا وحاسَّتين. خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها، مهما سمعت من عبارات الدعم والمواساة.
ما إن وصلت شقتي حتى ارتميت منهكًا على أريكة الصالون. حدّقت بعين واحدة في صورة جدتي المعلقة على الجدار المقابل. يا إلهي، كم اشتقت لها! هي الوحيدة التي تقدر بكفّها الدافئة أن تخفّف عنّي. تردد ما قاله الطبيب في رأسي: "فقدتَّ حاستيّ التذوق والشم، ولا إمكانية للعلاج".
ذهبت إلى الحمام وغسلت رأسي بماء بارد. أردت التخلص من الأفكار التي راودتني. تناولت علبة دواء، وابتلعت حبة لتخفيف الصداع. سرت بخطوات آلية إلى المطبخ، وملأت الثلاجة بأنواع اللحوم والخضراوات والفواكه، ورفوف المطبخ بالمعلبات والبقوليات التي اشتريتها من السوق، بكميات تكفيني لأطول فترة.
فردت أنواع البهارات القوية على طاولة المطبخ، وحاولت شمّها، تذكرت مشاهد المدمنين في الأفلام. فتحت علب القهوة والشاي. مشيت إلى غرفتي، وفتحت زجاجة عطر ورششت بها باطن كفّي، ثم قرّبتها من أنفي. حشرت أنفي داخل حجرة الكفّ التي أغلقت جوانبها، بحيث لا يتسرب إليها هواء.
فتحت باب الشرفة ولمست أوراق النباتات بأصابعي. قرّبت أنفي ومررته على كل واحدة منها. لا شيء. ماتت مستقبلاتي الشميّة، وأمامي عالم مطفأ الرائحة. بعصبيّة، كأني كنت غائبًا عن الوعي، رحت أحطّم أحواض الزرع. ضربتها بالأرض بقوتي كلها، وصرخت تلك الصرخة، صرخة لا أدري من أي أعماق انبثقت، لحيوان مجروح، خسر كل شيء.
أردت للعالم أن يسمع صراخي.
أدركت في تلك اللحظة كم أنّ فقدان الحواس أمر مرعب. لقد انتهى الأمر. وجدت نفسي في بداية طريق معتم. تمددت على السرير، وحاولت تذكر الروائح. ممتنٌّ للذاكرة التي تحفظ روائح الأشياء في أعماقها. كان الأمر يشبه انتشال الماء من بئر عميقة، متابعة الدلو في هبوطه حتى يصل سطح الماء، ثم انتظاره ليمتلئ، قبل إعادة رفعه. كل ذلك بحاجة إلى جهد وتركيز كبيرين.
إلى متى ستظلّ الذاكرة تحتفظ بهذه الروائح؟ ماذا سيتبقى في النهاية؟ هل ستحتاج كلّ محاولة استرجاع رائحة مجهودًا خرافيًا، فأُغمض عينيّ، وأركّز طاقتي نحو نقطة مجهولة في رأسي؟
عدم القدرة على الشمّ يعني غياب الروائح التي كانت تملأ حياتي، كأنّ ثمة فجوة عمياء تمتص كل ما في العالم من روائح.
غصت في هذا الغياب، وصار العالم إحدى تجلياته.
دخلت إلى الصالون بخطوات آليّة. مررت بين الأثاث متخبّطًا. أخرجت من الثلاجة سمك وثوم، ألصقت بهما أنفي محاولًا تشمّمها، ثم تناولت حبة تفاح، قطعت منها بالسكين قطعة صغيرة والتهمتها. بدأت أجرّب الخبز والمايونيز والذرة واللبن.
لا طعم ولا رائحة لشيء.
ارتميت على الأريكة وبقيت جامًدا منهكًا، أتعرّض لموجات ألم. فكرت أن ما مررت به كان مجرد حلم مزعج. خروجي في مظاهرة ضدّ ترامب بعد أن أعلن القدس عاصمة لإسرائيل، كأنه صاحب الأرض، يعطيها لمن يشاء، وأصابني قناص إسرائيلي برصاصة مطّاطية في عيني اليسرى، من مسافة قريبة، ونُقلت بعدها إلى مجمع رام الله الطبّي، حيث شرح لي الأطباء بأنّ الإصابة أحدثت تلفًا في الأعصاب، فقدت على إثرها حاسَّتين.
لا بد أنه حلم تحوّل سريعًا إلى كابوس.
خطرت لي فكرة. قلت لنفسي، ماذا لو نمت لأستيقظ وأجد كل شيء في مكانه؟ سأنام، أنام داخل حلمي، لعلّي أستيقظ على حواسّي كاملة. أرجع للعالم بكلّ ما فيه من روائح ونكهات. أغمضت عينيّ ودخلت في دوامة نوم عميق.
عندما استيقظت وكان البيت معتمًا، فتحت أنفي على وسعه. لم أشعر أنّ ثمة شيئًا قد تغير. أنرت لمبة الصالون ومشيت إلى المطبخ. أكلت بقايا حبة فلفل. عندها تيقّنت أنّ أمامي تحديات كثيرة، كيف سأعمل في مهنتي؟ كيف ستصبح حياتي بلا روائح وبلا نكهات؟
سمعت طرقًا على الباب، فتحته، كانت ميرال.
- لماذا هاتفك مغلق؟ منذ الصباح وأنا أحاول الاتّصال بكَ. كيف خرجت اليوم دون أن تقول لي؟ كيف حالك؟ ما سبب هذه الفوضى كلّها في البيت؟
سيل من الأسئلة انهمر عليّ دفعة واحدة، دون أن تنتظر ردّي عليها. شرعت في تنظيف الصالون وهي تلومني وتقول بأنها غاضبة، فقد أهنتها وعاملتها بإهمال. سمعتها وليس عندي طاقة للردّ. لم أنطق بشيء، وأخفضت رأسي باتجاه الأرض، أُخفي عنها عصبة عيني، ثم عصرته بكلتا يديّ محاولًا التخلص من آلاف الأصوات والأسئلة.
أحسست بأنفاسها قريبة منّي.
- لا تتصرف مثل الأطفال.
عندها رغبتُ في أن ترحل وتتركني بسلام.
- أتمنى لو أن حياتي مزحة.
قلت لها كأني أستثير عطفها. اقتربتْ بهدوء، وجلست بجانبي. شدّتني إليها بقوّة، ثم مرّرت يدها برقة على وجنتي.
- أزمة وستمر، صدّقني، كن قويًا. يوجد أطباء مختصون بالعيون في الأردن. سمعت أنهم مهرة، ستتعالج. حاول ألا تفكّر في أشياء سلبية.
وصمتت، ربما كانت تبحث عن الكلمات المناسبة.
- أول وآخر مرة، يا جمال، لا تكرّرها.
- ماذا؟
- لا تذهب إلى المظاهرات.
- صحيح.
- لولا الحظّ لكنتَ الآن..
- ميتًا؟
- لا، لم أقصد.
قالت بعد لحظات: أحضرتُ لك هدية.
أخرجت من حقيبتها رزمة أسطوانات ملفوفة بشريط أحمر.
- إنها أسطوانات ريم البنّا، أعرف أنك تحب سماعها وأنت تطبخ.
- شكرًا لكِ.
- قل لي ماذا تحب أن تسمع؟
سألتني برقة شديدة.
- لم تكن تلك حكايتي.
- عنوان جميل.
وضعت الأسطوانة في جهاز الحاسوب.
لم تكن تلك حكايتي من أول الزمان
منذ مواويل الأُول
لم تكن تلك حكايتي في زمن العشق الأوّل
حين كانت عنات تجوب أوديتي وجبالي
تشعل التراب الذي ينتظر ماء السماء
حبًا وخصبًا وسلامًا
صارت حكايتي في خيمتي وراء الحدود
تتناقلها الروابي
وأنا أفتح نافذة على فلسطين
وخمسين عامًا من الانتظار
تحمل الريح لي نسمات طابت بالأنين والقهر
ذهبتْ إلى الشرفة، حيث اعتدنا الجلوس مساءً. شرعت في تنظيف أحواض النباتات ورفع التراب عن الأرض. اعتدتُ استنشاق رائحة حلوة تفوح من جسدها، تشبه رائحة الفانيلا، تسبقها بخطوات ليمتلئ بها المكان. كيف سأتشمّم روائحها الطيبة؟ حاولت تتبع خيط رائحتها، فألصقت أنفي بشالها وسترتها المعلقة على المشجب، لكني لم أشم أيّة رائحة.
عندما عادت وجدتني جالسًا على الأريكة. شعرتُ بالتعاسة. كان يمكن أن أكذب عليها وأدّعي أنني بخير. انكمشت وفقدت أية طاقة. نظرت بكسل إلى الأثاث. في تلك اللحظة، كانت ميرال تطبخ القهوة على النار. سمعت صوت غليان المياه، ورأيت تصاعد الأبخرة. لا أدري ما فائدة تعبها!
هل ستظل تحبني بعد عجزي؟
كيف سأتجاهل نظراتها المشفقة؟
حملت صينية عليها ركوة القهوة وفنجانَين وسارت نحوي. ناولتني فنجانًا وضعتُه أمامي على الطاولة. التلذّذ بمنظر القهوة، هي المتعة الوحيدة التي تبقت لي. تأمّلته. سائل بنّي قاتم تعلوه رغوة خفيفة. سأحتسي قهوة بلا طعم أو رائحة! خطر لي أن أستدرج طعمها مع أول رشفة. قرّبت الفنجان من شفتَيّ. أغمضت عينَيّ، وغصت في أعماق ذاكرتي.
استعنت بحليمات لساني الذوقية بعد أن حبست رشفة القهوة في فمي. حرّكت لساني بارتباك محاولًا التقاط النكهة، بلا نتيجة.
كان شيئًا محبطًا. تجربة خالية من المشاعر. ماتت حاستين ولا سبيل لإرجاعهما. ألقيت الفنجان من يدي، وراقبت السائل بينما تتشربه سجّادة الصالون. انهرت بالبكاء وعويت مثل جرو مجروح. غطّت سحابة كثيفة من الدموع عينَيّ. حطّمت كل ما تصل إليه يداي، المزهريات، اللوحات الفنية، شاشة التلفزيون، صحون المطبخ.
حاولت ميرال، عبثًا، تهدئتي.
- أنت مجنون، ماذا تفعل؟
- لم أعد أحتمل.
- اهدأ، هذا لا ينفعك.
- أعرف ما الذي ينفعني.
- تصرّفاتك لا توحي بذلك.
- لماذا تدّعين الاهتمام؟
- جمال!
- انصرفي، لا أريد شفقة من أحد.
شتمتها بأقذع الشتائم، لعنتها، وطلبت منها الانصراف، والخروج من حياتي. حملت حقيبتها وهربت باكية. شعرت بمزيج من القهر والبؤس يفيض من داخلي. سقطت على الأرض وأغنية ريم البنا مثل موسيقى تصويرية لمشهد سينمائي بالعرض البطيء.