تُعد فوائد بذور القاطونة للقولون من أكثر الفوائد الصحية الشائعة التي تقدمها بذور القاطونة. إذ لطالما استخدمت هذه البذور والتي تُعرف أيضًا ببذور السيلينيوم أو الأسبغول في علاج المشاكل المتعلقة بصحة الجهاز الهضمي عامةً، وصحة القولون خاصةً. فهي في الحقيقة نوعٌ من أنواع الألياف الغذائية الذائبة في الماء. وسنتطرق هنا للحديث عن فوائد بذور القاطونة للقولون بالتفصيل.
فوائد بذور القاطونة للقولون
لبذور القاطونة العديد من الفوائد الصحية للجسم. لكن للقولون النصيب الأكبر من هذه الفوائد والتي تتلخص بما سيأتي ذكره:
1. التخفيف من الإمساك
يُعد استخدام بذور القاطونة للتخفيف من الإمساك من أكثر فوائد هذه البذور للقولون شيوعًا. إذ وجد أن تناول الألياف الغذائية الذائبة في الماء مثل بذور القاطونة يُحسن من الإمساك. فعند تناولها مع الماء تنتفخ البذور مما يزيد من حجم الفضلات محفزةً الأمعاء للانقباض، وبالتالي التسريع من الإخراج وتسهيله، كما أن لها تأثيرٌ ملحوظً في المايكروبيوتا التي تعيش داخل الأمعاء والتي تزيد من كمية الماء في الفضلات، وبالتالي تجعلها أكثر ليونةً، وتسهل إخراجها. ومن الجدير بالذكر أن الإمساك قد يحدث نتيجة حدوث تغييرات في النظام الغذائي مثل عدم تناول ما يكفي من الألياف الغذائية، إضافةً إلى عدم شرب الماء. ولكن في حال استهلاك الألياف الغذائية مثل بذور القاطونة دون شرب كميات كافية من الماء فإن ذلك يزيد من حدة الإمساك. لذا دائمًا ما يُنصح بشرب الماء باستمرارٍ وبكميةٍ لا تقل عن 8 أكوابٍ يوميًا خاصةً عند تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الألياف الغذائية لتجنب حدوث الإمساك.
من المعتقد أن الألياف الغذائية الذائبة في الماء تساعد على التخفيف من هذه أعراض القولون المتهيج، بما فيها تلك الموجودة في بذور القاطونة.
2. التخفيف من متلازمة القولون المتهيج
تُعرف متلازمة القولون المتهيج بأنها مجموعة من الأعراض تُصيب القناة الهضمية بما فيها القولون، تشمل الإمساك أو الإسهال، والانتفاخ، وآلام في البطن، والغازات وغيرها. ومن المعتقد أن الألياف الغذائية الذائبة في الماء تساعد على التخفيف من هذه الأعراض، بما فيها تلك الموجودة في بذور القاطونة. إذ تظهر الدراسات أن بذور القاطونة مفيدةً للتخفيف من الأعراض المصاحبة لمتلازمة القولون المتهيج. مثل التقليل من الغازات، وتنظيم حركة الأمعاء وبالتالي التقليل من الإصابة بالإمساك أو الإسهال. وفي دراسةٍ أخرى وجد أن تناول بذور القاطونة ساعد على التقليل من حدة متلازمة القولون المتهيج المصحوب بالإسهال بصورةٍ أفضل بالمقارنة مع أنواعٍ أخرى من الحبوب مثل الشعير. علاوةً على ذلك فإنه من فوائد بذور القاطونة للقولون أنها قد تقلل من الالتهاب الذي يُصيب القناة الهضمية والذي يحدث بسبب هذه المتلازمة، وأن تأثيرها أفضل مقارنةً بأنواعٍ أخرى من مكملات الألياف الغذائية.
3. التخفيف من الإسهال
من فوائد بذور القاطونة للقولون أنها قادرة على امتصاص كمياتٍ كبيرة من الماء. مما يعني أنه في حال الإصابة بالإسهال فإنها تسحب كميات الماء الموجودة في الفضلات مما يخفف من ليونتها وسرعة إخراجها، الأمر الذي يخفف من الإسهال. وقد يحدث الإسهال نتيجةً لعدة أسباب. وتبين في إحدى الدراسات أن بذور القاطونة يمكن أن تساعد في التخفيف من الإسهال لدى الأشخاص الذين يعانون منه بسبب عدم تحمل اللاكتوز، وداء كرونز، بالإضافة إلى الإسهال المزمن.
4. التخفيف من أعراض التهاب القولون التقرحي
يختلف التهاب القولون التقرحي عن متلازمة القولون المتهيج بكونه مرض يُصيب القولون دون سببٍ واضح، والذي قد يرتبط برد فعلٍ مناعي يحفز الالتهاب في القناة الهضمية. ويختلف أيضًا بحدّته فهو يسبب تلف واضح في أنسجة القولون، وأعراضه أشد، ويحتاج لتدخلٍ دوائي أو جراحي لعلاجه أو التخفيف من أعراضه، إلى جانب اتباع نظام غذائي ملائم. ومن فوائد بذور القاطونة للقولون أنها قد تساعد على التخفيف من أعراض القولون التقرحي مثل النزيف، والحفاظ على البقاء في فترة اختفاء الأعراض لمدةٍ أطول. وأجريت دراسة قارنت بين تناول القاطونة وأحد الأدوية المستخدمة للتخفيف من هذه الأعراض، وتأخير ظهورها مرةً أخرى. وجد أن لكلاهما التأثير نفسه. وأن تناولهما معًا قد يؤثر بشكلٍ أكبر. لكن لتأكيد هذا التأثير هنالك حاجةً لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات.
5. تخفيف الأعراض المصاحبة للبواسير
تحدث البواسير بسبب الإصابة بالإمساك. وهي انتفاخات في الأوردة الدموية مصحوبة بالألم، والحكة، والنزيف. ومن فوائد بذور القاطونة للقولون أنها تخفف الإمساك الأمر الذي يخفف الأعراض المصاحبة للبواسير. ففي إحدى الدراسات وُجد أن تناول 7 غرامات من الأعشاب الغنية بالألياف الغذائية مثل القاطونة 3 مرات في اليوم، قلل من الألم والنزيف الذي يحدث بفعل البواسير. ويوصي الخبراء بتناول بذور القاطونة مع الماء أو العصير، إذ من المهم الحصول على كميةٍ كافيةٍ من الماء والسوائل عند استخدام القاطونة للاستفادة منها وتجنب حدوث آثار ٍجانبية.
6. التخفيف من الآثار الجانبية لأحد الأدوية
يوجد نوع من الأدوية يُستخدم لتثبيط الأنزيم الموجود في المعدة والبنكرياس والمسؤول عن أيض الدهون. فهو يمنع امتصاص بعض أنواع الدهون من الطعام في الأمعاء، والتخلص منها عبر الإخراج. وهو غالبًا ما يوصف للأشخاص المصابين بالسمنة المصحوبة بالأمراض المزمنة. ويسبب هذا الدواء عددًا من الآثار الجانبية مثل الغازات، وآلام في المعدة، وليونة البراز. لذا فمن فوائد بذور القاطونة للقولون أنها تخفف من أعراض هذا الدواء عند تناولها مع كلّ جرعةٍ. لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل تناول بذور القاطونة مع هذا الدواء لضبط الكمية الملائمة للجسم.
7. احتوائها على خصائص البروبيوتيك
توصف البروبيوتيك بأنها المادة التي تتغذى عليها البكتيريا النافعة البروبيوتيك لتنمو في القناة الهضمية. ومن المهم الحفاظ على هذه البكتيريا النافعة للحفاظ على صحة الجهاز المناعي. الأمر الذي يساعد على تقليل الالتهاب، ومكافحة العدوى، والحفاظ على صحة الخلايا والأنسجة. وبالتالي يساعد على تقليل خطر الإصابة بالمشاكل الصحية التي تصيب القولون.
8. التخفيف من أعراض داء الرتوج
يحدث مرض التهاب الرتوج في القولون نتيجة التهاب أو عدوى تصيب الرتوج أو الجيوب الموجودة في جدار القولون، ما يؤدي إلى انتفاخها واحمرارها. ويُصاحبها بعض الأعراض مثل الغثيان، والحمى، وآلام شديدة في البطن والانتفاخ، ونزول دمٍ مع البراز، بالإضافة إلى الإمساك أو الإسهال. وفي حال الإصابة الخفيفة إلى المتوسطة بهذا المرض فإن علاجه ممكن عن طريق تغيير العادات الصحية والغذائية. مثل تناول الألياف الغذائية مثل بذور القاطونة. إذ وجد أنها قد تساعد على التخفيف من أعراض داء الرتوج عند تناولها مع كميةٍ جيدةٍ من الماء.
9. احتمالية تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون
أُجريت العديد من الدراسات حول تأثير الألياف الغذائية بما فيها بذور القاطونة في التقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون. وكانت نتائجها متضاربة. إذ بيّنت بعضها أن لتناول الألياف الغذائية تأثير بسيط في تقليل خطر الإصابة، بينما أوضحت أخرى عدم وجود علاقة تربط ما بين الألياف الغذائية وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون مرةً أخرى.
تحدثنا خلال هذا المقال عن فوائد بذور القاطونة للقولون، وعن كيفية استخدامها كمكملٍ غذائيً للتخفيف من مشاكل القولون بشكلٍ آمنٍ. فهي كما لاحظنا تساعد على التخفيف من الإمساك والإسهال، وبعض الأمراض التي تصيب القولون مثل التهاب القولون التقرحي، ومتلازمة القولون المتهيج وغيرها من المشاكل الصحية التي تصيب القولون. وكما ذكرنا فإنه من المهم تناولها مع كمياتٍ كبيرةٍ من الماء لتجنب آثارها الجانبية السلبية. وتجدر الإشارة إلى أن بذور القاطونة قد تتعارض مع بعض أنواع الأدوية، لذا في حال استخدام أي من العلاجات الدوائية المختلفة فإنه يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذه البذور.