اختارت المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية "جيهان بحار" تسليط الضوء على معاناة مغاربة يقطنون في أعالي الجبال، في "المغرب العميق" كما يصطلح عليه إعلاميًا، من خلال فيلمها الجديد "في بلاد العجائب"، والذي يعرض في عدد من القاعات السينمائية بالمغرب، وهو العمل الذي يعتبر أولى تجارب الأفلام الطويلة لجيهان بحار.
ويبدو أن الفيلم قد حظي بإعجاب العديد من متابعيه، وذلك من خلال تقارير إعلامية مختلفة تابعت الفيلم وأثنت عليه.
تحاول جيهان بحار في فيلم "بلاد العجائب" أن تبحر في عالم مغاربة يعانون من التهميش والعزلة والفقر
تحاول جيهان بحار أن تبحر في عالم مغاربة يعانون من التهميش والعزلة والفقر، وذلك من خلال تطرقها إلى معاناتهم، وتسليط الضوء على قصصهم، فهم يعيشون كل يوم معاناة حقيقية، فيضطرون إلى قطع العديد من الكيلومترات من أجل أساسيات الحياة، كجلب الماء أو الحطب أو التمدرس أو الاستشفاء، في ظل غياب تام للمسؤولين.
حاولت المخرجة جيهان بحار أن تجمع الممثلين المعروفين بقوة الأداء بالمغرب، من بينهم الممثل عزيز دادس، المعروف بخفة روحه وأدائه المتقن، بالإضافة إلى ماجدولين الإدريسي، ومالك أخميس، وفدوى طالب، وهدى صدقي.
ويتميز الفيلم بحوار مفهوم وبسيط، وبلغة دارجة جميلة وصورة مناسبة، وقد جرى تصوير الفيلم في ضواحي مدينة "أزرو".
اقرأ/ي أيضًا: 7 من أفضل أفلام سرقات البنوك
تدور أحداث الفيلم، حول سيدة ثرية ومتغطرسة إلى حد ما، تجسد هذا الدور الممثلة ماجدولين الإدريسي. بعد وفاة زوجها، ستضطر إلى السفر نحو منطقة نائية من المغرب، من أجل استعادة جثمان زوجها ودفنه بالدار البيضاء، لكن لم تتوقع هذه السيدة المتكبرة أن الحياة ستلقنها درسًا من دروسها، وستجعلها تغير نظرتها إلى العديد من الأمور، بعدما ستضطر، إلى البقاء طويلًا في تلك المنطقة البعيدة، بعد تعطل سيارة نقل الأموات التي كانت تقلها، إذ ستكون شاهدة على العديد من الأحداث الأليمة والمعاناة اليومية.
الفليم حاول أن يوصل للجمهور معاناة ساكنة المغرب العميق من خلال مواقف ومشاهد جمعت بين التراجيديا والكوميديا.
فضلًا عن ذلك، اختارت جيهان البحار أن تغوص في عالم النساء من حيث عرض قصصهن واستحضار نساء من شرائح اجتماعية متنوعة، فعند مشاهدتك للفيلم، ستجده يتناول قصة سيدة ثرية، تحرص على أناقة مظهرها، تتعامل بكبرياء فوق العادة مع الآخر، لكن في الحقيقة هي سيدة هشة مليئة بالأوجاع.
كما يتناول الفيلم قصة امرأة من شريحة اجتماعية أخرى، تعمل راقصة شعبية، يصطلح عليها محليًا بـ"الشيخة"، جسدت هذه الشخصية ببراعة الموهبة الواعدة "فدوى طالب"، فمن المعروف في الثقافة الشعبية أن "الشيخة" لها نظرة خاصة، فهي امرأة سهلة المنال أو قابلة للاستغلال كيفما كان.
تمتلك المخرجة المغربية جيهان بحار رصيدًا سينمائيًا هامًا، فهي مخرجة فيلم "الروح التائهة"، الذي توج في مهرجان طنجة للسينما المغربية
لكن من خلال الفيلم حاولت جيهان بحار أن توصل رسالة تفيد بأن هذه المرأة "الشيخة" لا تختلف عن بقية النساء، فهي تحلم باستقرار وحب وزواج، وهي سيدة تكافح يوميًا من أجل لقمة عيش لها ولأبنائها، في ظل غياب الزوج.
ووفقًا لتصريحات إعلامية لجيهان بحار، يبدو أن التصوير لم يكن سهلًا بالمرة بالنظر إلى قسوة الطبيعة، وغياب البنى التحتية في جبال المغرب، ومن هنا جاء عنوان الفيلم "في بلاد العجائب"، ليعبر عن حقيقة عيش المغاربة في بلاد عجيبة مليئة بالتناقضات، والفوارق الكبيرة.
تمتلك المخرجة المغربية جيهان بحار رصيدًا سينمائيًا وتلفزيونيًا هامًا ووافرًا، فهي مخرجة فيلم "الروح التائهة"، الذي توج في مهرجان "طنجة للسينما المغربية" في دورة سابقة، بجائزة النقد وجائزة أحسن سيناريو، وهي، أيضًا، مخرجة الفيلم القصير "الفصل الأخير" الذي استحسنه النقاد ودفعها إلى المرور إلى تجربة الفيلم الطويل بعد أن اكتسبت تجربة كبيرة بمساهمتها في كتابة سيناريو عدد من الأعمال التلفزيونية الناجحة من بينها "للاَّفاطمة "، "ياك احنا جيران".
اقرأ/ي أيضًا:
قائمة شخصية: أفضل 10 أفلام صدرت مؤخرًا
فيلم "A History of Violence" كصفعة للحلم الأمريكي