طرحت شركة "Roadside Attractions" المقطع الدعائي لفيلم السيرة الذاتية المُنتظر "Lee"، الذي تلعب بطولته البريطانية كيت وينسلت، وسيبدأ عرضه في الصالات في 27 أيلول/سبتمبر القادم.
يحكي الفيلم حكاية المراسلة الحربية الأميركية إليزابيث ميلر (1907 – 1977) المعروفة باسم "لي"، والتي عملت مراسلة ومصوّرة لمجلة "Vogue"، والجيش الأميركي، خلال الحرب العالمية الثانية.
ويسلط كذلك الضوء على التحولات التي طرأت على حياتها ودفعتها إلى خوض هذه المغامرة، حيث كانت قبل الحرب تعمل عارضة أزياء وصحفية مهتمة بـ"الموضة"، لكن اندلاع الحرب في الوقت الذي كانت تتواجد فيه في أوروبا سيغيّر حياتها إلى الأبد، ويُعيد صياغة شخصيتها التي أصبحت هشة بقدر ما أصبحت أكثر حدة.
التقطت ميلر صور ترسخت في ذاكرة ذلك الأجيال التي عايشت الحرب وكانت شاهدة عليها سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة
تجسّد كيت وينسلت شخصية "لي". وفي المقطع الدعائي، تظهر وينسلت وهي تكافح من أجل حمل الكاميرا بينما تتطاير شظايا القنابل من حولها. كما تظهر في بعض اللقطات خائفة ومرعوبة تحتضن كاميرتها بينما تتساءل في خلفية المشهد: "لماذا يهم؟ إنها مجرد صور". وبحسب مجلة "رولينغ ستون"، فإن المشاعر التي بدت على وجهها، والصدمة التي تعرضت لها في الصور، تُشير إلى الفيلم سيقدّم صورة دقيقة لإليزابيث ميلر.
وفي أحد المشاهد، تسأل وينسلت أحد المراسلين: "هل تعتقد أنني ذهبت إلى الحرب حتى يعرف الناس اسمي؟"، ثم تتوالى بعد ذلك مشاهد تستعرض تقلّبات حياة ميلر إلى أن وصلت إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال. وتقول بينما تومض لقطات تُظهر أشخاصًا حزينين وخائفين تعلو وجوههم ملامح الصدمة والرهبة والأسى: "حتى عندما أردت أن أنظر بعيدًا.. كنت أعلم أنني لا أستطيع ذلك".
وكتبت الناقدة لوفيا جياركاي، في مراجعتها للفيلم المنشورة في موقع "ذا هوليوود ريبورتر"، أن كيت وينسلت: "تضفي على السيرة الذاتية اللامعة والتقليدية للمصورة السينمائية إلين كوراس الحائزة على جوائز، طاقة تدفع بشخصية غامضة إلى المقدمة".
تبدأ قصة ميلر في فرنسا عام 1938، حيث كانت تقضي أوقاتها مع أصدقائها بينما كان احتمال اندلاع الحرب بين كل من ألمانيا من جهة، وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، يتزايد. ومن فرنسا، تنتقل ميلر إلى لندن، حيث ستعيش أيامًا بائسة وكئيبة تتزامن مع اندلاع الحرب.
وبعد وقت قصير على اندلاعها، كلّفت مجلة "فوغ" ميلر بتصوير آثار الحرب وتداعياتها في الجبهة الداخلية. لكن ميلر، وفي لحظة فارقة ستغيّر حياتها، اختارت أن تكون في ميادين القتال، ووصلت بالفعل في النهاية إلى ساحة المعركة، حيث أصبحت صحيفة معتمدة.
التقطت ميلر صور ترسخت في ذاكرة ذلك الأجيال التي عايشت الحرب وكانت شاهدة عليها سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة؛ صور على جبهات القتال، ولمعتقلين تعرضوا للتعذيب على يد النازيين في معسكرات الاعتقال في بوخنفالد وداخاو، بالإضافة إلى ما خلّفته الحرب من فقر وبؤس في مختلف البلدان الأوروبية، سيما في فيينا والمجر ودول أوروبا الشرقية.
والتقط صديق ميلر، ديفيد إي شيرمان، أبرز الصور التي عادت بها من أوروبا، وهي الصورة التي تظهرها تستحم في حوض استحمام هتلر بشقته في مدينة ميونخ. وقد عانت بعد عودتها إلى بلادها من نوبات شديدة من الاكتئاب بسبب ما رأته وعايشته وتعرضت له في أوروبا.
يُذكر أن الفيلم مقتبس من كتاب "The Lives of Lee Miller" للبريطاني أنتوني بنروز، وهو من إخراج إليس كوراس، وبطولة كيت وينسلت، وأندي سامبيرج، وألكسندر سكارسجارد، وجود لو، وماريان كوتيار.