سخرية من الشركات الضخمة، وسخرية كاريكاتورية من تعامل البشر مع الحيوانات بدرجة تجعلنا نبدو نحن البشر على الشاشة كحيوانات، أو سخرية من الثقافة الاستهلاكية وتأثيرها على عادتنا وتصرفاتنا السلبية، أو من الإعلام المستخف بالعقول بغية تحقيق مصالحه الخاصة. ذلك هو الخليط اللطيف من الأفكار والرؤى التي يقدمها المخرج "بونج جون هو" في أحدث أفلامه، وأحدث أفلام شبكة "نيتفلكس"، Okja.
من مميزات فيلم Okja التي يصعب إغفالها هي التقنية والجرافيك الذي جعلنا متوحدين مع الخنزير أوبچا ونتمنى حقًا أن ينجو
فيلم Okja يحكي باختصار عن إحدى شركات اللحوم، التي تنجح بتقنية التهجين الوراثي في إنتاج خنازير عملاقة، وذلك لإشباع حاجة السوق من اللحوم، ولكن ومع هذه الأحجام العملاقة والمخيفة من الخنازير، ومن أجل إخفاء هذا اللعب غير المشروع في صحة تلك الحيوانات، فإن الشركة تلجأ لحملة إعلامية تتضمن توزيع بعض الخنازير الصغيرة على أطفال حول العالم، ومن ثم جمعها وعمل مسابقة حول أفضلها بعد أن تكبر. ومن بين هؤلاء الأطفال الذين عاشوا 10 سنوات كاملة مع خنزيرها العملاق، كانت الطفلة ميتشا التي تعلقت بخنزيرها "أوبچا"، فتحاول الوصول له وتتبعه من كوريا لأمريكا، لإنقاذه من الذبح بهذه الشركة.
اقرأ/ي أيضًا: إذا أعجبك "Dunkirk" فإليك 6 أفلام عظيمة عن الحرب العالمية الثانية
وفي هذه الحلقة من حلقات قناة "شريط فيديو" على يوتيوب، لصاحبها ومقدم البرنامج "جاسم النوفلي"، يقوم جاسم بتقديم عرض ونقد لهذا الفيلم، موكدًا على كون فيلم "Okja" ليس فقط أحد أجمل أفلام نيتفلكس، ولكن أحد أجمل أفلام العام. وأن المخرج بونج جون، وعلى خلاف الكثير من المخرجين الكوريين، فإنه نجح في نقل طريقة سرده الغريبة وإحساسه وأفكارة الخارجة عن المألوف من الكورية للسينما الأمريكية.
نجح المخرج في فيلم "Okja" في صنع فيلم تشعر وأنت تشاهده -أحيانًا- أنه فيلم دراما عن واقعنا المادي، وفي أخرى تظن أنه فيلم مغامرات عن الطفلة التي تحاول إنقاذ حيوانها الأليف، وأحيانًا تشعر أنه فيلم رعب يتحدث عن التعذيب وما يحدث على كوكبنا للحيوانات، وفي أخيرة تظن أن فيلم "Okja" هو فيلم "كوميديا سوداء" يسخر من إعلامنا المشوه، إلا أن عبقرية المخرج جعلت كل هذا مألوف ومتجانس.
فيلم "Okja" بطولة تيلدا سوينتون والممثل قدير جيك جيلنهال، ويرى جاسم النوفلي أن سواء سوينتون أو جيلنهال فقد صنعوا ما عليهم وزيادة. كذلك يؤكد أنه من مميزات فيلم "Okja" التي يصعب إغفالها هي التقنية والغرافيك الذي جعلنا متوحدين مع الخنزير أوبچا ونتمنى حقًا أن ينجو، لذلك كله فتقييمه للفيلم: 9/10.
اقرأ/ي أيضًا:
فيلم "Spider-Man: Homecoming".. كيف تصنع فيلمًا جذابًا للجمهور
فيلم Pirates of the Caribbean في جزئه الرابع..هل يستحق المشاهدة؟