نُشر على موقع فيجيوال كابتيليست (Visual Capitalist) أواخر أيار/مايو 2022 انفوجراف مكثّف ولافت يحمل عنوان "أكثر الدول بحثًا على محرك جوجل حول العالم"، وهو رسم في صفحة واحدة يقدم معلومات تتجاوز في أهميتها ما قد يشير إليه العنوان لأول وهلة.
يظهر الإنفوجراف أكثر دولة بحث عنها سكان دولة أخرى في فترة تمتد بين عامي 2004 و2022
فالإنفوجراف يظهر أكثر دولة بحث عنها سكان دولة أخرى في فترة تمتد بين عامي 2004 و2022. فمثلًا، وعلى سبيل التوضيح، كانت أكثر دولة بحث عنها الفرنسيون عبر محرك جوجل خلال 18 عامًا، هي الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر دولة بُحث عنها في البوسنة والهرسك هي صربيا وهكذا.. .
والحقيقة أن النظر في هذا الانفوجراف يكشف عن مفارقات لافتة، وانعكاسات واضحة لعلاقات تاريخية قائمة على الصراع أو التحالف أو علاقات ذات خصوصية ثقافية أو جغرافية معينة، كما يتيح تمييز أنماط ثقافية لاهتمام الشعوب بعضها ببعض، وأخرى إقليمية وأخرى استعمارية أو متعلقة بالهيمنة.
في السطور التالية من هذا التقرير، نحمل العدسة المكبرة ونمر مرورًا سريعًا على تفاصيل هذا الانفوجراف، لنحاول اكتشاف الأنماط المميزة في سبيل الاقتراب أكثر من فهم عالمنا. لكن قبل البدء في ذلك، قد يلزم توضيح منهجية الباحث الذي أعد هذا الانفوجراف، منطلقًا من نتائج بحث أكاديمي أجراه لهذا الغرض. فقد استخدم الباحث أندرس ساندل بيانات جوجل ترندز (Google Trends) أو مؤشرات جوجل بين عامي 2004 و2022؛ أي خلال الفترة التي تفجرت فيها ثورة المعلومات وأصبح الفضاء الإلكتروني يحتل تدريجيًا جزءًا أكبر من حياة الناس حول العالم. وتُعد هذه الفترة طويلة كفاية لتجعل هذه البيانات مهمة في التعرف على ما يسميه معد الانفوجراف "النسيج الثقافي" للشعوب المختلفة.
وفي ذات الصدد، ينوه ساندل إلى أن حجم الدوائر التي تظهر بها أعلام الدول تعبر عن حجم تأثيرها؛ فعلم الولايات المتحدة يظهر في أكبر دائرة لأنها أكثر دولة بُحث عنها في العالم، أما السهم المتجه من دولة إلى دولة أخرى فيعني أن سكان الدولة الأولى اهتموا بالبحث عن الدولة الثانية.
مركز الإمبراطورية، القطب الواحد ومركز المراكز
تعطي النظرة الأولى للشكل بعدًا آخرًا لقوة البلد الأقوى في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، فهي مركز المراكز، أي أن سكان كل دولة ذات تأثير تقريبًا اهتموا بالولايات المتحدة دون غيرها.
ونحن هنا نفترض أن عدد مرات البحث عن البلد "س" في البلد "ص" هو مؤشر على اهتمام الأول بالأخير، ونرجح أنه اهتمام ثقافيّ. كما نفترض أن حضور اسم الدولة سين دون غيرها عند شعب الدولة صاد، دلالة على تأثير لدولة سين على شعب صاد بطريقة أو بأخرى.
وبالعودة إلى الانفوجراف نجد أن سكان فرنسا واسبانيا وألمانيا واليابان والهند وبريطانيا وتركيا وأستراليا؛ بحثوا جميعًا عن الولايات المتحدة، كما نجد أن هذه الدول جميعها مركز تأثير بطريقة أو بأخرى، على عدد آخر من الدول، وقد تكون الدول المتأثرة بإحدى هذه المراكز، مركز تأثير بحد ذاتها، مثل جنوب أفريقيا والأرجنتين بالنسبة لبريطانيا وإسبانيا، على التوالي.
من الملاحظات المهمة في هذا السياق أن الصين التي يكثر الحديث عن كونها القطب الجديد الصاعد والمنافس للولايات المتحدة، تكاد لا تكون محط اهتمام أي بلد آخر، كما أن سكانها اهتموا بالولايات المتحدة أيضًا، لكن يجدر بنا أن نذكّر هنا، أن البيانات التي استند عليها الباحث هي لموقع جوجل وهو من المواقع المحظورة في الصين التي تمتلك بديلها الخاص عن جوجل ومنصات تواصل اجتماعي أخرى، إذ تذكر بعض المواقع أن المستخدم في الصين يحتاج إلى برنامج حماية (VPN) كي يستطيع الدخول إلى المنصات الأمريكية المشهورة وبالتالي يبدو أن المهتمين بالدخول إلى جوجل في الصين هم نفسهم المهتمون بالبحث عن الولايات المتحدة.
وهنا وفي ضوء تصرفات شركات التكنولوجيا الأمريكية خلال أحداث سابقة، مثل حظر المحتوى الفلسطيني وحظر محتوى حملة "حياة السود مهمة" في مقابل السماح بالمحتوى العنيف ضد الجنود الروس في بعض المنصات مع بدء حرب روسيا على أوكرانيا، يبدو السؤال مشروعًا عن حيادية المنصات الأمريكية أو بصيغة أخرى؛ إلى أي مدى تساهم جنسية شركة جوجل الأمريكية في جعل الولايات المتحدة محط اهتمام دول كبرى ذات ثقافة وتاريخ أكثر تجذرًا من الولايات المتحدة نفسها؟ قد يكون مفهومًا انبهار الدول الصغرى بالدولة العظمى، لكن ماذا عن دول ذات تاريخ وثقافة وحضور تاريخي وسياسي كبير؟
الميراث الاستعماري
مع بدايات انحسار السباق الاستعماري الأوروبي مطلع القرن العشرين، بدا أن المنافس الوحيد للمستعمر البريطاني هو المستعمر الفرنسي؛ من حيث مساحة الأرض وعدد الشعوب المسلوبة التي أصابتها ويلات الطموح التوسعي آنذاك. تُظهر البيانات المعروضة في الانفوجراف نمطًا لاهتمام الدول بمستعمريها السابقين، وهو ما قد يُسعد أصحاب نظرية الاستعمار الثقافي الذين يرَون أن هذا الاستعمار الجديد خَلَفَ وحلّ محل الاستعمار العسكري التقليدي؛ لكنه قد يدل أيضًا على عجز النُخب في هذه الدول عن التخلص من ميراث المستعمر أو على تواطئها معه في إبقاء لغته وتقاليده وإعجاب الناس به، وفق الاعتبار الخلدوني بأن "المغلوب مولع أبدًا بتقليد الغالب".
هذا النمط يبدو جليًّا عند الحديث عن فرنسا التي تعد أكثر دولة بحث عنها الجزائريون والتونسيون والموريتانيون والمغاربة، مشتركين بذلك مع سكان سلسلة طويلة من الدول الإفريقية التي كانت يومًا مستعمرات فرنسية، ومنها جيبوتي ومدغشقر وغانا والسنغال وساحل العاج والكاميرون.
أكثر دولة بحث عنها الفرنسيون عبر محرك جوجل خلال 18 عامًا، هي الولايات المتحدة الأمريكية
أما بريطانيا التي كانت يومًا إمبراطورية "لا تغيب عنها الشمس" فيبدو تأثيرها ضئيلًا مقارنة بجارتها الجنوبية، وتأثيرها الاستعماري يقتصر بحسب الانفوجراف على كل من قبرص وسانت لوسيا وباربادوس ومالطا وغامبيا وجنوب أفريقيا، وهي جميعها مستعمرات سابقة للمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الجارة آيرلندا التي يمكن أن نضعها في نفس الإطار. أما كل من آيسلندا واليونان فقد اهتمتا بالمملكة المتحدة دون وجود تاريخ استعماري، وفي حال اليونان دون وجود قرب إقليمي أيضًا.
ومن الملاحظ أن معظم الدول التي اهتمت ببريطانيا هي دول مبنية على جُزر، إذ إن ستًا من أصل تسع دول اهتمت ببريطانيا كانت جزرًا، وهي قبرص ومالطا وسانت لوسيا وباربادوس وآيرلندا وآيسلندا، وعليه يمكن القول إن "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" أصبحت "جزيرة الجُزر".
وقد يُعزى انحسار التأثير الاستعماري البريطاني إلى اشتراكها في اللغة مع الولايات المتحدة الأمر الذي مَكّن الأخيرة من الاستيلاء على موروثها الاستعماري، وهو أمر تحدث عنه الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه الشهير "ملفات السويس".
في ذات السياق لا تملك ألمانيا، بحسب ما يكشف الإنفوجراف، أي تأثير على مستعمراتها السابقة في آسيا وأفريقيا وكذلك الحال بالنسبة لإيطاليا. أما إسبانيا فيكاد ينحصر تأثيرها الاستعماري في أمريكا اللاتينية، إذ كانت أكثر دولة بُحث عنها في الأرجنتين والبيرو وكوبا، وجميعها مستعمرات إسبانية سابقة، إضافة إلى مستعمرة سابقة أخرى في أفريقيا هي غينيا الاستوائية.
وجدير بالذكر أن البرازيل والبرتغال تكسران القاعدة فيما يخص التاريخ الاستعماري، فرغم أن البرتغال استعمرت البرازيل لأكثر من 300 سنة إلا أن أكثر دولة بحثت عنها البرتغال المُستَعمِرة خلال 18 سنة، هي البرازيل المُستعمَرة. وفي الوقت نفسه لا تزال البرتغال تملك تأثيرًا في مستعمرتين سابقتين، هما غينيا بيساو في أفريقيا وسان تومي وبرينسيبي وهي دولة صغيرة مقامة على جزيرة في أمريكا الجنوبية.
فلسطين.. مؤشرات البحث تكشف عن واقع الاحتلال
يُظهر الانفوجراف أن أكثر دولة بحث عنها الفلسطينيون في جوجل منذ 18 عامًا، كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي. قد يبدو هذا غريبًا للوهلة الأولى؛ لكن من يدرك واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال يَعرفُ أن هذه نتيجة طبيعية ومتوقعة من شعب يعايش الواقع اليومي للاحتلال ومن الشعوب التي عانت استعمارًا استيطانيًا بشكل عام، والحقيقة أن خلاف هذه النتيجة هو ما كان سيبدو شاذًا عن الأنماط الطبيعية، فالسجين دائمًا مهتم بحركات السجان الذي يحتكر حريته. وفي الأراضي المتبقية من فلسطين حيث يعيش الفلسطينيون، تبدو سطوة المحتل حاضرةً في كل مناحي الحياة، وهي سطوة مفصلة على كل جزء من أجزاء "بقية الأرض" التي قُسمت جغرافيًا وسياسيًا واقتصاديًا؛ ففي قطاع غزة لا يزال الحصار قائمًا منذ 15 عامًا، وهو حصارٌ شاملٌ يستبيح فيه المحتل كل أمر يهم الغزيين من ماء وغذاء وبناء وكهرباء وصيد وسفر، ويعلم أهل غزة أن خيوط كل ما همّ بهم عائدةٌ إلى يد المحتل وهم يرقبونها كما يرقب سجين ذو أمل، المفاتيح في جراب السجان.
أما الضفة الغربية فمحاطة بجدار الفصل العنصري، وتكدر حواجز المحتل عَيشَ أهلها اليومي، ويرتبط اقتصادها كليًا باقتصاد الاحتلال. وفي القدس نضال دائم ضد تغيير ملامح المدينة وتهويدها، وضد الاعتداء المستمر على المسجد الأقصى الذي اتفق العالم على بقائه إسلاميًا. وفي كل يوم وساعة وعلى كل بقعة من الأرض يدب عليها فلسطيني تمتد بندقية المحتل لممارسة قتل لم يتوقف منذ 74 عامًا ولم يستثن الأطفال، أو النساء، أو الشيوخ أو الصحفيين أو المسعفين.
على الجانب الآخر من الأسوار والأسلاك الشائكة والثكنات العسكرية وجدار الفصل، بحث الصهاينة مستوطني دولة الاحتلال عن الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أي بلد آخر، وهم بذلك يتبعون النمط السائد عالميًا، رغم أن لديهم أسبابًا أخرى للاهتمام بالولايات المتحدة، منها الدعم الأمريكي غير المشروط لدولتهم وأفعالها، وبحثهم عن مكان يشبههم في الثقافة والتوجهات خلافًا لمحيطهم الذي يؤكد هذا الانفوجراف غرابتهم عنه، فمصر وسوريا والأردن ولبنان جميعها دول منفلتة من هذا الاتجاه من البحث على جوجل، وسنأتي على ذلك بالتفصيل عند الحديث عن الدول العربية.
المراكز الإقليمية
يفسر هذا النمط معظم العلاقات التي يوضحها الإنفو جراف، ويظهر انتشاره في جميع أنحاء المعمورة من روسيا وأقاصي آسيا وحتى بلد ليو ميسي وتشي جيفارا في القارة اللاتينية. وهو عبارة عن اهتمام دول متجاورة في إقليم معين بإحدى دول هذا الإقليم؛ أي أن العامل الجغرافي مساهم كبير في صناعة هذا الشكل من التأثير. وعلى سبيل المثال تُعد روسيا الاتحادية مركز اهتمام دول الاتحاد السوفيتي سابقًا بما فيها أوكرانيا التي تكافح غزوها منذ شهور.
إضافة إلى روسيا كانت كل من أستراليا والهند واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة وتركيا وجنوب أفريقيا وإيطاليا والأرجنتين مراكز إقليمية اهتمت بها دول الجوار. وفي بعض هذه الأقاليم هناك حقائق مثيرة للاهتمام؛ منها أن سكان باكستان بحثوا عن الهند أكثر من أي بلد آخر خلال 18 عامًا، رغم ما بين البلدين من عداء، ومنها أيضًا كون تركيا هي الدولة التي بحث عنها سكان كل من إيران والعراق أكثر من أي بلد آخر رغم أن الواقع على الأرض يوحي بنفوذ إيراني في العراق، وهو ما يثير تساؤلًا عن مدى نجاح القوة الناعمة التركية في العراق في مقابل حديد إيران ونارها.
ويبقى مركز إقليمي واحد لم نذكره هنا لأننا سنتطرق إليه بالتفصيل في العنوان اللاحق، وهو مصر.
الدول العربية
تعطي كل الدول الظاهرة في الإنفو جراف انطباعًا بأنها مشدودة إلى مركز واحد، سواءً باتباعها الولايات المتحدة مباشرةً أو اتباعها مركزًا يتبع الولايات المتحدة، لكن إذا نظرت أعلى يمين الرسم تجد مجموعة دول منطلقة في الهواء تدور في نظام مستقل أو اثنين. جميع هذه الدول عربية.
ليس من المفاجئ أن تكون مصر هي المركز الإقليمي في منطقتها أو أكثر دولة بحث عنها السودانيون والليبيون والأردنيون، كونها مركزًا ثقافيًا تاريخيًا في المنطقة، والحقيقة أن المُستغرب هو اقتصار هذه الدول على أربع فقط، لكن اللافت هو الاهتمام المتبادل بين المصريين والسعوديين، حيث كانت جمهورية مصر العربية هي أكثر الدول التي بحث عنها من السعودية، وبالمقابل كانت المملكة العربية السعودية هي أكثر الدول التي بحث عنها المصريون!
قد يعزو البعض هذا الاهتمام إلى عامل الدين، فالسعودية تضم هي أرض الحرمين الشريفين والُمصدرة سابقًا للأفكار السلفية، أما مصر فهي بلد الأزهر الشريف أحد أهم وجهات المسلمين حول العالم، وعلى هذا ربما راقب الشعبان بعضهما البعض باهتمام باعتبار السمة المحافظة السائدة في البلدين. التفسير المحتمل الآخر فقد يعود إلى تاريخ من الخلاف السياسي تترجم إلى استقطاب إعلامي في القرن الماضي ترك آثاره في المشهد الثقافي والإعلامي. أما اليوم فتبدو العلاقة بين البلدين أقرب إلى التحالف منها إلى الخلاف، وهو تحالفٌ قد لا ينتج أثرًا على المنطقة كما هو متوقع، لكنه أحد التفسيرات الممكنة للعلاقة الظاهرة في الانفوجراف.
سوريا ولبنان
شكّل البلدان اللذان جمعتهما علاقة شائكة منذ تأسيسهما، حالة منفردة لا مثيل لها في العالم كله من حيث اهتمام سكان كل واحدة منهما بالأخرى، فالانفوجراف موضوع هذا المقال يُظهر اهتمامًا صافيًا من اللبنانيين بسوريا واهتمامًا صافيًا من السوريين بلبنان تجسد في عدد المرات البحث بها كل شعب عن دولة الآخر، وذلك دون أن يشاركهما أي طرف ثالث في هذه العلاقة. هناك الكثير من العوامل التي قد تكون ساهمت في هذه النتيجة وهي بحاجة لبحث منفصل بذاتها مثل معظم العلاقات التي مررنا عليها سريعًا في هذا المقال.
الخليج العربي
بحسب الانفوجراف، تُعد الهند الدولة التي حظيت بأكبر عدد من عمليات البحث في جميع دول مجلس التعاون الخليجي عدا السعودية، لكن هذا العدد قد لا يعبر عن اهتمام حقيقي بالهند عند مواطني هذه الدول، نظرًا للأعداد الضخمة للعمال الوافدين فيها.
ويَعرف من يعيش في دول الخليج أن الخوارزميات الخاصة بمنصات التواصل الاجتماعي، تقترح محتوى هنديًا للحسابات الجديدة، أي أن الخوارزمية وبكلمات أخرى، وإذا لم يتوفر لديها معلومات عن المستخدم الجديد تفترض تلقائيًا أنه هندي، وليس ذلك مستغربًا إذا ما نظرنا إلى التوزيع الديمغرافي لمستخدمي الإنترنت في هذه الدول.
ففي الإمارات مثلًا، تُقدِر مجموعة من المواقع تعداد السكان عام 2022 بحوالي 10 ملايين نسمة من بينهم حوالي 27% من الهند (ما يقرب من 3 ملايين نسمة) فيما تُقدر نسبة الإماراتيين بحوالي 11% (ما يقرب من 1 مليون نسمة) وتوجد نسب مشابهة في قطر والكويت، وهي (أي النسب) قد تقدم تفسيرًا لكون الهند أكثر دولة بحث عنها سكان الدول المذكورة، لكنه يعجز عن تفسير الأمر في عُمان والبحرين، فنسبة العمانيين تبلغ 60% مقابل 40% من الوافدين، بينما يتساوى عدد البحرينيين مع عدد الوافدين تقريبًا، وفي ضوء المعلومات المتوفرة حاليًا قد يصعب ترجيح تفسير لهذا النمط في حالتي البحرين وعمان.
خاتمة
تردد على مسامعنا منذ الصغر مصطلح "الهيمنة الأمريكية" وكبرنا في حقبة القطب الواحد على وقع أحداث تذكرنا، بين حين وآخر، بضراوة هذه الهيمنة وثقل هذا القطب وأثره، بدءًا من حرب العراق وصولًا إلى اتفاقات أبراهام ونقل سفارة واشنطن إلى مدينة القدس المحتلة. لكن مؤشرات جوجل كشفت لنا عبر هذا الإنفوجراف عمّا يمكن تسميته بشرايين هذه الهيمنة الممتدة في خيالات الناس وأحلامهم، كما كشفت ربما عن أن ملامح الاستقلال والتحرر، الثقافي على الأقل، قد تتجلى أيضًا عبر اتجاهات البحث على جوجل.