07-أغسطس-2024
سلاح الجو الإيراني

الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل تلقي الضوء على مقدراتهما العسكرية في هذا المجال (رويترز)

على فرضية أن يؤدي الرد الإيراني على إسرائيل إلى مواجهةٍ جوية بين القوتين الإقليميتين، يغدو التساؤل عن قدرات الطرفين العسكرية أمرًا مطروحًا بقوة.

وفيما يلي نلقي نظرةً على إمكانيات القوات الجوية وأنظمة الدفاع الجوي في كل من إيران وإسرائيل.

مقدرات سلاح الجو الإيراني

بالنسبة لإيران، تضم قواتها الجوية 37 ألف فرد، إلّا أن تقييمات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن تشير إلى أنّ العقوبات الدولية المستمرة منذ عقود على الجمهورية الإسلامية حجبت عنها، إلى حدٍّ كبير، أحدث المعدات العسكرية عالية التقنية.

وبحسب ذات المصدر، فإن القوات الجوية الإيرانية لا تمتلك سوى بضع عشراتٍ من الطائرات الهجومية العاملة، بما في ذلك طائرات روسية وأخرى أميركية قديمة حصلت عليها قبل الثورة الإسلامية بقيادة الخميني ضد الشاه عام 1979.

وبحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن لدى طهران سربٌ من تسع طائرات مقاتلة من طرازي إف-4 وإف-5، وآخر من طائرات سوخوي-24 روسية الصنع، إلى جانب عدد من طائرات ميج-29 وإف7 وإف14.

طلبت إيران من روسيا أنظمة دفاع جوي متقدمة استعدادًا لحرب محتملة مع إسرائيل

وبحوزة إيران أيضًا طائراتٌ مسيرة مصممة للتحليق صوب الأهداف والانفجار. ويرجح المتابعون أن أعداد ترسانة الطائرات المسيرة هذه لا تتجاوز 10 آلاف.

وبالنسبة لترسانتها من الصواريخ، تتحدث إحصائيات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن  امتلاك إيران أكثر من 3500 صاروخ سطح-سطح، بعضها يحمل رؤوسًا حربيةً بزنة نصف طن، لكن العدد القادر على استهداف إسرائيل قد يكون أقل من ذلك حسب تقييمات المعهد.

ويشار إلى أنّ إيران طلبت مؤخرًا من روسيا أنظمة دفاع جوي متقدمة، استعدادًا لحرب محتملة مع إسرائيل. وبحسب مصادر لـ"نيويورك تايمز"، فإن موسكو بدأت بتسليم إيران رادارات ومعدات دفاع جوي متقدمة. ويتم الحديث عن هذه الصفقات والطلبيات بالتزامن مع وصول الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، إلى طهران مطلع الأسبوع الجاري.

وعلى العموم، تعتمد طهران في دفاعها الجوي على خليطٍ من صواريخ سطح-جو وأنظمة دفاع جوي روسية ومحلية الصنع. ويذكر في هذا الصدد أن طهران تلقّت شحناتٍ من منظومة إس-300 المضادة للطائرات من روسيا في عام 2016، وهي أنظمة صواريخ سطح-جو بعيدة المدى قادرة على التعامل مع أهدافٍ متعددة في آن واحد، بما في ذلك الطائرات والصواريخ الباليستية. كما طورت إيران أيضًا منصة صواريخ سطح-جو من طراز باور-373، بالإضافة إلى منظومتي الدفاع صياد ورعد.

وفي نيسان/أبريل الماضي، قال قائد القوات الجوية الإيرانية أمير علي حاجي زاده، إن: "طائرات سوخوي-24 على أهبة الاستعداد لمواجهة أي هجومٍ إسرائيلي محتمل". لكن اعتماد إيران على طائرات سوخوي-24، التي تم تطويرها لأول مرة في الستينيات، يُظهر، حسب المراقبين، الضعف النسبي لقواتها الجوية.

القدرات الجوية لإسرائيل

في المقابل، تشير المعطيات إلى امتلاك دولة الاحتلال الإسرائيلي قدراتٍ جوية متقدمة زودتها بها الولايات المتحدة، تضم، حسب "رويترز"، مئاتٍ من المقاتلات متعددة الأغراض من طرازات إف-15 وإف-16 وإف-35. وكان لهذه الأنواع المختلفة من الطائرات دورٌ في إسقاط الطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران في نيسان/أبريل الماضي عندما شنت طهران أول هجومٍ مباشر لها على إسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ.

ويفتقر سلاح الجو الإسرائيلي إلى قاذفاتٍ بعيدة المدى، لكن جرى تعديل أسطول أصغر من طائرات بوينج 707 بحيث يمكن استخدامه كناقلات للتزود بالوقود لتمكين المقاتلات من الوصول إلى إيران في طلعات جوية دقيقة.

وأظهر سلاح الجو الإسرائيلي قدرته على ضرب أهداف بعيدة المدى في تموز/يوليو الماضي عندما قصفت طائرة مقاتلة تابعة له أهدافًا قرب ميناء الحديدة باليمن ردًّا على هجومٍ شنه الحوثيون على تل أبيب بطائرة مسيرة.

ولدى إسرائيل، وهي رائدة في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة، مسيراتٌ من طراز هيرون قادرة على التحليق لأكثر من 30 ساعة، وهو ما يكفي لتنفيذ عمليات بعيدة المدى.

ويقدر مدى الصاروخ دليلة بنحو 250 كيلومترًا، وهو أقل بكثير من مسافة عرض الخليج، إلا أن القوات الجوية يمكن أن تعوض الفارق عن طريق نقل أحد الصواريخ بالقرب من الحدود الإيرانية.

ومن المعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل طورت صواريخ سطح-سطح بعيدة المدى، لكنها لم تؤكد ذلك أو تنفيه.

ويوفر نظام دفاع جوي متعدد الطبقات، تم تطويره بمساعدة الولايات المتحدة بعد حرب الخليج عام 1991، لإسرائيل عدة خياراتٍ إضافية لإسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية بعيدة المدى.

والنظام القادر على الوصول لأعلى ارتفاع هو آرو-3 ويستطيع اعتراض الصواريخ الباليستية في الفضاء. ويعمل الطراز السابق له، وهو آرو-2، على ارتفاعاتٍ أقل. ويتصدى نظام مقلاع داود، متوسط المدى، للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، في حين يتعامل نظام القبة الحديدية قصير المدى مع الصواريخ وقذائف المورتر التي تطلقها الجماعات المتحالفة مع إيران في غزة ولبنان. لكن يمكن أيضًا، من الناحية النظرية، استخدامه ضد أي صواريخ أقوى أفلتت من منظومتي آرو أو مقلاع داود.

وصُممت الأنظمة الإسرائيلية بحيث يمكن دمجها في الأنظمة الاعتراضية الأميركية في المنطقة من أجل دفاعات التحالف حسب "رويترز".