كشفت حملات المداهمة التي قام بها الجيش اللبناني لمحطات الوقود في لبنان، ملايين اللّيترات من مادتي البنزين والمازوت المخزنة تحت الأرض بهدف تهريبها إلى سوريا، أو بيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وانتظار رفع الدعم عن المحروقات لجني أرباح خيالية منها، في وقت يعاني المواطن اللبناني الأمرّين بسبب غياب الوقود، حيث يقضي ساعات طويلة في "طوابير الذلّ" على أمل الحصول على كميات يسيرة من البنزين، وبينما يغرق لبنان في الظلمة الدامسة، وتفسد المواد الغذائية وتغلق المستشفيات أبوابها بسبب انقطاع المازوت وبالتالي انقطاع التيار الكهربائي.
بيّنت عمليات ضبط كميات المحروقات المهولة المخزّنة تورّط معظم الأحزاب اللبنانية بعمليات التخزين، بالرغم من ادّعائها العفة، وتقاذفها المسؤوليات فيما بينها كما جرت العادة
كميات المحروقات المهولة المخزّنة التي تمّ الكشف عنها، أظهرت أن لبنان المنكوب يعوم على أنهار من الوقود، لا يستفيد المواطن منها، كما بيّنت تورّط معظم الأحزاب اللبنانية بعمليات التخزين، بالرغم من ادّعائها العفة، وتقاذفها المسؤوليات فيما بينها كما جرت العادة، ليدفع المواطن الثمن.
وقد حازت ظاهرة أبار الوقود المكتشفة، بالإضافة إلى كميّات البنزين والمازوت المخزّنة في المنازل تمهيدًا لبيعها في السوق السوداء، على اهتمام واسع لدى ناشطي مواقع التواصل في لبنان، فاعتبر الناشط جو موجيلي، أنه كان يجب على الدولة اللبنانية فضح أسماء المتورطين في تخزين الوقود، لا التستّر عليهم، وتوقيفهم ومحاسبتهم، لأن الشعب مات خلال أزمة المحروقات، ورأى إن عدم محاسبة الفاعلين، هو دليل على تماسك الطبقة الحاكمة، التي يحمي أعضاؤها بعضهم بعضا.
في حين رأت الناشطة رانيا الخليلي، أنه من المحزن أن ترى بيوت اللبنانيين مضاءة بالشموع، لأن أهلها لم يعودوا يملكون ثمن اشتراك المولد بسبب ارتفاع أسعار المازوت في السوق السوداء، فيما مافيات المحروقات على استعداد لحرق المازوت المخزّن لصالح المسؤولين، على أن يوزّعوه على الشعب. وسألت الناشطة رنا عن مصير كميات الوقود المخزّنة التي تمّت مصادرتها، وقالت إنها تكفي لإنارة لبنان كلّه، ومع ذلك لا نزال نعيش في الظلام، ولا تزال سيارتها بدون بنزين!
أما الناشط أبو علي فقال إنّ كميات المازوت المخزّنة التي تمّ الكشف عنها في إحدى قرى الجنوب، تعود إلى مدير إحدى المستشفيات، مع العلم أن مستشفيات لبنان تعيش أزمة حقيقية تهدّد حياة المرضى فيها، بسبب نفاذ كميات المازوت لديها، وقال الناشط أحمد الحاج من باب التهكّم، أن تحوّل لبنان إلى دولة نفطية، كما أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون قبل سنة ونصف، كان يقصد به ربما الوقود المخزّن تحت الأرض.
وتوقّف الناشط محمّد عند مفارقة كشف الجيش لملايين الليترات المخزّنة خلال يومين فقط، وسأل عن سبب القيام بهذه الخطوة من قبل، في الوقت الذي كان اللبنانيون فيه يعانون كل أشكال الذل على محطات الوقود، وقال إن العدالة الحقيقة تكون بزجّ المسؤولين عن هذه الأزمة في السجون، فيما دعت الناشطة رانيا إلى القيام بمداهمة المستودعات التي تخزّن الأدوية وتمنعها عن المواطنين، أسوة بالبنزين والمازوت.
ضمن السياق نفسه، أشار الناشط حسين الشاويش، إلى أن قيمة كميات المازوت والبنزين المخزّنة تعادل المليارات، فيما أكّدت الناشطة نادين مجذوب، أن مصادرة كميات الوقود المخزّنة، لا تعني أن عمليات التهريب ستتوقّف، بل الأمر هو مجرد مسرحية بين السياسيين متّفق عليها، بينما نقل الناشط أحمد الصلحات، عن الصحفي مارون ناصيف قوله إنّ لبنان عائم على بحر من الوقود المخزّن، وإن المفاجآت قادمة وستكون هناك أرقام صادمة.
اقرأ/ي أيضًا: