أحنُ إليكِ
حزينٌ كأنَّني كفيف
لا يرى سوى السواد
متلهفٌ لأن يرَى الضّوءَ
عبر نافذة تطلين منها
مثلَ قمرٍ زاحفٍ على الشرفة
أنتِ الأمل الأخير
لهذه اليد
المتشبِّثة بكِ مثلَ طفل.
لم أعد أحتمل
هذه المأساة
التي تحيط بي
بح صوتي
وأنا أعربدُ في الهواء
كلماتٍ تسرحُ في الشوارع
مثلَ القطط.
أحنُ إليكِ
وفي يدي دفء الدنيا
وفي رأسي يلعبُ طيفكِ
ويتخلل من ضوءكِ.
لحنٌ ونهر
مغرم بتفاصيلكِ التي لا يراها غيري
وأحبُ مسكَ يديكِ والطيران
إلى جنائن بعيدة.
أحنُ إليكِ
وأشمُ عبق الطفولة بين يديكِ
لا وقت لدي
أريدُ قولها
وطمس هوية الغياب
وأن رحلتي
ورثتُ أنفاسكِ السابحةُ في صدري
مثلَ سمك الزينة.
الوردة عنوانًا
عندما أريد أن أكلَّمكِ
أختار الوردة عنوانًا
أرتدي بدلتي
وألقي خطابي
مثلَ شاب يافع
أتلعثم بالكلام
حتى يندلق الحُب في تربتكِ
مثلَ الماء
تنزفين عطرًا ثائرًا بوجه الوجود
أضمكِ بذراعين بل بجناحين
أحلقُ بكِ بعيدًا
مثلَ فراشة ملونة تطوف الحقول
فيقفز قلبي مثل نيزك خاطف
يضيءُ المكان
ويمضي مثلَ أي حدث
أو خبر على الهامش
هكذا ينتهي الخطاب
لا أعرفُ يا رب متى اللقاء
لكنني اعرفُ أن الوردة قد ذبلت.
السماوة
أقترب مثلَ فراشة
أشمُ ثوبكِ أتتبعُ رائحتكِ
هكذا
مثلَ الذي يبحثُ عن مهده
ثُمَ أحلقُ بين الأزاهير
لأقارن عطركِ معها
إنَّها السماوة الغراء
تزدان بثوبٍ زهري منسوجٍ من الفاكهة
سأقول للأرض
أنتِ أجملُ السماوات
وأنكِ يا ملح العيون
أجمل البنات
يا حبيبتي
من الولادةِ إلى الممات.
قد جاء الموت
أمي الحزينةُ طالما أبكيتُكِ
ورأيتِ عمري خريفًا
يأكلُ فرحتكِ
صغيرًا إلى أن كبرت
مشيتُ على عمركِ
وكانت الخطى دمعة على دمعة
أنا وحيدُكِ، والضريبةُ التي لا تنتهي
أنا،
المزعجُ
الكئيبُ
المُضني.
كم كنت أشربُ من عمركِ
إلى أن جفَّت فيكِ العيون
كيف لهذا البيت أن يتوضَّأ بعد الآن.