يثير موضوع التربية السليمة والفعالة العديد من الأسئلة المزعجة والمؤرقة التي يبحث الآباء والأمهات عن إجابة عملية وافية لها. وفي مقدمة هذه الأسئلة، ولاسيما في مجتمعاتنا العربية، هو سؤال: كيف أربي أولادي دون ضرب؟. فثمة وعي متزايد بعدم فائدة الضرب في التربية، وبآثاره الوخيمة على الطفل وشخصيته، إلا أن الأمر بالنسبة للبعض ليس بهذه السهولة.
نستعرض في هذا المقال عددًا من السبل التي تساعد على التربية الفعالة بعيدًا عن الضرب والصراخ.
نظرة جديدة على العقاب والتأديب
يلجأ الكثير من الآباء والأمهات إلى الضرب باعتباره أبرز الأساليب الفعالة للعقاب – من وجهة نظرهم- ولكنهم لا ينظرون إلى الأمام وماذا يُمكن أن يُشكل الضرب في شخصية ونفسية الأطفال خاصة مع استخدام سلاح الضرب دائمًا.
من الطرق الفعالة في التربية والتأديب اختيار وقت مستقطع للعقاب وفرضه على الأطفال لتطبيقه
كيف أربي أولادي دون ضرب؟
- العقاب لوقت معين
من الطرق الفعالة التي تُجيب على سؤال: كيف أربي أولادي دون ضرب؟ عن طريق اختيار وقت مستقطع للعقاب وفرضه على الأطفال لتطبيقه، وليكن 5 دقائق، على سبيل المثال النظر إلى الحائط أو غلق التلفاز أو سحب أي وسيلة تسلية.
- العقاب بالأشياء المفضلة
كل طفل له عالمه الخاص من الألعاب والأفلام ووسائل التسلية، ويُمكن أن يقوم الآباء بحرمان الأطفال لوقت معين، من هذه الأشياء كنوع من أنواع العقاب حتى يُفكرون في كل ما هم مُقبلين عليه مستقبلًا ولا يُكررون الخطأ مرة أخرى.
- مواجهة الأخطاء
لابد أن يعرف الطفل ما الشيء الذي يُعاقب عليه، وذلك حتى يتمكن من تفهم أنه مُخطئ وعليه ألا يُكرر ذلك الأمر مرة أخرى، ومن الممكن أيضًا عقاب الطفل بعدم لعب الأب والأم معه، حتى يعرف أنه فعل شيئًا خاطئًا وعليه الاعتذار والعقاب عليه.
- عد النقاط
كلما قام طفلك بعمل جيد وإيجابي يُمكن احتساب نقاط له في كراسة معينة أو على سبورة، حيث سيسعى الطفل إلى زيادة هذه النقاط دائمًا، ومن ثم يُقلل من الأخطاء كما أنه سيتم خصم عدد من النقاط كنوع من العقاب.
- الإلزام بعمل معين
إذا كتب الطفل على الجدران يجب إلزامه بمسحها جيدًا حتى يُصحح خطأه ولا يُكرر فعلته مرة أخرى، وتُعتبر إجابة شافية وفعالة ورائعة للإجابة على سؤال: كيف أربي أولادي دون ضرب، فلن تحتاج إلى أي ضرب أو تطاول بل يكفي الأمور الإيجابية في العقاب.
- المناقشة
من أكثر الأخطاء التي يقع فيها الآباء والأمهات عدم المناقشة البناءة مع الأطفال، وبالتالي لا يعرف الطفل الخطأ الذي يُعاقب من أجله، ويكون من الوارد تكراره مرة أخرى كنوع من العند والعصيان، وأي عقاب في هذه الحالة لن يكون مؤثرًا بالدرجة اللازمة.
- العقاب بالتجاهل
ولكن كيف أربي أولادي دون ضرب؟ عن طريق التجاهل، إذًا هل هي طريقة فعالة وبناءة أم لا؟! يُمكننا إخباركم بأن التجاهل يُحسن من بعض السلوكيات للأطفال، فمثلًا تجاهل بكاء الأطفال وعدم الاكتراث طريقة جيدة لعدم استخدام دموعه في الحصول على ما يُريد.
- أساليب بديلة أخرى للعقاب البدني
- • حرمان الطفل من مشاهدة الكرتون على التلفاز أو الإنترنت أو التابلت.
- • حرمان الطفل من وسائل التسلية والترفيه.
- • عقاب الطفل من إجازة نصف الأسبوع أو آخره وفرض جلوسه في البيت كنوع من أنواع العقاب.
- • تجاهل الطفل وعزله عن باقي أفراد المنزل، ولكن لا يجب أن تطول هذه الفترة حتى لا تُؤثر بالسلب على الحالة النفسية والمزاجية للطفل.
- • من طرق العقاب الفعالة تصحيح الخطأ، حتى لا يُكرر الطفل خطأه مرة أخرى.
- • التنويع في العقاب أمر جيد حتى لا يُصبح الطفل عنيدًا وعصبيًا.
- • والأهم من ذلك أن يعرف الطفل جيدًا سبب العقاب، ولا بأس بإجراء مناقشة للتعرف على ما سيحدث فيما بعد إذا تكرر الخطأ.
نصائح للتربية بلا ضرب ولا صراخ
- ضع قواعد واضحة
ستكون أقل عرضة للجوء إلى الصراخ إذا كنت قد وضعت قواعد منزلية واضحة يمكن اتباعها والالتزام بها. يمكن أن يساعدك في الاحتفاظ بقائمة القواعد المنزلية معروضة بشكل بارز في منزلك لو لزم الأمر، والتذكير بها بشكل مستمر بحسب أهميتها. وعند اختراق الطفل لأية قاعدة منها، فإنه لا بد من التعامل مع ذلك فورًا، وأن يكون للأمر عواقب يدركها.
قاوم الرغبة في الصراخ أو التذمر أو التنظير على طفلك
- وضّح العواقب المترتبة على المخالفات بشكل مسبق
اشرح مسبقًا لطفلك العواقب السلبية لخرق القواعد، ولا تبتكر العقوبة على نحو لحظيّ، فهذا يؤدي إلى الارتباك، ويجعلك تلجأ إلى الصراخ مثلًا أو التذمر غير البنّاء. حدّد العقوبة (غير العنيفة) كي لا يتفاجأ الطفل بها ويشعر بأنها ظالمة.
- مارس آلية التعزيز الإيجابي
حفز طفلك على اتباع القواعد باستخدام التعزيز الإيجابي. إذا كانت هناك عواقب سلبية لخرق القواعد، فاحرص في الوقت ذاته على أن تكون هنالك عواقب إيجابية لاتباعها والالتزام بها.
- راجع نفسك عند الصراخ في وجه طفلك
في حال وجدت نفسك تفقد أعصابك وتصرخ في وجه طفلك، فحاول تحديد سبب هذه الانتكاسة السلوكية لديك، وحدد السبب الحقيقي وراء غضبك. عليك أن تتعلم إستراتيجيات جديدة للسيطرة على الغضب وعدم الاستسلام لنوبة العصبية. تذكّر أنّك في هذه الحالة تقدّم مثالًا إيجابيًا لابنك.
- قد أعذر من أنذر!
الإنذار المسبق وسيلة فعالة للتوافق على العقوبة في حال اختراق القواعد. ذكّر ابنك وأنذره في حال اللزوم، وطبق العقوبة المتفق عليها إن لم يستمع إليك.
