أخبرتهم أني لست حصانَ سباق
وأنني حين أتعب لا أقف حتى في المنتصف، لأن الغبار تحتي قليلٌ
وجسدي خفيفٌ مثل غيمة
تقول إن الحبّ يعني أن نبقى
مثل وردةٍ منسية على كتفٍ حانٍ
لم يكن في منزل عائلتي حديقةٌ لأخرج إليها
لأنَي حين أحفر في تراب عينيّ لا أرى شيئًا
كلهم يعودون مع رملٍ في الجيب
ويدي فارغة
يدي المكسورة من أولها
تربي دجاجاتك وعصافيرك، تفتح لها السماء كي تقيل في الزاوية
وأحمل ثوبَ نومِك
كأني الآن أقول للوقت الذي يمرّ على مهله أن الأحلام في هذا الجسد الحنون
لا تكبر ولا تملّ
أخبرني كيف يمضي الوقت أسفل خاصرتك
كيف تتنفس حين تنام
لمن تصلّي حين تتعب وكيف تخرج من جسدك حين يمرض
كيف تبكي الآن
من دون دمع في المنافض
من أخبرك أن الذين مثلك لا يحقّ لهم أن يناموا على العشب
من سرق نزهتك حين خرجت قليلًا
وعدت
أكبر من صورتك
أكبر من وجهك
أكبر من ظلّ أبيك؟
تعال
نم جنبي لأقيس مساحة الألم في وجهك
افتح فمك مثلما تفتح الحديقة أعشابها للضوء الذي يخترق ولا يبقى
للكلاب التي تبول ولا تسقي
للأيدي التي تقطف وحسب
حتى حين تنمو فيها الشمس
أريدك أن تنام مثلما ينام الأطفال
أن تتعب مثلما يتعب الآباء المنتصرون
أن تخرج من صمتك
أن تتمكيج وتتحلى، أن تترك هذه الزينة فوق وجهك ووشاحك الخزفيّ ورائحة العطر الذي ينسى أن يتنفسه كلّ بيت ليس فيه حديقة خلفية
وآباء منتصرون وكلاب تبكي عند الزاوية
أَلبسني معطفك وجسدك
وخذني مثلما يبتلع البحر الأسماك الصغيرة فيه
مثلما تنسى الموجة زبدَ الأيام السالفة
مثلما تنسى أن تفتح جسمك للريح
وشعرك للنور وفمك ليدي التي تطعم الآخرين طينًا يابسًا وبرتقالًا يغفو على طرف التلّ
أخبرتهم أنّني لست حصان سباقٍ
وأني لا أركض إلّا حين أتعب
وأني إذا سقطتُ يومًا
سأنام مثلما تقفل يد على وردةٍ حانيةٍ
مثلما يسمع في البعيد صوت ارتطام الماء بجدران العمارة
وأنني أنا الوقت
كلما كبر في جسدي
أسدَ فمه
كي لا يتعوّد على المعارك.