18-سبتمبر-2024
إندريك

لحظة تسجيل إندريك هدفه التاريخي

حقق ريال مدريد فوزًا صعبًا على ضيفه شتوتغارت، بثلاثة أهدف لواحد، ضمن منافسات الجولة الأولى من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا بنظامه الجديد.

دخل البرازيلي الشاب إندريك التاريخ وأصبح أصغر لاعب يسجل لريال مدريد في دوري الأبطال، فعل ذلك بعد خوضه مقامرة مجنونة، ونجح فيها بأفضل طريقة ممكنة

ريال مدريد عانى الأمرين أمام الفريق الألماني، حيث كان الألمان قريبين جدًا من خطف النقاط الثلاث، أو كسب نقطة التعادل على الأقل، إلا أن خبرة الميرينغي قالت كلمتها، كذلك تألق حارس المرمى تيبو كورتوا، والذي أنقذ مرماه من أهداف محققة، ما جعله ينال جائزة أفضل لاعب في المباراة.

اللقاء انتهى شوطه الأول بالتعادل السلبي، وفي بداية الشوط الثاني نجح كيليان مبابي في تسجيل هدف التقدم، قبل أن يسجل لاعب شتوتغارت أونداف هدف التعديل بالدقيقة 68، وهنا حاول شتوتغارت تسجيل هدف الفوز، قبل أن يأتي هدف روديغير في الدقيقة 83 مانحًا ريال مدريد التقدم، وفي وقت ضغط به شتوتغارت لتعديل النتيجة، نجح البرازيلي الشاب إندريك في تسجيل هدفًا ثالثًا بأنفاس المباراة الأخيرة، هدفٌ كان بمثابة الرصاصة الأخيرة في نعش النادي الألماني، ضمن به ريال مدريد الفوز وتحقيق النقاط الثلاث.

هدف إندريك أتى بطريقة مميزة، جعلته يكشف عن شخصيته، وقدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة، وكأنه لاعب يملك خبرة كبيرة في اللعبة، فلم يمنعه صغر سنه وخوض مباراته الأولى من دوري أبطال أوروبا في اتخاذ قرار يصعب اتخاذه من لاعبين خبراء.

وقتها قاد إندريك هجمة سريعة، وكان أمامه مدافعين اثنين من شتوتغارت، وعلى يمينه في الأمام فينيسيوس جونيور، وعلى يساره كيليان مبابي، فكانت أمامه 3 سيناريوهات منطقية، السيناريو الأول تمثل بالتمرير لفينيسيوس جونيور وجعله ينفرد بحارس مرمى شتوتغارت، والثاني هو التمرير لكيليان مبابي من أجل الانفراد بالحارس، والثالث هو المضي قدمًا والاقتراب حتى التصويب نحو المرمى عبر مراوغة المدافعين أو بدونها.

أي خيار غير تلك الثلاث السابقة لا يعتبر مجازفة فحسب، بل بمثابة مقامرة كبرى، لا يجرؤ على خوضها لاعبين كبار، فما بالك بلاعب بعمر الـ18 عامًا، ويلعب مباراته الأولى في دوري الأبطال أمام ناد بحجم نادي ريال مدريد، وفريقه يمر بظروف صعبة في هذا اللقاء.

لكن إندريك اختار المقامرة، وصوّب كرة من بعيد، على الرغم من تواجد اثنين من أفضل اللاعبين بالعالم على يمينه وشماله، فتحمل مسؤولية قراره، وكانت تسديدته بعيدة من خارج منطقة الجزاء، لتسكن شباك حارس شتوتغارت، وسط ذهول من الجميع، وإعجاب كبير ممزوج باندهاش من قبل زملاءه بريال مدريد.

بهذه الطريقة افتتح إندريك سجله في دوري أبطال أوروبا، ولا يوجد أفضل من هذه الطريقة التي دخل بها تاريخ النادي، فأصبح أصغر مسجل للريال في تاريخ دوري أبطال أوروبا، بعمر 18 عامًا و58 يومًا، متجاوزًا الرقم القياسي السابق لأسطورة ريال مدردي راؤول جونزاليس حينما سجل هدفًا ضد فيرينكفاروسي عام 1995.

الإشادات انهالت نحو اللاعب البرازيلي الشاب وقراره المميز، وقدرته على اتخاذ هذه القرارات الصعبة، والتي تميز المهاجمين المميزين عن غيرهم، حيث قال مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي بعد المباراة: "إندريك يمتلك شجاعة كبيرة، كانت هجمة مرتدة وامتلك الجرأة للتسديد والتسجيل، لقد كانت هذه آخر كرة في المباراة، والخيار الأفضل كان التمرير، لكنه قام بعمل رائع، لم أكن أتوقع أن يفعل ذلك، ولكنه يملك هذه الموهبة، إنه فعال جدًا".

البرازيلي رودريغو زميل إندريك في ريال مدريد لم يخف إعجابه بهدف إندريك، ووصف قراره بالمجنون، فقال في تصريحات عقب المباراة: "إندريك مجنون، فعل شيئًا لا أعتقد أن أي شخص آخر كان سيفعل ما يفعله، لكني سعيد جدًا من أجله، التسجيل في دوري الأبطال دائمًا ما يكون أمرًا مميزًا، وأنا أفهم مدى السعادة التي يشعر بها الآن".

الحارس تيبو كورتوا والذي فاز بجائزة اللاعب الأفضل في المباراة، أقر بصعوبة القرار الذي اتخذه إندريك، وقال ضاحكًا "لو أخفق لقتلوه، إنه يظهر شخصيته بعدم تمرير الكرة لمبابي وفينيسيوس للتسديد، إنه يملك الثقة".