حسم ليفربول لصالحه كلاسيكو الكرة الإنجليزية، حينما تفوّق على غريمه الأزلي بأربعة أهداف دون رد، محمد صلاح قاد الريدز إلى صدارة البريميرليغ ولو بشكل مؤقّت، صدارة افتكّتها كتيبة يورغن كلوب من مانشستر سيتي الذي تشبّث بها من العام الماضي.
يمرّ مانشستر يونايتد بأسوأ فتراته منذ عقود، الفريق الذي يملك الرقم القياسي في التتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز، يقاتل من أجل الحصول على مركز مؤهّل لدوري أبطال أوروبا، وخرج من المسابقة الأوروبية هذا الموسم من الباب الضيّق، وتكبّد هزائم قاسية أمام منافسين تقليديين، كان أبرزها هزيمة الذهاب أمام ليفربول في ملعب الأولد ترافورد بخماسيّة كاملة.
أراد ليفربول استغلال حالته المعنويّة والفنّية الرائعة، من خلال تحقيق الفوز على اليونايتد في معقله الآنفيلد، كلّ الظروف مهيّأة لتحقيق ذلك، ولو حدث هذا فسينفرد الريدز بالصدارة لأوّل مرّة هذا العام، فهم يتخلّفون عن مانشستر سيتي بفارق نقطة واحدة، كتيبة بيب غوارديولا ستلاعب الأربعاء نادي برايتون، في مباراة شبه مضمونة للسيتيزينس.
الأوضاع الراهنة لليونايتد كانت كارثيّة للغاية، زاد من قتامتها الظروف الآنيّة، مانشستر يونايتد رحل إلى ملعب الأنفيلد مثقلًا بالغيابات، ونحكي عن إصابة لاعبين أمثال مكتوميناي وكافاني وفريد ولوك شاو وآخرين، زاد الأمور سوءًا غياب كريستيانو رونالدو عن المباراة بسبب وفاة ابنه الرضيع، وهو أمر واسته فيه جماهير الأنفيلد، حينما صفّقت في الدقيقة السابعة، احترامًا لمشاعر الدون، وإبرازًا لمشاعرها ووقوفها معه في محنته.
Liverpool & Man United fans show support for Ronaldo
Seven minutes in, Liverpool and Man United fans show their support for Cristiano Ronaldo and his family. ❤️
Posted by Sky Sports on Tuesday, April 19, 2022
كل المؤشّرات دلّت على أفضليّة ليفربول في المباراة، وهنا كان دور مدرّب اليونايتد مقتصرًا على تجنّب فضيحة كتلك التي حدثت في لقاء الذهاب، لذلك بدأ اللقاء بخطّة دفاعيّة غير مألوفة عند الشياطين الحمر، زجّ بثلاثة قلوب دفاع هم ماغواير وليندلوف وفيل جونز، هذه الخطّة لم تكن كافية لتجنّب الانجراف مع المدّ الأحمر، فما هي إلا خمس دقائق حتى استثمر لويس دياز عرضيّة محمد صلاح وعالجها في الشباك.
زاد الأمور صعوبة لليونايتد إخراج بول بوغبا في الدقيقة العاشرة بداعي الإصابة، واستبداله بجيسي لينغارد، خطّ الوسط تمّ تسليمة لنجوم ليفربول، والذين واصلوا هيمنتهم المطلقة على الشوط الأوّل، ثمّ أتى الدور على ساديو ماني الذي أرسل تمريرة حريرية لمحمد صلاح، النجم المصري لم يرفض الهديّة، ودوّن الهدف الثاني في الدقيقة 22، هدفان اكتفى بهما ليفربول حتى نهاية نصف المباراة الأوّل.
في الشوط الثاني أراد اليونايتد استرجاع بعضًا من هيبته، ضغط على مرمى ليفربول، والذي بدا واثقًا ومتماسكًا، ومرتاحًا للنتيجة، أحكم الريدز دفاعاتهم ولم تنفع تحرّكات البديل سانشو، إذ أمسك بيكر بسهولة بتسديدة للمهاجم الإنجليزي بعدما خفّف سرعتها المدافع ماتيب، ثمّ أهدر راشفورد فرصة حقيقية من انفراد تام، الحارس البرازيلي تألّق في إبعادها، ارتدّت الكرة لإيلانغا فصوّبها السويدي تجاه المرمى، أليسون بيكر كان في الموعد مجدّدًا.
شعر ليفربول أن اليونايتد تجرّأ على التفكير بالعودة للمباراة، فعاقبه بهدف ثالث أتى من هجمة مرتدّة، أكملها دياز بتمريرة لساديو ماني الذي صوّبها على الفور في الشباك، هدفٌ قتل آمال اليونايتد في العودة، وزاد من أفضليّة الريدز، أفضليّة أكّدها محمد صلاح بالهدف الرابع، حينما استلم كرة من دييغو جوتا وأودعها في شباك ديخيا، قبل خمس دقائق من نهاية المباراة، ليظفر الريدز بالنقاط الثلاث، ويجلس ليفربول على كرسي صدارة البريميرليغ.