14-أكتوبر-2024
أنظمة الدفاع الجوي

تزايد اهتمام إيران بأنظمة الدفاع الجوي (رويترز)

تحظى أنظمة الدفاع الجوي بأهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل وإيران، وتعززت تلك الأهمية مع تبادل القوتين الإقليميتين للضربات العسكرية واقترابهما شيئًا فشيئًا من خوض حربٍ مباشرة.

وفي حين نعرف مدى تقدم منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تكنولوجيًا، فإنّ ما بحوزة إيران من أنظمة الدفاع الجوي بقي لفترة طويلة خارج نطاق الضوء والاهتمام، لكنّ سعي الإيرانيين للحصول على منظومة إس 400 الروسية للدفاع الجوي شكّل فرصةً للتعرف على قدرات إيران الدفاعية في هذا المجال، وهي قدرات تطورت، حسب المتابعين، على مدار سنوات طويلة، بفعل التهديدات المتزايدة التي تواجهها إيران من الولايات المتحدة وإسرائيل.

ومع ذلك، يعتقد المتابعون، أنه لا وجه للمقارنة بين إسرائيل وإيران في مجال أنظمة الدفاع الجوي، فما تمتلكه إسرائيل في هذا المجال متطورٌ تكنولوجيًا بدرجة كبيرة مقارنةً بما مع الإيرانيين، وذلك لأسباب عديدة لعلّ أكثرها وجاهةً العقبات الكثيرة التي واجهتها إيران في استيرادها لأنظمة أجنبية بسبب العقوبات الغربية عليها. ومع ذلك تزعم طهران أنها تمتلك اليوم منظومات دفاع جوي قوية قادرة على حماية منشآتها الحيوية، بما في ذلك المنشآت النووية التي قد تكون هدفًا لهجمات جوية محتملة. وبالتالي يؤكد المسؤولون الإيرانيون أنّ أنظمة دفاعهم الجوي تشكل تهديدًا حقيقيًا على الطائرات الإسرائيلية والأميركية على حدّ سواء.

نعرف مدى تقدم منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تكنولوجيًا، في حين أن ما بحوزة إيران من أنظمة الدفاع الجوي بقي لفترة طويلة خارج نطاق الضوء والاهتمام

يشار إلى أنّ معظم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية التي سنذكرها فيما يلي هي إما محلية الصنع أو حصلت عليها إيران بموجب اتفاقيات مع روسيا والصين.

تمتلك إيران أكثر من 20 نظام للدفاع الجوي بين منخفض ومتوسط ومرتفع المدى:

بالنسبة لأنظمة الدفاع الجوي المرتفعة فأبرزها نظام باور أو "بافار-373 سام"، ويرتبط هذا النظام بصواريخ صياد-2، صياد-3، صياد-4، صياد-4B، ودخل الخدمة آب/أغسطس 2019، ويصل مدى كشفه 320 كلم ومدى تتبعه 260 كلم، وهو بذلك قادر على التعامل مع الطائرات الشبحية والمروحيات والطائرات بدون طيار، ويقول مسؤولون إيرانيون إن هذه المنظومة تفوق نظام الدفاع الجوي الروسي إس – 300 وأقوى من منظومة باتريوت الأميركية.

النظام الرئيسي الثاني في منظومة الدفاع الجوي الإيراني المرتفعة هو نظام إس 300 الروسي، وميزته أنه نظام متنقل مرتفع، ودخل الخدمة عام 2016، وبحسب مصادر إيرانية فقد نشرت إيران هذه المنظومة قرب مفاعلات نووية مثل مفاعل فوردو قرب مدينة قم.

ويمكن للصاروخ المرتبط بهذا النظام إصابة الأهداف التي تتحرك بسرعة تصل ما بين 4300 كلم/الساعة إلى 10 آلاف كلم/الساعة حسب طراز الصاروخ.

أمان نظام أس 400 الذي لم تؤكّد إيران أو تنفي حصولها عليه رغم إبرام صفقته مع روسيا، فقدراته كبيرة، حيث يصل فيه مدى الكشف إلى 600 كلم، كما يمكنه تتبع حتى 300 هدف في وقت واحد. ويصل مدى الاشتباك فيه إلى 400 كلم.

وهو قادر على إسقاط الطائرات المتقدمة والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز.

وفيما يخص أنظمة الدفاع المتوسطة إلى مرتفعة فأهمها نظام "خردار 3" الذي يبلغ المدى الأقصى لإطلاقه 200 كلم، وقد دخل الخدمة أيار/مايو 2014، وهو نظام يستخدم مزيجًا من ناقلات الإطلاق والرادارات. يستخدم لمواجهة الطائرات بدون طيار، الصواريخ، وغيرها.

وإلى جانبه يوجد نظام "تلاش 1" الذي يرتبط بصاروخ صياد ـ 2 بمدى إطلاق يصل 75 كلم، وقد دخل الخدمة لأول مرة مطلع العام 2016، ويستخدم لحماية الأصول عالية القيمة ضد مجموعة متنوعة من الأهداف الجوية.

وفي نفس السنة دخل نظام "صياد" الخدمة، وهو نظام دفاع جوي مرتبط بصاروخي صياد 2 وصياد سي3.

ويصل مدى نظام مرصاد-1و2 ، وهو نظام دفاع بارتفاع منخفض إلى متوسط، نحو 150كلم2 ومدى تتبع يصل 80 كلم.

أما نظام رعد 1 الذي دخل الخدمة أواخر العام 2012، فهو كسابقه يتمتع بارتفاع متوسط، لكنه يرتبط بصاروخين مداهما بين 50 و24 كلم. ويستخدم هذا النظام من قبل قوات الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني.

ومن بين أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المتوسطة يوجد أيضا نظام "رعد2" ونظام "تاباس (سام)"، ونظام "تلاش-3 (سام)" الذي يعدّ نسخةً مطورة من نظام S-200 الروسي ويحمل رادار وصواريخ جديدة. أما نظام "تلاش-4 (سام)"فثمة معلومات ترجح أن يكون قد تم تطويره إلى نظام خرداد-15 لجعله قادرًا على مواجهة الصواريخ الباليستية وشبه الباليستية.

أما بالنسبة لأنظمة الدفاع الجوي المنخفضة، فنذكر من بينها: نظام "يا زهراء 3 سام" و"نظام حرز نوهم"، والإثنان يرتبطان بصاروخ "الشهاب الثاقب"، وهما نسخة إيرانية من نظام FM-80 الصيني شبه المتنقل، ونسخة قريبة من نظام الكروتال الفرنسي. ودخلا الخدمة في إيران عام 2013.

 وإلى جانبهما يوجد نظام "مصياد-3 (مانبادس)" الذي دخل الخدمة عام 2017 ونظام "تلاش-2 (سام)" الذي دخل الخدمة في نفس السنة أيضًا، لكنه يستخدم من قبل قوات الدفاع الجوي الإيرانية.