محركات البحث هي أول ما نلجأ إليه عندما نريد البحث عن معلومة معينة على شبكة الإنترنت في أي مجال نريده، فمع تزايد سرعة التطور التكنولوجي في العالم، فإن الأفراد يواجهون قدرًا كبيرًا من البيانات والمعلومات يوميًا، مما يجعلهم يستخدمون محركات البحث عبر الإنترنت بشكل مكثف لمعالجة تلك البيانات أو المعلومات، والتي أصبحت جزءًا مهمًا من حياتنا اليومية، إذ يقوم المستخدمون لشبكة الإنترنت بمليارات عمليات البحث للعثور على المعلومات التي يريدون على محرك البحث جوجل فقط، مما يفتح المجال أمام أصحاب الشركات وناشري المحتوى على الإنترنت لجذب العملاء والمهتمين لمنتجاتهم ومحتواهم مجانًا، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول محركات البحث وأنواعها.
ما هي محركات البحث؟
يُقصد بمحركات البحث (SEARCH ENGINES) بأنها نظام برمجي يستخدم الكلمات المفتاحية المستهدفة من قبل المستخدمين لمساعدتهم على الوصول إلى المحتوى الذي يبحثون عنه على شبكة الإنترنت، وذلك من خلال إجراء فحص شامل للشبكة لغاية البحث عن المعلومات ذات الصلة بالمحتوى الذي يبحث عنه المستخدم بناء على الكلمات التي يكتبها في خانة البحث الخاصة بالمحرك، وتظهر نتائج البحث على شكل مجموعة من الروابط التي ترشد المستخدم إلى مواقع الويب أو الصور أو مقاطع الفيديو أو الرسوم البيانية أو الأخبار أو المقالات العلمية.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن للمستخدم العثور على المعلومات التي يبحث عنها على محركات البحث بحيث تكون معروضة على شكل صف من الإجابات أو النتائج التي تعرف باسم صفحات نتائج محركات البحث (SERPs)، إذ تراقب العديد من محركات البحث قواعد البيانات على شبكة الإنترنت للعثور على المعلومات، وتحتفظ بها باستخدام برامج معينة كما تحمل تلك المعلومات وتفهرسها، ليتمكن المستخدم من البحث عما يريد بكفاءة أعلى.
محركات البحث نظام برمجي يستخدم الكلمات المفتاحية المستهدفة من قبل المستخدمين لمساعدتهم على الوصول إلى المحتوى الذي يبحثون عنه على شبكة الإنترنت
ما هي أنواع محركات البحث؟
فيما يأتي توضيح لأبرز أنواع محركات البحث:
-
محركات البحث المعتمدة على الزاحف
تستخدم محركات البحث المعتمدة على الزاحف روبوتًا أو عنكبوتًا إلكترونيًا للوصول إلى المحتوى المطلوب على شبكة الإنترنت وفهرسته في قاعدة بيانات البحث الخاصة بها، ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من محركات البحث؛ جوجل، وياهو، وبينج، وبايدو، ويوجد 4 خطوات أساسية تتبعها محركات البحث تلك قبل عرض أي مواقع أو نتائج بحث على صفحاتها للمستخدمين، وفيما يأتي توضيح لكل منها:
-
الزحف
إذ تزحف محركات البحث على شبكة الإنترنت بالكامل للحصول على صفحات الويب المتاحة، ويعتمد تكرار عمليات الزحف باستخدام الروبوت أو العنكبوت الإلكتروني على محرك البحث نفسه، وقد يستغرق ذلك عدة أيام، وهذا هو السبب وراء ظهور صفحات ويب قديمة أو محذوفة ضمن نتائج البحث للمستخدم في بعض الأحيان، إذ ستعرض نتائج البحث الجديدة أو المحدثة بمجرد انتهاء عملية الزحف على محرك البحث الخاص بالمستخدم.
-
الفهرسة
تعد الفهرسة الخطوة الثانية بعد عملية الزحف، إذ يتم من خلالها تحديد الكلمات والتعابير التي تصف صفحة الويب أو نتائج البحث على أكمل وجه، إذ يشار إلى الكلمات التي اختارها المستخدم للبحث ككلمات رئيسية ضمن صفحة النتائج، وتجدر الإشارة إلى أن مالكي المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت بحاجة إلى تحسين صفحاتهم وإدراج الكلمات الرئيسية أو المفتاحية للبحث فيها ليتمكن الزاحف من فهمها وإدراجها ضمن نتائج البحث الأولى، إذ بمجرد أن يلتقط البرنامج الكلمات الرئيسية الصحيحة سيخصص الموقع ليجعله يحتل مرتبة عالية في نتائج البحث.
-
البحث عن النتائج ذات الصلة بما يريد المستخدم
تعمل محركات البحث على مقارنة طلبات البحث بالصفحات المفهرسة من قاعدة البيانات، ولأنه من المحتمل أن توجد عدة صفحات كنتائج لعملية البحث الواحدة، فإن محرك البحث يبحث عن أفضل الصفحات وأكثرها ملاءمة لما يريد المستخدم، وذلك من خلال الاعتماد على الكلمات المفتاحية والروابط بين طلب البحث والصفحات المفهرسة، إذ تستخدم خوارزميات مختلفة لذلك.
وتجدر الإشارة إلى أنه ليتمكن المستخدم من الحفاظ على موقعه ضمن نتائج البحث الأولى على محرك البحث، فلا بد له من تكييف صفحاته مع التغيرات التي تشهدها خوارزميات محركات البحث، نظرًا لأن تلك المحركات تغير خوارزمياتها بشكل دوري، وهذا أحد الأسباب وراء الجهود الدائمة من قبل أصحاب المواقع الإلكترونية لتحسين محركات البحث لديهم.
-
إظهار النتائج
تُعرض النتائج على متصفح الإنترنت بالترتيب، إذ تعمل محركات البحث على فرز الصفحات التي تعطي نتائج للبحث الخاص بالمستخدم بحيث تظهر المواقع الأكثر صلة في المراتب الأولى.
تستخدم محركات البحث الهجينة الفهرسة المستندة إلى الزاحف أو الروبوت والفهرسة اليدوية لإدراج الموقع في نتائج البحث للمستخدم
-
محركات البحث البشرية
تعتمد محركات البحث البشرية على طاقة البشر في تصفية نتائج البحث ذات الصلة بالمعلومات التي يبحث عنها المستخدم لشبكة الإنترنت، وتهدف إلى تقديم نتائج ذات عدد محدود إلى المستخدمين حول ما يبحثون عنه مقارنة بمحركات البحث التقليدية، إلا أن استخدام هذا النوع من محركات البحث أصبح محدودًا جدًا أو يكاد يكون معدومًا مع ظهور محركات البحث الآلية.
وتجدر الإشارة إلى أن من أبرز مزايا محركات البحث البشرية؛ مراجعة جميع صفحات البحث والتحقق من أهميتها ومحتواها قبل إدراجها للمستخدم، كما أن النتائج الأقل يعني إمكانية عثور المستخدم على ما يريد بشكل أسرع، إلا أن التأخر في إدراج نتائج البحث ومواجهة مشاكل مع عمليات البحث غير المفهومة تعد من أبرز سلبياتها.
-
محركات البحث الهجينة أو المدمجة
تستخدم محركات البحث الهجينة الفهرسة المستندة إلى الزاحف أو الروبوت والفهرسة اليدوية لإدراج الموقع في نتائج البحث للمستخدم، إذ تستخدم معظم محركات البحث المعتمدة على برنامج الزحف مثل جوجل برامج الزحف كآلية أساسية لعملها، والنتائج التي تظهر بالجهود البشرية كآلية ثانوية، لكن مع قلة استخدام محركات البحث البشرية أصبح استخدام محركات البحث الهجينة نادرًا جدًا في الوقت الحاضر، إذ يعتمد المستخدم مؤخرًا على استخدام محركات البحث المعتمدة على الآلة.
وتجدر الإشارة إلى أنه وبالرغم من عدم استخدام محركات البحث البشرية، إلا أنه ما يزال هناك تصفية يدوية لنتائج البحث للتخلص من المواقع المنسوخة وغير المرغوب فيها، فبالرغم من أن برامج الزحف تتحكم في عمليات البحث، إلا أن مراقبة تلك النتائج وإظهار الجيد منها يعتمد على المراقبة اليدوية.
-
محركات البحث المتخصصة
يوجد مجموعة أخرى من محركات البحث المتخصصة التي تعتمد على المعلومات الوصفية أو تلك التي تظهر نتائج بحث دقيقة جدًا من خلال فهم المعنى السياقي للبحث، إذ تحتوي محركات البحث على أنواع مختلفة من الروبوتات لعرض الصور ومقاطع الفيديو والأخبار والمنتجات وغيرها، فعلى سبيل المثال؛ تستخدم صفحة أخبار جوجل للبحث عن الأخبار من الصحف المختلفة فقط، بينما تقوم محركات بحث مثل؛ (Dogpile)، والذي يعد من محركات البحث الوصفية، بجمع معلومات تعريفية للصفحات من محركات البحث الأخرى لعرضها في صفحة النتائج.
ويوجد نوع آخر من محركات البحث، والتي يطلق عليها محركات البحث الدلالية مثل؛ محرك البحث (Swoogle)، والذي يعرض نتائج البحث اعتمادًا على سياق البحث الذي كتبه المستخدم.
وختامًا، تجدر الإشارة إلى أن محركات البحث والشركات التي تطورها من المرجح أن تستخدم تقنيات جديدة لتحسين دقة وجودة النتائج التي تقدمها، كما سيستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم مع البحث في المستقبل، ومع ذلك قد تظهر المزيد من محركات البحث المتخصصة في المستقبل والتي توفر خصوصية وجودة أعلى، ويعتقد بعض الخبراء أن استخدام محركات البحث آخذ بالانخفاض لأن الكثير من عمليات البحث تعتمد على التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي.
