ظهر كل من أندرو تيت وشقيقه تريستان للمرة الأولى يوم الأربعاء في محكمة رومانية ليحاكما بتهم تتعلق بارتكاب جرائم الاغتصاب والاتجار بالبشر وتأسيس عصابة منظمة لاستغلال النساء جنسيًا.
كما وجهت تهم مشابهة لاثنين من معاوني الشقيقين تيت إلا أن المتهمين نفوا كافة التهم التي وجهت لهم، في حين أن قائمة الاتهام المودعة لدى محكمة بوخارست تذكر أن المتهمين الأربعة شكلوا عصابة إجرامية منظمة في عام 2021 لارتكاب جرائم الاتجار بالبشر في رومانيا، وفي بلدان أخرى من ضمنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
تذكر القائمة أيضًا أسماء لسبع ضحايا كانوا قد جُندوا، وفقًا لقائمة الاتهامات، من قبل الأخوين تيت من خلال وعود كاذبة بالحب والزواج، لكنهم بعد ذلك اقتيدوا لمبانٍ في مقاطعة إلفوف الرومانية وتعرضوا للترهيب وخضعوا للمراقبة ثم أجبروا على اقتراض الأموال، وبعدها أجبرت النساء على المشاركة في مشاهد إباحية عرضت بعدها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ظهر كل من أندرو تيت وشقيقه تريستان للمرة الأولى يوم الأربعاء في محكمة رومانية ليحاكما بتهم تتعلق بارتكاب جرائم الاغتصاب والاتجار بالبشر وتأسيس عصابة منظمة لاستغلال النساء جنسيًا.
هذا بالإضافة إلى تهم أخرى منفصلة قد تقود إلى دعاوٍ قضائية ومحاكمات منفصلة، من بينها غسيل الأموال والاتجار بالأطفال.
وقد وجهت لأحد المتهمين تهمة اغتصاب امرأة مرتين في شهر آذار/ مارس عام 2022، ويتوقع أن تمتد جلسات المحاكمة على مدى عدة سنوات، كما ستخضع الاتهامات للتحقيق طوال الشهرين المقبلين قبل أن تبدأ المحاكمة الفعلية للمتهمين.
ولكن من هو أندرو تيت وكيف نال هذه الشهرة الواسعة؟
من هو أندرو تيت؟
أندرو تيت، واسمه الكامل إيموري أندرو تيت، هو ملاكم سابق وأحد نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحمل الجنسيتين الأمريكية والبريطانية، ويبلغ من العمر 36 عامًا.
كان والده يعمل في سلاح الجو في الجيش الأمريكي في بريطانيا، وقد انفصل عن والدة أندرو، لتنتقل مع ولديها أندرو وتريستان للعيش في إنجلترا في ظروف مادية سيئة، وفقًا لتصريحات كان الشقيقان قد صرحا بها.
فاز تيت في بطولة المصارعة العالمية، أو الكيك بوكسينغ، أربع مرات لكنه رغم ذلك لم يحظَ بشهرة واسعة حينها، وقد كان أحد المشاركين في برنامج "بيغ برذر" الذي كان يعرض على أحد القنوات البريطانية، لكنه طرد منه عام 2016 بعد أن انتشر مقطع فيديو له وهو يضرب امرأة باستخدام حزام، لكن تيت قال إن الفيديو مفبرك وأنه "كذب صراح يراد به جعلي أبدو سيئًا"، على حد قوله.
ظهر تيت في عدد كبير من مقاطع الفيديو والصور التي تفاخر فيها بحياته المرفهة، وبسياراته الفارهة وطائراته ويخوته الخاصة. واليوم لدى تيت البالغ من العمر 36 عامًا أكثر من 6.9 ملايين متابع على موقع تويتر، فكيف نال كل هذه الشهرة؟
كيف أصبح أندرو تيت مشهورًا؟
تعزى بداية شهرة أندرو تيت إلى طرده من برنامج بيغ برذر عام 2016 وما أعقب ذلك من تصريحات له على وسائل التواصل الاجتماعية وفي مقابلات عديدة وصفت بالمسيئة للنساء لدرجة وصفه بـ "ملك الذكورة السامة"، إذ بدأ يلقى شعبية كبيرة حينها بين الشباب صغار السن حول العالم.
ورغم حظر العديد من منصات التواصل الاجتماعي له، فقد نشط متابعوه في تداول مقاطع فيديو لمقابلات معه تحتوي على تصريحات له مسيئة للنساء.
في إحدى المقابلات معه على موقع يوتيوب، قال تيت إنه "بالتأكيد معادٍ للنساء"، وأضاف قائلًا: "أنا واقعي، وعندما تكون واقعيًا، فإنك تكون متحيزًا جنسيًا. ليس هناك طريقة يمكن أن تكون فيها واقعيًا وغير متحيز جنسيًا في الوقت نفسه".
وفي المقطع نفسه يصف النساء بأنهن "كسولات بطبيعتهن"، كما قال تيت في مقابلة أخرى إن النساء يجب أن يتحملن المسؤولية عندما يتعرضن للاعتداء الجنسي، وهو التصريح الذي دفع موقع تويتر لإيقاف حساب تيت، لكنه أعاد تفعيله لاحقًا بعد أن استحوذ إيلون ماسك على الموقع.
وأخيرًا في مقابلة له مع بي بي سي في وقت سابق هذا الشهر، زعم تيت أنه "قوة للخير" وأنه "يعمل بتوجيه من الله لفعل أشياء جيدة".
في أحد مقاطع الفيديو له يجيب تيت عن سؤال حول سبب انتقاله للعيش في رومانيا، فيقول إن "40% من الأسباب على الأرجح" تتعلق بأنه سيكون من الأسهل تجنب المحاكمة على خلفية تهم اغتصاب. لكنه يستدرك قائلًا: "أنا لست بالمغتصب لكنني أحب فكرة أن أكون قادرًا على فعل ما أريد. أحب أن أكون حرًا."
ثم في عام 2022 أعلن تيت اعتناقه للإسلام، الأمر الذي زاد شعبيته بين الشبان المسلمين حول العالم، وخاصة في بعض الدول الأوروبية، مثل بريطانيا.
بعد ذلك في نهاية العام الفائت، اعتقل تيت الذي كان هاربًا من السلطات الرومانية، وقد استدلت الشرطة عليه حينها من خلال صور له كان قد نشرها أثناء مشادة كلامية دارت بينه وبين الناشطة البيئية، غريتا ثنبيرغ.
كيف أصبح أندرو تيت مليونيرًا؟
يقول تيت إنه صنع ثروته التي تقدر بالملايين بنفسه بواسطة "عمل تجاري معتمد على كاميرا ويب بدأ في شقتي." ويضيف أنه دعا جميع صديقاته السابقات للمشاركة في هذا العمل وأن العمل ازدهر لدرجة أنه في مرحلة معينة أصبح لديه 75 امرأة يعملن لصالحه في أربعة مواقع مختلفة، "وأصبحت أجني 600,000 دولار في الشهر باستخدام كاميرا الويب"، على حد قوله.
كما أنه في تصريح له على موقعه الإلكتروني الخاص، لكنه حذف لاحقًا، قال إنه شغّل نساء في "صناعة الترفيه الخاصة بالبالغين"، وأضاف قائلًا: "كان عملي يتمثل في مقابلة الفتاة والخروج معها في بضع مواعيد غرامية ثم النوم معها لأختبر مدى جودة عملها، ثم أجعلها تقع في غرامي لدرجة جعلها تفعل أي شيء أطلبه منها، ثم أصورها على كاميرا ويب لنصبح أثرياء سوية."
لكن تيت في المقابل عندما سئل مؤخرًا من قبل صحفيين عن الثروة التي جناها من خلال الاتجار بالنساء، قال إنه لم يجنِ أي شيء.
