07-أغسطس-2024
المخيم تجربة فريدة لكيفية مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل استمرار الحرب (فيسبوك)

المخيم يقدم مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة في ظل استمرار الحرب (فيسبوك)

يعتبر مخيم "بسمة أمل" حالة فريدة بين مخيمات النزوح في القطاع، بما يحمله من قصص مؤلمة وملهمة في ظل استمرار حرب إسرائيل العدوانية، إذ يأوي 100 عائلة نازحة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

يقع المخيم في دير البلح وتشرف عليه شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، وهو المخيم الأول الذي تم إنشاؤه لتقديم خدمات تخصصية للأشخاص ذوي الإعاقة ودون الإعاقة، في ظل انهيار المنظومة الصحية بعد أن دمر الاحتلال غالبية المرافقة الصحية وأخرجها عن الخدمة، من بينها المرافق التي تهتم بمتابعة شؤون هذه الفئة.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تواجه هذه الشريحة من المواطنين ظروفًا أصعب من جهة التنقل، إلى جانب الوضع النفسي الكارثي نتيجة حالتهم الخاصة.

يقع مخيم "بسمة أمل" في دير البلح وتشرف عليه شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، وهو المخيم الأول الذي تم إنشاءه لتقديم خدمات تخصصية لذوي الإعاقة

ويوجد في المخيم أشخاص يعانون من أشكال مختلفة من الإعاقة، منها السمعية أو البصرية أو الحركية، أو الإعاقات المزدوجة. ويقدم القائمين على المخيم خدمات تتراوح بين توفير المأوى وبعض الخدمات الأساسية التي تلائم ظروفهم، إلى جانب المتابعة الدورية والرعاية اللازمة.

يشير مدير جمعية "أطفالنا للصم" فادي عابد، في حديثه لـ"التلفزيون العربي"، إلى أهمية وجود المخيم في قطاع غزة، حيث جاء استجابة للاحتياج الكبير لوجود مكان لإيواء الأشخاص ذوي الإعاقة.

وقال: "كانت تصلنا مناشدات كثيرة حول الحاجة إلى وجود أماكن خاصة بهم وتقدم الخدمات المناسبة لهذه الفئة"، وأضاف: "تم تنفيذ الفكرة بالشراكة بين ثلاث مؤسسات وهي: مؤسسة أطفالنا الصم، وجمعية الإغاثة الزراعية، والهلال الأحمر الفلسطيني، ليكون نموذجًا للمواصفات العالمية، بحيث يحافظ على كرامة المواطن الفلسطيني".

وعن إمكانية الدمج المجتمعي لهذه الفئة في ظل الحرب التي يشهدها القطاع، قال عابد: "هذا المخيم أنشئ وفق المنهج الشمولي لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة ودون الإعاقة، حيث يقدم في هذا المخيم كل الخدمات، التعليمية والرعاية النفسية وحتى الخدمات الطبية"، وتابع: "هذا المخيم يسكون نموذج للمؤسسات لكيفية إدارة المخيمات بهذه الطريقة للفئات ذوي الإعاقة ودون الإعاقة".

وخلال زيارته لمخيم "بسمة أمل"، أكّد نائب مدير شؤون "الأونروا" في قطاع غزة، سكوت أندرسون، التزام المنظمة الأممية بتقديم المساعدة والدعم للنازحين، وقال: إنه "لأمر رائع حقًا أن يجد بعض الأشخاص الأكثر ضعفًا هنا في غزة – أولئك الذين يعانون من إعاقات – مكانًا آمنًا يحتمون فيه"، وأضاف: "هناك الكثير من العمل الذي يتطلب إنجازه بالنسبة للأشخاص الآخرين من ذوي الإعاقة، لذلك سنستمر في المضي قدمًا وتقديم المساعدة بقدر ما نستطيع".

وشدّد المسؤول الأممي على أهمية إعادة بناء المرافق الحيوية التي دمرها الاحتلال، مثل المطعم الذي كانت تديره جمعية "أطفالنا للصم"، والذي كان "يمثل رمزًا للاندماج والتمكين لذوي الإعاقة".

وتابع: "أتذكر جيدًا المطعم الذي كانت تديره جمعية أطفالنا. كنا نأخذ الممولين والزوار إلى هناك باستمرار وكان واحدًا من الأماكن المفضلة بالنسبة لي في غزة. نعلم أنه يتعين علينا العمل من أجل إعادة بنائه، وإعادة بناء ورش العمل، ومواصلة العمل الرائع الذي قامت به جمعية أطفالنا لدمج الأشخاص الصم بشكل خاص في المجتمع".

تجدر الإشارة إلى أن المخيم تم افتتاحه في نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي، من طرف الهلال الأحمر الفلسطيني بالتعاون مع التعاون مع جمعية "أطفالنا للصم" وجمعية "الاغاثة الزراعية"، ويأتي في إطار تقديم يد العون للأشخاص ذوي الإعاقة، لتعزيز صمودهم والتخفيف من معاناتهم، لاسيما في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.