11-أغسطس-2024
مراكز الإيواء

فلسطينيون يتفقدون موقعًا لغارة إسرائيلية برفح في كانون الثاني/يناير الماضي (رويترز)

استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي سبع مدارس تؤوي نازحين فلسطينيين هربوا إليها بحثًا عن ملاذ بعد أن دُمرت منازلهم، وهجروا منها قسرًا منذ الأول من آب/أغسطس الجاري، ما يرفع عدد المراكز والمدارس النازحين التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى نحو 180 مركزًا ومدرسة.

وقالت وكالة "الأناضول" إن قصف جيش الاحتلال للمدارس السبع أسفر عن استشهاد أكثر من 179 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، بالإضافة إلى مئات الإصابات.

سبع مدارس في 10 أيام

فقد أشارت الوكالة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شن هجومًا بالطيران الحربي استهدف مدرسة "دلال المغربي" في حي الشجاعية، شرق غزة، في اليوم الأول من الشهر الجاري، مما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيًا، بينهم طفلان، وزعم جيش الاحتلال أن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يتخذونها مخبأ لهم.

استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي سبع مدارس تؤوي نازحين فلسطينيين هربوا إليها بحثًا عن ملاذ بعد أن دُمرت منازلهم

كما استهدف جيش الاحتلال مدرسة "حمامة" في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في اليوم الثالث من الشهر الجاري، وأسفر قصف الاحتلال للمدرسة  عن استشهاد 17 فلسطينيًا، وإصابة آخرين بينهم أطفال ونساء، وزعم الاحتلال الإسرائيلي أيضًا أن "حماس" تستخدم المدرسة كـ"مجمع قيادة وسيطرة تابعًا لحماس".

وجدد جيش الاحتلال استهداف المدارس التي تؤوي النازحين الفلسطينيين من مختلف أنحاء قطاع غزة في اليوم الرابع من الشهر الجاري، حيث أسفر قصف الاحتلال لمدرستي "حسن سلامة" و"النصر" عن استشهاد 30 فلسطيني، فضلًا عن إصابة العشرات بجروح خطيرة.

وعاد الاحتلال لتكرار مزاعمه السابقة في القصف الذي استهدف المدرستين، وادعى أنه استهدف في قصفه مدرسة تستخدم لإيواء النازحين بمدينة غزة قائد "كتيبة الفرقان" التابعة لـ"حماس"، جابر عزيز.

وأقر جيش الاحتلال بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مدرستي "الزهراء" و"عبد الفتاح حمود"، اللتين تؤويان نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة، في الثامن من الشهر الجاري، زاعمًا أنهما استُخدمتا "كمخابئ" من قبل مقاتلين "حماس".

وفجر أمس السبت، قصف جيش الاحتلال مدرسة "التابعين" في حي الدرج، شرقي مدينة غزة وسط القطاع، ما أوقع أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى، بينهم نساء وأطفال.

وزعم جيش الاحتلال معترفًا بقصف مدرسة "التابعين"، على أنها "مركز القيادة والسيطرة التابع لحماس داخل المدرسة كان بمثابة مخبأ لقادة الحركة، حيث تم التخطيط لشنّ هجمات مختلفة من هناك على إسرائيل"، على حد قوله.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب مذبحة داخل مدرسة "التابعين" بمدينة غزة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد، وأوضح المكتب، في بيان له، أن "جيش الاحتلال قصف النازحين مباشرةً خلال تأديتهم صلاة الفجر، وهذا ما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع".

الاحتلال يسوق للادعاءات ذاتها

وأشار الدفاع المدني في غزة إلى أن جيش الاحتلال استهدف 180 مدرسة ومركز إيواء في مختلف أنحاء القطاع منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أن بعض هذه المدارس رسمية (حكومية)، وبعضها الآخر يتبع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وفي تعليقه على تكرار جيش الاحتلال مزاعمه بشأن استهداف المدارس التي تؤوي النازحين بحجة استخدامها كمخبأ لقادة ومقاتلي "حماس"، اعتبر رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، في حديثه لـ"الأناضول" أن "تبرير الجيش الإسرائيلي المجزرة بالقول إنه استهدف موقعًا عسكريًا غير مثبت، ولا يعد مبررًا لقتل هذا العدد الكبير من المدنيين".

وأضاف عبده بأنه: "لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في قتل وحرق وجرح مئات المدنيين يوميًا، ثم الادعاء بوجود أهداف عسكرية في الأماكن المستهدفة دون تقديم أدلة حقيقية أو السماح لجهات دولية مستقلة بالتحقق من صحة هذه الأدلة".

وشدد رئيس المرصد الحقوقي على أن "إسرائيل في كل مرة ترتكب مجزرة، تسوق لذات الادعاءات باستهداف مواقع أو قيادات عسكرية، ورغم أن هذه الادعاءات ثبت عدم صحتها".

سياسة ممنهجة لطرد السكان

وكان المرصد الأورومتوسطي قد أعاد التذكير بأن جيش الاحتلال "كثف من سياسة قصف المدارس المستخدمة مراكز إيواء للنازحين في مدينة غزة، بالتزامن مع إصدار أوامر إخلاء قسري غير قانونية من شمال غزة إلى جنوبها، ضمن سياسة ممنهجة لطرد السكان من منازلهم وأماكن نزوحهم وحرمانهم من أي استقرار".

وأحال المرصد سياسة الإخلاء القسري التي ينتهجها جيش الاحتلال لـ"أسباب تبدو انتقامية وسياسية بهدف تفريغ مدينة غزة، وقتل أكبر عدد من نخبها، وتحويلها إلى مدينة غير قابلة للحياة، في ظل غياب مبدأ الضرورة العسكرية".

وشدد المرصد الحقوقي على أن جيش الاحتلال "يتعمد تدمير ما تبقى من مراكز الإيواء لحرمان الفلسطينيين مما تبقى من أماكن قليلة تؤويهم بعد التدمير الممنهج للمنازل ومراكز الإيواء، بما فيها المدارس والمنشآت العامة طوال الأشهر العشر الماضية".

وبيّن أن تتبع منهجية القصف الإسرائيلي يشير إلى "وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة، وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًا، من خلال استمرار القصف على امتداد القطاع والتركيز على استهداف مراكز الإيواء بما فيها تلك المقامة في مدارس ’الأونروا’".

وأكد المرصد الأورومتوسطي على أن "المدنيين في قطاع غزة يدفعون ثمن الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك على نحو جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني، وبخاصة مبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية".