31-مايو-2024
نازحون فلسطينيون في مدرسة تابعة للأونروا

يعمّق الاحتلال الأزمة الإنسانية بغزة (الأونروا)

في إطار الأزمة الإنسانية القائمة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وبفعله، قبل 238 يومًا، يواجه النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة أزمات عديدة لم تبدأ اليوم بطبيعة الحال، لكنها تفاقمت في أعقاب العملية العسكرية البرية الإسرائيلية في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.

ومع استمرار العملية في رفح والعدوان على القطاع، تتزايد التحديات الإنسانية دون توفّر ما يخفّف من حدتها على النازحين، سيما حين يتعلق الأمر بالأمراض والغذاء.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الجمعة، إن اكتظاظ مخيمات النازحين في قطاع غزة، إضافةً إلى نقص النظافة، يزيدان من انتشار الأمراض المعدية في ظل عدم توفّر لقاحات وأدوية كافية للتعامل معها.

حذّر المكتب الإعلامي بغزة من اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء وتفاقم المجاعة والعطش بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات والوقود إلى القطاع

وبينما أشارت إلى أن اللقاحات والأدوية في القطاع غير كافية، في منشور على حسابها في منصة "إكس"، شدّدت الوكالة على وجود: "حاجة ماسة لوصول آمن وغير مقيّد لفرق الإغاثة والمساعدات".

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، ينس لاركي، في مؤتمر صحفي بجنيف، إن: "المساعدة التي تدخل لا تصل إلى السكان وهذه مشكلة كبرى".

وأكد لاركي على وجود حاجة ماسة إلى "مساعدة إضافية". كما شدّد: "على أن واجب السلطات الإسرائيلية عملًا بالقانون والقاضي تسهيل المساعدة لا يتوقف عند الحدود".

وأضاف: "هذا الواجب لا يتوقف عندما تعبر الشاحنات الحدود ببضعة أمتار فتغادرون في الاتجاه الآخر وتتركون العاملين الإنسانيين يعبرون مناطق المعارك النشطة للوصول إليها، وهو أمر لا يمكنهم القيام به".

وبينما دعا إلى وصول آمن وبلا عقبات للمساعدات إلى الناس في غزة، أعرب عن أمله في: "أن يحترم جميع الأطراف واجباتهم عملًا بالقانون. لذلك لدينا تدابير إبلاغ وفض النزاع. يعود لهم أن يكونوا بمستوى واجباتهم".

وفي سياق متصل، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، اليوم الجمعة، من اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء وتفاقم المجاعة والعطش بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي، والإدارة الأميركية، إدخال المساعدات والوقود إلى قطاع غزة. كما حمّلهما المسؤولية الكاملة عن كارثة إنسانية وشيكة.

وقال المكتب، في بيان عبر "تلغرام"، إن جيش الاحتلال يواصل: "إغلاق جميع المعابر والمنافذ المؤدية إلى قطاع غزة منذ 24 يومًا، بدعم كامل وبمباركة وتأييد من الإدارة الأميركية، مما يُنذر بتفاقم أزمات الغذاء والماء والدواء، وهو ما يعزز فرص وقوع مجاعة حقيقية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية ينفذها الاحتلال وتدعمها الإدارة الأميركية".

وأضاف: "مضى 24 يومًا على احتلال معبر رفح البري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإغلاق معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى وقوع أزمات إنسانية مركّبة بمنع 22.000 جريح ومريض من السفر لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، وكذلك بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التموينية لقطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة 2.4 مليون إنسان، بينهم أكثر من 2 مليون نازح يعيشون على المساعدات بشكل أساسي ووحيد.

ويعزّز ما سبق، إضافةً إلى فقدان ربع مليون رب أسرة لأعمالهم ووظائفهم بسبب الحرب المتواصلة، وأزمة السيولة النقدية نتيجة ذلك، فرص تعميق المجاعة بشكل واضح.

وأشار المكتب أيضًا إلى منع الاحتلال: "إدخال الوقود وغاز الطهي والدواء ضمن سياسة الضغط على المدنيين والأطفال والنساء، وهي جريمة ضد الإنسانية، مما أدى إلى توقف أكثر من 98% من مخابز قطاع غزة عن العمل بسبب انعدام غاز الطهي، وكذلك توقف أكثر من 700 بئرٍ للمياه عن العمل بسبب الاستهداف ومنع إدخال الوقود، مما يُعزز فرص تعميق المجاعة والعطش ضد المدنيين وخاصة ضد الأطفال والنساء".