23-يناير-2024
معتز عزايزة فوق أنقاض المباني المدمّرة في غزة

الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة (من حسابه الشخصي في إنستغرام)

بعد أكثر من 100 يوم عكف خلالها على توثيق يوميات الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، أعلن الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، اليوم الثلاثاء، خروجه من القطاع الذي غادره أمس الإثنين نحو مطار العريش في مصر، ومنه باتجاه العاصمة القطرية الدوحة التي وصلها مساءً.

وقال عزايزة، وهو صحفي يعمل بشكل مستقل، في مقطع فيديو صوّره أمس الإثنين، ونشره اليوم: "إذًا، وهي الكلمة الشهيرة التي ردّدتها طوال 107 أيام، هذه هي المرة الأخيرة التي سترونني فيها بهذه السترة الثقيلة والكريهة الرائحة". وأضاف: "لقد قررت المغادرة (...) لكن إن شاء الله سأعود للبناء، والمساعدة في بناء غزة مجدّدًا"، وذلك قبل أن يخلع سترته ويودّع أصدقاءه.

عكف معتز عزايزة، منذ اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على توثيق جرائم الاحتلال ومواكبة معاناة سكان القطاع

وأرفق معتز الفيديو بنص قصير كتب فيه: "اضطررت إلى الإخلاء لأسباب كثيرة، تعرفون كلكم بعضًا منها، ولكن ليس كلها. شكرًا لكم جميعًا. صلّوا من أجل غزة".

برز عزايزة عربيًا وعالميًا خلال الحرب الحالية على قطاع غزة، حيث عكف منذ اليوم الأول للعدوان على توثيق جرائم الاحتلال ومواكبة معاناة سكان غزة بمعداته البسيطة. وقد ركّز على التفاصيل التي تكشف فداحة ما خلّفه العدوان الهمجي من كوارث، وساعده إتقانه للغة الإنجليزية في نقل ما يحدث في القطاع إلى شريحة واسعة من المتابعين في مختلف دول العالم.

يتابع الصحفي الفلسطيني البالغ من العمر 24 عامًا، أكثر من 12 مليون مستخدم عبر تطبيق "إنستغرام". وكغيره من الغزيين، فقد عزايزة 15 فردًا من أسرته في قصف استهدف المبنى الذي كانت تقطنه العائلة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأثار خروجه من غزة الكثير من الجدل في منصة "إكس"، حيث انقسم المتفاعلون مع خروجه بين من يرى أنه أنجز مهمته على أكمل وجه خلال أكثر من 100 يوم من العدوان، واستطاع نقل معاناة سكان غزة الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الحالي. وبين من اتهمه بالتخلي عن مسؤولياته في غزة، بل إن البعض ذهب إلى اتهامه بالخيانة.

في المقابل، تساءل العديد من مستخدمي المنصة عن مدى إمكانية صمود الصحفيين في قطاع غزة، سيما أن خروج عزايزة يأتي بعد نحو أسبوع من خروج مراسل ومدير مكتب قناة "الجزيرة" في غزة وائل الدحدوح إلى العاصمة القطرية من أجل العلاج.

ومنذ بداية عدوانها الهمجي على القطاع، قتلت "إسرائيل" أكثر من 110 صحفيين استُشهد معظمهم نتيجة استهدافهم بشكل مباشر، بهدف إسكات أصواتهم والتعتيم على جرائمها بحق المدنيين العُزّل في القطاع المنكوب.

كما سبق أن أكّد "الاتحاد الدولي للصحفيين" أن خطر الموت بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، أعلى من: "خطر الموت بالنسبة للجنود على الخطوط الأمامية في جبهات القتال"، حيث قال نائب الأمين العام للاتحاد، تيم داوسون، إن مقتل الصحفيين في غزة أصبح بمثابة حدث يومي.