يُضيء المعرض التوثيقي "بدايات الصحافة العربية" الذي يحتضنه "متحف نابو" في منطقة الهري شمال لبنان، حتى السادس عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، على محطات مختلفة تقدّم لمحطات مفصلة لماضي المنطقة وتاريخها من خلال أكثر من 400 صحيفة ومجلة عربية جمعها الباحث والمؤرخ اللبناني بدر الحاج على مدار نحو 5 عقود.
يوثّق المعرض الذي افتُتح في العاشر من حزيران/ يونيو الفائت، ويُعتبر الأول من نوعه في العالم العربي، لنشأة الصحافة العربية وتحولاتها خلال الفترة الممتدة من مطلع القرن التاسع عشر، وحتى مطلع خمسينيات القرن العشرين. وتتنوع الصحف والمجلات المعروضة بين مجالات مختلفة تشمل السياسة، والأدب، والعلوم، والطب، والسخرية، والنقد، والفنون، وغيرها.
يمثِّل المعرض دعوة لاستكشاف الأحوال السياسية والاجتماعية والثقافية للعالم العربي خلال الفترة بين مطلع القرن التاسع عشر وحتى مطلع خمسينيات القرن الفائت
وتمثِّل الصحف والمجلات المختارة بلدانًا عربية مختلفة، مثل سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر وتونس والجزائر. كما لا تقتصر على العالم العربي فقط، بل تشمل أيضًا الصحف العربية الصادرة في المهجر، لا سيما في أمريكا اللاتينية.
تحضر الصحافة اللبنانية في المعرض عبر صحف ومجلات عدة، أهمها "حديقة الأخبار" التي أسسها خليل الخوري في كانون الثاني/ يناير 1958، وهي أول صحيفة تصدر باللغة العربية في بيروت. ومن مصر، يعرض المنظمون عدة صحف ومجلات منها صحيفة "الوقائع المصرية" التي أسسها محمد علي باشا عام 1828، وصدر العدد الأول منها في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه، وتُعد أول صحيفة عربية تصدر بصورة منتظمة في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، يقول المنظمون إن أول الصحف العربية: "صدرت في القاهرة سنة 1799 بعنوان "الحوادث اليومية"، وهي صحيفة يومية رسمية أنشأها نابليون الأول عندما كان قائدًا للجيوش الفرنسية في وادي النيل". أما الجريدة العربية الأولى التي أصدرها عربي، فهي "مرآة الأحوال" التي أصدرها الشاعر السوري رزق الله حسّون عام 1855، وتوقفت عن الصدور بسبب نقدها الشديد للسياسة العثمانية.
ومن الصحف والمجلات المعروضة، نذكر: "الفتاة" التي أسستها اللبنانية هند نوفل في الإسكندرية عام 1892، وهي أول مجلة نسائية في العالم العربي. و"القدس" التي أسسها جرجي حنانيا عام 1910، و"السائح" التي أصدرها عبد المسيح حداد في نيويورك في 22 نيسان/ أبريل عام 1912. بالإضافة إلى: "الشرق"، و"البردوني"، و"الأمة"، و"الوطن"، و"الميثاق"، و"القبس"، و"النهار"، و"حمص"، و"الأرجنتين"، و"المجلة".
وإلى جانب رصد نشأة وتطور الصحافة العربية، يمثِّل المعرض دعوة لاستكشاف الأحوال السياسية والاجتماعية والثقافية للعالم العربي خلال الفترة بين مطلع القرن التاسع عشر وحتى مطلع خمسينيات القرن الماضي، إذ تقدّم الصحف والمجلات المعروضة ما يكفي من المعلومات التي تُساعد المتفرج في تخيّل تلك الحقبة، بل وإعادة كتابة تاريخ المنطقة.
