ألترا صوت – فريق التحرير
يستضيف غاليري "Art Talks" في حي الزمالك بالعاصمة المصرية القاهرة، حتى 15 كانون الثاني/ يناير الجاري، معرضًا استعاديًا للفنان التشكيلي الأرميني – المصري شانت أفيديسيان (1951 – 2018)، الذي يُعد أحد أبزر الفنانين المصريين المعاصرين الذين انشغلوا بتوثيق ملامح المجتمع المصري، وتصوير رموزه الفنية والسياسية والتاريخية الشهيرة.
تشكل أعمال شانت أفيديسيان وثيقة بصرية ترصد جوانب مختلفة من أحوال المجتمع المصري بين ستينيات وسبعينيات القرن الفائت
يضم المعرض الذي افتُتح في 22 كانون الأول/ ديسمبر الفائت تحت عنوان "شانت.. أغنية مصرية"، مجموعة متنوعة من أعمال الفنان الأرميني الراحل التي انتقاها المنظمون، بحسب ما جاء في الورقة التعريفية للمعرض، من مقتنيات جورج ميكاليان (1914 – 1986)، الذي يُعتبر من أبرز رعاة الفنون التشكيلية في مصر خلال القرن الفائت.
اقرأ/ي أيضًا: مذكرات عمر وصفي.. شاهد عيان على نشأة المسرح في مصر
تشكل الأعمال المعروضة، والموزعة على الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والرسم، وثيقة بصرية ترصد جوانب مختلفة من أحوال المجتمع المصري بين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وتقدّم، في الوقت نفسه، لمحات عن طبيعة الحياة اليومية المصرية، لا سيما في الريف الذي شغل حيزًا واسعًا من منجز أفيديسيان.
تصوِّر أعمال شانت أفيديسيان ثلاثة مواضيع رئيسية هي الريف، والمدينة، ورموز النهضة الفنية المصرية. وتتوزع، زمنيًا، على مراحل وحقب تاريخية مختلفة، مثل العصور المصرية القديمة، والعصور الإسلامية، عصر الدولتين الأموية والفاطمية تحديدًا، وصولًا إلى عهد الأسرة العلوية، ومرحلة ما بعد ثورة 20 تموز/ يوليو 1952.
قدّم الفنان الأرميني الراحل في الموضوع الأول، الريف، لوحات تصوّر واقع الحياة اليومية في الريف المصري، وأخرى ترصد أبرز معالمه، مثل المراكب الشراعية التي تشتهر بها نوبة مصر، وملابس نساء الصعيد التراثية، وحلي نساء ريف الدلتا، وذلك بالإضافة إلى بورتريهات لوجوه سكان الصعيد، خاصةً النساء.
في الموضوع الثاني، المدينة وما يرتبط بها، يركز أفيديسيان على معالم المدينة المصرية الشهيرة، مثل المساجد والمباني السكنية والمقاهي التي وثقها في صوره الفوتوغرافية، ولوحاته التي أبرز بعضها خصوصية الفن المعماري الإسلامي الذي تميّزت به مصر في عهد الدولتين الأموية والفاطمية. في حين سلطت لوحات أخرى الضوء على فن العمارة الباروكية، التي انتشرت في مصر خلال سنوات حكم الأسرة العلوية.
أما لوحات الموضوع الثالث، فهي عبارة عن بورتريهات لعددٍ من أشهر رموز النهضة الفنية في مصر خلال خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الفائت، مثل أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وفاتن حمامة، وأسمهان، وتحية كاريوكا، وفريد الأطرش، وغيرهم من رواد الفن المصري.
تصوِّر أعمال أفيديسيان ثلاثة مواضيع رئيسية هي الريف، والمدينة، ورموز النهضة الفنية المصرية. وتتوزع، زمنيًا، على مراحل وحقب تاريخية مختلفة
وبالإضافة إلى ما سبق، رسم شانت أفيديسيان عددًا كبيرًا من الوجوه التي تنوعت بين وجوهٍ فرعونية، وأخرى صعيدية. كما رسم أيضًا بورتريهات لعددٍ من أبرز وجوه السياسة في مصر، مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والملك فاروق الأول، وغيرهما. ناهيك عن بورتريه لجمال الدين الأفغاني، الذي يُعتبر أحد أبرز أعلام النهضة في القرن التاسع عشر.
اقرأ/ي أيضًا: نحّات العواء الإنسانيّ
رسم الفنان الأرمني الراحل أيضًا مشاهد متنوعة من مختلف مناطق مصر، حيث تظهر في بعض لوحاته أشجار النحيل التي تنتشر في ريف مصر وصعيدها، وتوثق لوحات أخرى طقوس الفلاحة المصرية، والأجواء الروحانية، وغيرها من التفاصيل التي تجعل من لوحاته سيرة بصرية لهوية المجتمع المصري وتحولاته.
اقرأ/ي أيضًا:
حوار| بيار سولاج: يرشدني ما يحدث على اللوحة إلى ما أريد رسمه
معرض "المهاجرون العرب في الولايات المتحدة".. السعي وراء الحلم