يقام في غاليري هايوارد (Hayward Gallery) في لندن معرض للفنان البريطاني مايك نيلسون، وهو عبارة متاهة من التركيبات الفريدة تحت عنوان "Extinction Beckons" الذي يشير بشكل صريح خطر الانقراض، خصوصًا على خلفية الأزمة المناخية العالمية التي لا يبدو أنّ هناك استعدادًا لدى حكومات عالمنا لوضع حدّ لها.
في الوقت ذاته، يمثل المعرض الذي يستمر حتى السابع من أيار/مايو المقبل دراسة استقصائية عن مسيرة نيلسون الفنية والمهنية.
تتناول أعمال مايك نيلسون موضوعات التاريخ والذاكرة والهوية الثقافية، وهو معروف بقدرته على إنشاء أجواء مثيرة للتفكير تتحدى تصورات المشاهدين عن المكان والزمان
يقوم المعرض على تجهيز واحد موزع على عدة أقسام، كل قسم منه في غرفة. تحتوي سلسلة الغرف المترابطة في كل جزء منها منها على أشياء وأغراض وصور وأعمال فنية مختلفة، مشكّلةً بذلك ما يشبه المتاهة، وعلى الزوّار عند استكشافهم الغرف ومحتوياتها أن يصدموا بحيوانات محنطة وأثاث عتيق ومفاجأت أخرى، ليشكل من كل ذلك قصة، هي في الحقيقة رحلة في عالمنا الذي يمضي بخطا واثقة نحو موته. وهكذا تحتوي الغرف على ما يمثّل برجي التجارة في نيويورك، ومصاعب حياة العمّال في الهند، إلى جانب صور لفنانين من عصرنا، مع تماثيل قديمة.
أنشأ نيلسون مشاهد هذه الرحلة الآسرة بمواد جمعها من الشوارع، ومن مكبات القمامة، ومن الأسواق المتخصصة بالسلع المستعملة، في محاولة جديدة منه للتأكيد على أهمية تكرير النفايات، وفي الوقت نفسه للتأكيد على أنّ الفن نفسه ليس سوى إعادة تكرير للواقع الحيّ بصور وكتل وتماثيل وأفكار.
مايك نيلسون هو فنان بريطاني اشتهر بتجهيزاته التي تجمع الخيال والواقع، وبات يركز في الفترات الأخيرة على إعادة إحياء المهمل في أشكال ذات معنى أو تروي قصة.
غالبًا ما تتناول أعماله موضوعات التاريخ والذاكرة والهوية الثقافية، وهو معروف بقدرته على إنشاء أجواء مثيرة للتفكير تتحدى تصورات المشاهدين عن المكان والزمان.
نيلسون في معرضه هذا مثل عامل تنظيف في عالم بائس، عمله الذي يذكرنا بجنون الخيال العلمي هو في العمق تعليق على الوعود الفاشلة للحداثة والحركات السياسية.
بهذا المعنى، متاهة نيلسون هي لقطات للوعود الضائعة. تريد أن تحث المتلقي على التفكير في طرق بديلة للعيش والتفكير، والاستفادة من التقاليد والمعتقدات القديمة، بدلًا من الغرق في عالم عولمة الاستهلاك.