أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال لاعب كمال الأجسام، معزز عبيات، في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بعد اقتحام منزل العائلة، فجر الأربعاء، فيما أعربت عائلته عن مخاوفها على حياته جراء الضرب المبرح الذي تعرض له أثناء عملية الاعتقال.
وقال خليل عبيات لموقع "ميدل إيست آي" إن ابنه "لا يزال مريضًا جدًا وكان يتلقى العلاج بعد فترة إعتقال سابقة"، وأضاف: "لا نعرف لماذا أخذوه، لم يفعل أي شيء لم يغادر المنزل"، وتابع: "لقد أخذوه وضربوه، ليس لدي أي فكرة عن مكانه وفي أي سجن. أنا عاجز عن تقديم إجابة، إنه مريض جدًا، إنه في حالة نفسية سيئة، لم يتعاف من فترة السجن حيث أسيئت معاملته".
بدت على معزز لحظة الإفراج عنه من سجون الاحتلال قبل أشهر، علامات الهزال وعدم القدرة على المشي دون مساعدة، وأخذت ذراعه اليمنى ترتجف
وأفرج عن معزز، البالغ من العمر 39 عامًا، قبل ثلاثة شهور، في وضع صحي صعب وصادم جراء عمليات التعذيب التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله الإداري التي استمرت لمدة 9 شهور. وبدت عليه لحظة الإفراج عنه علامات الهزال، وعدم القدرة على المشي دون مساعدة، وأخذت ذراعه اليمنى ترتجف، فيما بدت على وجهه علامات الارتباك.
نادي الأسير الفلسطيني قال إن مرض الجرب هو من أبرز الأمراض التي يعاني منها الأسرى بعد الإفراج عنهم.
اقرأ أكثر: https://t.co/DIKmIgT2IW pic.twitter.com/5yU5Ak3xQL— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 17, 2024
وقال معزز في حديث سابق مع موقع "ميدل إيست آي"، إنه تعرض للضرب بقضيب حديدي، وتم تقييده بسلاسل حديدية أثناء استجوابه في مركز تحقيق عسكري بالقرب من مستوطنة "غوش عتصيون"، وتم تجويعه وحرمانه من النوم، وأكد أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير شارك في تعذيبه. موضحًا أن حالته ليست استثنائية، حيث يواجه كل أسير فلسطيني ظروفًا مشابهة.
وخلال تواجده في المستشفى، كان معزز غير قادر على استيعاب حقيقة المكان الذي يتواجد فيه ومن حوله، ويعتقد أنه لا يزال قيد الاعتقال، وأن من حوله سجّانون. وظهر من حديث معزز أنه لم يتمكن من إدراك واقعه الجديد، فيما تضمن حديثه جملًا غير مفهومة، وأخرى توحي أنه ما يزال يعيش حالة نفسية صعبة للغاية.
وقبل اعتقاله كان معزز رجلًا ضخم البنية، فهو لاعب كمال أجسام هاوٍ، وبلغ وزنه 109 كيلوغرامات، وكان يحظى ببنية عضلية لافتة، لكنه فقد أكثر من نصف وزنه بعد الفترة التي قضاها في المعتقل.
وخلال التسعة شهور التي قضاها في المعتقل لم توجه أي اتهامات إليه، حيث تم احتجازه بموجب الاعتقال الإداري، وهو إجراء يسمح باحتجاز الأسير بتوصية من الحاكم العسكري في إدارة الاحتلال، بعد جمع معلومات من المخابرات تصنف على أنها "سرية"، دون توجيه أي تهم إليه.
وتمثل قصة معزز واحدةً من القصص المروعة عن الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.