09-أكتوبر-2024
حاصرت قوات الاحتلال مكان تواجد الصبية زمزم ووالدتها وأخواتها وقصفته (منصة إكس)

حاصرت قوات الاحتلال مكان تواجد الصبية زمزم ووالدتها وأخواتها وقصفته (منصة إكس)

نزحت الصبية زمزم العجرمي وعائلتها إلى جمعية تأهيل المعاقين في جباليا شمال القطاع، وهي المنطقة التي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها منطقة عسكرية، وبدأ عملية توغل داخلها، وحاصر عشرات العائلات داخل المنازل والمدارس ومراكز تؤوي النازحين.

وبعد حصار المنطقة قامت قوات الاحتلال بقصف مقر جمعية تأهيل المعاقين، حيث تواجدت عائلة زمزم، فأدى ذلك إلى استشهاد والدتها، فيما نجت الصبية وأخواتها لكنهن حوصرن بين الركام.

وبعد عدة أيام تمكنت زمزم وأخواتها من الخروج من الحصار، وهن بحسب الصحفي وائل الحلبي، موجودات في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وهو المستشفى الذي طالب جيش الاحتلال بإخلائه فورًا من المرضى والجرحى والطاقم الطبي، مهددًا بتدميره. وهذا ما يعرض حياتهن ومن معهم للخطر مرة أخرى.

تمكنت زمزم وأخواتها من الخروج من الحصار، وهن بحسب الصحفي وائل الحلبي متواجدات في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة

وكانت الصبية زمزم، البالغة من العمر 15 عامًا قد ناشدت باكية في مكالمة هاتفية من يسمعها بتقديم يد المساعدة لإخراجها ووالدتها وخالتها وأخواتها، فهن محاصرات بين الأنقاض منذ عدة أيام دون طعام أو ماء، مع قصف مستمر من حولهن. وقالت: "أنا قمت بتكفين والدتي بيدي، شاهدت أنفاسها الأخيرة دون أن أستطيع القيام بشيء". يشار إلى أن والد زمزم استشهد خلال الحرب السابقة التي شنتها إسرائيل على القطاع واستشهد أخوها قبل ثلاثة أشهر.

وتعيد حادثة الصبية زمزم العجرمي إلى الأذهان قصة الطفلة هند رجب، التي كانت في السادسة من عمرها حين وجدت نفسها محاصرة بدبابات الاحتلال في محيط "دوار المالية" بحي تل الهوى في غزة. كانت داخل سيارة محاطة بجثث أقاربها الشهداء، ولم يبقَ على قيد الحياة سوى هي وابنة خالها ليان، التي كانت تبلغ 14 عامًا، لبعض الوقت.

تلقى الهلال الأحمر الفلسطيني اتصالًا من ليان تطلب المساعدة وتخبرهم أن والديها وإخوتها قد قتلوا جميعًا، وأن هناك دبابة بجانب السيارة، وخلال المكالمة سُمع صوت صراخها وصوت كثيف لإطلاق الرصاص، ثم توقفت المكالمة فجأة. وبعدها عاود فريق الهلال الأحمر الاتصال، كانت هند التي تجيب، صوتها غير مسموع تقريبًا وغارقة في الخوف.

وسرعان ما اتضح أنها الناجية الوحيدة في السيارة، وهي لا تزال في خط النار. وطالب منها فريق الهلال الأحمر الاختباء تحت المقاعد حتى لا يراها أحد. وظل الفريق على الخط مع هند لساعات، لكن الاتصال انقطع فيما بعد. وتوجه طاقم من الهلال الأحمر بتنسيق من خلال الارتباط الفلسطيني من أجل إنقاذها، لكن انقطع الاتصال كذلك مع الطاقم بعد ساعات من انطلاقه لموقع تواجد الطفلة هند.

وبعد 12 يومًا عثر على جثمان الطفلة هند وأقاربها الشهداء داخل السيارة، كما تم العثور على سيارة الهلال الأحمر التي توجهت لإنقاذ هند وقد تعرضت للقصف وبداخلها اثنين من المسعفين شهداء.