منع فيلم مينيونز الجديد في لبنان بسبب "راهبة شريرة".. ما القصة؟

راصد
أحمد خواجة
09-يوليو-2022
the rise of gru characters

في استمرار لحالة التضييق على الحريات العامة في لبنان، أصدر الأمن العام اللبناني قرارًا بمنع عرض فيلم المينيونز الجديد (The Rise of Gru"، وذلك بحجة أنه "يسيء للأديان السماوية"، دون إعطاء تفاصيل أو توضيحات إضافية.

بعض المراقبين يعتقد أن سبب منع الفيلم يعود لتصويره إحدى الراهبات بمظهر الشريرة التي تقوم بضرب الآخرين، بينما رأى ناشطون ومعلقون أن السبب الأساسي هو تضمن الفيلم لقبلة مثلية بين اثنين من المينيونز، بالتزامن مع الجدل الحاد في لبنان حول موضوع المثلية الجنسية وحالة الاستقطاب المتنامية حول الموضوع في البلاد. 

لكن ناشطي وسائل التواصل في لبنان طالبوا بكف يد الأجهزة الأمنية عن الأعمال الفنية التي يجب أن تكون بمتناول الجميع، كما رفضوا ما اعتبروه سياسة التضييق على الحريات العامة والشخصية، فأشار الناشط ضوميط الدريبي إلى أن الفيلم يعرض بشكل طبيعي في الدول المجاورة، ولم يتم منعه في أي بلد باستثناء لبنان.

ونشر نائب مدير التسويق في " أمبير سينما " أنيس ثابت بدوره صورة للراهبة مدار الجدل وهي تحمل عصا للضرب بيدها، وعلّق بالقول : " هذه أقل مخاوفنا اليوم، أعتقد بنسبة 99 % أن فيلم المينيونز سيمنع بسبب هذه الصورة "

فيما اعتبرت إحدى الناشطات أن لبنان "يسمح برهاب المثلية، الفساد، التحرش والاغتصاب، الجرائم ضد النساء، لكنه يمنع الأعمال الفنية مثل مينيونز وقبله لايت يير".

وكان الفيلم الجديد قد أُطلق مطلع الأسبوع الحالي، وحقق نجاحًا واسعًا، بإيرادات فاقت الـ 120 مليون في الأيام الأولى، وانتشر بشكل واسع بين المراهقين، الذين عمدوا إلى لبس زي المينيونز والذهاب إلى السينما وخاصة في الصين وغيرها من الدول حول العالم، مع انتشار الترند عبر تطبيق تيك توك، ما دفع بإدارة السينما في الصين إلى منع هذه الظاهرة بسبب الضوضاء التي افتعلها المراهقون في الصالات.

أفلام منعت من العرض في لبنان في السنوات الأخيرة

ليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها الأمن العام اللبناني بمنع أحد الأفلام من العرض بالسينما لأسباب مختلفة، حيث يضع هذا الجهاز معايير ترضي السلطة الدينية والجهات السياسية الفاعلة، ويقرر من خلالها ما يحقّ للمواطن مشاهدته، وهي سياسة يرفضها الناشطون والحقوقيون في لبنان، ويرون أن لا جدوى منها سوى أنها تعزز سياسة القمع والشعور بالهيمنة ضد المواطن، في وقت يمتلك الأخير اليوم وسائل متعددة تمكنه من مشاهدة الأفلام المحظورة بطرق عديدة، بل أن المنع أحيانًا يشكل حافزًا إضافيًا للناس لمشاهدة الفيلم عبر النت أو غيره.

الحديث عن منع عرض فيلم المينيونز الجديد بلبنان، يأتي بعد أقل من شهر فقط على منع الأمن اللبناني عرض فيلم Light Year للمخرج أنجلوس ماكلاين، بسبب تضمن أحد مشاهده لقبلة بين فتاتين مثليتين، لينضم لبنان يومها إلى لائحة من 14 دولة منعت الفيلم من دخول صالات السينما فيها، من بينها الأردن، مصر والإمارات العربية المتحدة.

وخلال شهر شباط/فبراير الماضي، مُنع فيلم " موت على النيل" (Death On The Nile) من العرض في لبنان بالإضافة إلى دول عربية أخرى، بسبب مشاركة المجندة السابقة في الجيش الإسرائيلي النجمة العالمية غال غادوت ببطولته، والتي خدمت في الجيش الإسرائيلي خلال حرب تموز 2006. قصة الفيلم مأخوذة من رواية للأديبة العالمية أغاثا كريستي تحمل الاسم نفسه، وقد تمّ تصوير مشاهد منه في مصر.

وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية قد منعت في العام 2017 عرض فيلم آخر لـغال غادوت للسبب نفسه، كما أرسلت الوزارة يومها كتابًا إلى المكتب الرئيسي لمقاطعة إسرائيل في دمشق، للمطالبة بإضافة غالوت وأعمالها إلى القائمة السوداء.

ومن المحطات البارزة في هذا المجال، نذكر أيضًا منع عرض فيلم " ذا بوست " للممثل العالمي توم هانكس في العام 2018، بحجة أن مخرجه " ستيفن سبيلبرغ " يهودي وداعم لإسرائيل، بالرغم من الأمن العام اللبناني وافق في البداية على عرضه، إلا أن المنع تمّ بعد تدخل حملة مقاطعة إسرائيل واستجابة لضغوط جهات سياسية من بينها حزب الله. الفيلم يومها كان متوفرًا على موقع نيتفليكس وحقّق أرقام مشاهدة عالية في لبنان.

منع الرقيب في لبنان عرض العديد من الأفلام خلال السنوات الماضية

كذلك منعت السلطات اللبنانية في العام 2014  عرض الفيلم الإيراني " الأكثرية الصامتة تتكلم "، الذي حاكى الاحتجاجات ضد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009، بسبب ما اعتبرته الحكومة اللبنانية " إساءة لدولة أجنبية صديقة"، ما خلق موجة اعتراض واسع في صفوف الناشطين اللبنانيين يومها، طالبوا الحكومة بالتراجع عن القرار.

 

 

 

دلالات:
لبنان الحريات العامة الرقابة