أصبحت اللغة رفًّا في مكتبة قديمة تساعدها حنجرة هزيلة
يملؤني الغبار فأستعيرها
لربما أرسم ذاتي في زمان ما موسيقى تصويرية.
تحكي رواياتي وأساطيري بشكل ناعم ومعتم
تحمل بداخلها حزنًا هادئ الشكل، فوضوي الكتلة..
فالحكايات عبء، الذكريات قرصة،
والاستسلام هو إشباع الرغبة إلى الأبد
أنا هنا أضع كل دروعي ومحاولاتي الأخيرة..
فرصي الضائعة وتوقعاتي الوقحة،
آمالي البريئة وجرائمي الطفولية
في درج الروايات السرية..
أنا المقامر الناجح.. أخسر فأربح
أشتهي الاستسلام
ولكني أنزل في البحر فأتسلقه.
أضع لحمي على طاولة الطعام ثم أكل الطاولة
أقفز من أعلى سطوح المدينة
ولكني أحيا وأحيا بصرخة من أعالي الهاوية
تجتاحني فأصدقها قبل أن يتهشم رأسي
أقبل باستسلام من نوع آخر
فأكون مخرج الفيلم مرة أخرى
أصفع الزمن عكس اتجاهه
يعيدني إلى فوق.
أرجع إلى البيت
لكي أموت بشكل بطيء
بطيء كالابتسامات المؤسفة..
كأس منك
بهدوء مميت أقطع إصبعي الوردي
لأنني ربما أشتهي جريمة ما
أربط ربطة العنق وشهيتي
في الهجوم على الورق..
ألبس ساعة اليد الأكثر أناقة وإشراقًا
خاتمي الفضي وحذائي البني..
وبدلتي الزرقاء لأنني أشتهي موتًا أنيقًا
بهدوء تام، كأن نهاية العالم على بعد عشرين دقيقة
أخرج من البيت كأنني أملك هذا العالم..
حصل شيء ما..
شيء ما غرز الهدوء فأصبح رقصًا
رقصًا كدقات الدقيقة الأولى
في السيمفونية الأربعين لموزارت
أنا أهلوس.. أتزلزل.. أهرول..
أقتل في خيالي كل كائن أشاهده
في هذه المدينة
أتذكر عينيك.. ظهرك اللامع
كنهاية سعيدة في قصص الأطفال
قدميك الملائكيتين..
صدرك الشهي.. نظرتك الكافرة
شفاهك الكرزية المثيرة لجريمة وحشية..
أريد أن أقطع شيئًا أن أكسر شيئًا
أذهب إلى جبل بعيد..
أشرب كأسًا.. كأسين.. ثلاثة كؤوس
كل الفودكا في هذا العالم..
لكني أختنق..
إني أختنق.. أعتصر.. أتقلص
هاتي كأسًا منك.. كي لا أسقط..
اقرأ/ي أيضًا: