05-أغسطس-2024
بنغلادش

(AP) طالب المتظاهرون في نغلادش باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة

استقالت رئيسة وزراء بنغلادش، الشيخة حسينة، اليوم الاثنين، من منصبها على خلفية الاحتجاجات التي نظمها طلاب الجامعات ردًا على قانون نظام الحصص لوظائف القطاع العام في تموز/يوليو الماضي، فيما طالب قائد الجيش، وقر الزمان، المواطنين أن يضعوا ثقتهم بالجيش، مؤكدًا أنه سيلتقي مع الرئيس، محمد شهاب الدين، لتشكيل حكومة انتقالية.

وخرج آلاف المواطنين في بنغلادش للتظاهر مطالبين، حسنية، بالاستقالة من منصبها، على الرغم من إعلان الحكومة، أمس الأحد، عطلة تمتد لثلاثة أيام بدءًا من اليوم الاثنين، في محاولة لاحتواء المظاهرات، فيما توقفت خدمة الإنترنت لفترة وجيزة في البلاد، فضلًا عن توقف حركة المواصلات، بما يشمل النقل العام والقطارات، وإغلاق مصانع الألبسة.

وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، حسينة، محاطة بين مجموعة من عناصر الجيش أثناء "فرارها" خارج البلاد، وتبيّن لاحقًا أنها غادرت برفقة شقيقتها، الشيخة ريحانة، على متن طائرة عسكرية نحو الهند.

أظهر مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع مغادرة الشيخة حسينة بنغلادش على متن طائرة عسكرية

ونقل "التلفزيون العربي" إعلان الهند حالة التأهب القصوى على طول الحدود مع بنغلادش بعد هبوط طائرة، حسينة،  شرق البلاد.

وأشارت وكالة "رويترز" نقلًا عن قناة "CNN 18" أن مصادر استخبارتية أكدت وصول رئيسة الوزراء المستقيلة إلى مدينة "أغراتالا" بشمال شرقي الهند، وتعهدت السلطات النهدية بضمان سلامتها.

من جانبه، طالب قائد الجيش، وقر الزمان، المواطنين أن يضعوا ثقتهم بالجيش، مشيرًا إلى أنه تجري المشاورات في الوقت الراهن لتشكيل حكومة مؤقتة، لافتًا إلى أن رئيسة الوزراء استقالة من منصبها.

وأكد وقر الزمان أن "الجيش سيحقق في القتل الذي طاول المدنيين في الأسابيع الأخيرة"، بعدما خلفت الاحتجاجات مئات القتلى، فضلًا عن اعتقال ما لا يقل عن 11 ألف متظاهر.

وأضاف بأنه سيلتقي الرئيس، شهاب الدين، "لإجراء مداولات حول تشكيل حكومة انتقالية"، متعهدًا بضمان تمثيل الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد بالمداولات مع الجيش.

ولطمأنة حشود المتظاهرين الذي توافدوا شوارع العاصمة "داكا" للاحتفال باستقالة، حسينة، قال، وقر الزمان، إنه لن يكون هناك "حاجة لإعلان حالة الطوارئ، وحظر التجول إذا ما استتب الأمن في البلاد"، وذلك بعد فرضت حكومة رئيسة الوزراء المستقيلة حظرًا للتجول خلال الأيام الماضي، كان أخرها، أمس الأحد.

وأظهرت لقطات تلفزيونية اقتحام آلاف الأشخاص مقر إقامة، حسينة، في العاصمة "داكا"، أحد أكثر الأماكن حماية في البلاد، وهم يرددون شعارات ويلوحون بقبضاتهم ويرفعون علامات النصر.

وكانت الاحتجاجات التي نُظمت، أمس الأحد، قد شهدت مقتل نحو 100 شخص بينهم، 13 من عناصر الشرطة، فيما أصيب مئات آخرون في مواجهات عنيفة شملت مناطق مختلفة، وهي أكبر حصيلة للضحايا في يوم واحد منذ بدء الاحتجاجات ردًا على حصص التوظيف في القطاع العام في تموز/يوليو الماضي.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسة إن الحصيلة الإجمالية لضحايا الاحتجاجات ارتفعت إلى 300، وذلك استنادًا إلى تقارير من الشرطة ومسؤولين وأطباء في المستشفيات.

واندلعت الاحتجاجات ضد، حسينة، التي جاءت على خلفية إعادة المحكمة العليا في حزيران/يونيو العمل بنظام المحاصصة، والذي يخصص 56 بالمئة من الوظائف الحكومية لفئات ديموغرافية معينة، بينها عائلات المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب الاستقلال عام 1971 التي انفصلت بموجبها البلاد عن باكستان، وتصل حصة هذه الفئة من الوظائف الحكومية إلى 30 بالمئة.

وأصدرت المحكمة العليا في تموز/يوليو الماضي أمرًا إلى الحكومة بتخفيض حصة وظائف الحكومة، والمخصصة لفئات ديموغرافية معينة بينها عائلات المحاربين القدامى إلى 7 بالمئة.

وبحسب ما نقلت وكالة لأناضول، فإن القرار خفض حصة المحاربين القدامى إلى 5 بالمئة، مع تخصيص 93 بالمئة من الوظائف على أساس الكفاءة، فيما سيتم تخصيص نسبة 2 بالمئة المتبقية لأفراد الأقليات العرقية والنساء والمعاقين.

وبعد أن كانت الاحتجاجات تستهدف الإجراءات الخاصة بالتوظيف في القطاع العام، فإن الأيام القليلة الماضية شهدت المزيد من الدعوات للإطاحة بحكومة، حسينة، التي تحكم البلاد بقبضة من حديد منذ 15 عامًا.

وتولت حسينة (76 عامًا) الحكم في بنغلادش في عام 2009، وبعد فوزها بولاية رابعة على التوالي في انتخابات كانون الثاني/ يناير الماضي، التي لم تشهد منافسة حقيقية، اتهمت منظمات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ إمساكها بالسلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك عبر القتل خارج نطاق القضاء.