الرجل المثير للجدل مالك شركة تويتر، إيلون ماسك، يغرد "سنقول وداعًا لعلامة تويتر التجارية"، ويغير صورة ملفه الشخصي إلى شعار "تويتر X"، الذي أُعلِن الشعار الجديد للمنصة، فيما تغرد المديرة التنفيذية للشركة، ليندا ياكارينو: "ها هو الحرف X موجود! لنفعل ذلك"، وتنشر أيضًا صورة للشعار مثبتًا على مباني الشركة في سان فرانسيسكو. فما هي القصة وراء الشعار الجديد؟
حلم ماسك القديم
تطبيق إكس X app هو حلم قديم للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، إذ أسس في التسعينيات من القرن الماضي أول بنك رقمي أطلق عليه اسم X.com وكان نواة لتأسيس باي بال PayPal عملاق المعاملات المالية الإلكترونية، ولكن ماسك احتفظ بعنوان الموقع منذ شرائه له في 1999.
وبالعودة إلى التغييرات التي يطرحها ويعمل بها ماسك على صعيد منصّة تويتر، لا تقتصر هذه التغييرات على الاسم والشعار والعنوان الإلكتروني فقط،إذ يهدف ماسك إلى تغيير كيفية عمل التطبيق وتحويله إلى تطبيق شامل.
في هذا السياق تصف ياكارينو التطبيق الحلم في تغريدة لها بأنه "الحالة المستقبلية للتفاعل غير المحدود، والذي سيشمل كلًا من الصوت والفيديو والرسائل والمدفوعات، أي الخدمات المصرفية، وهو ما سيخلق سوقًا عالمية للأفكار والسلع والخدمات، والفرص".
تصف ياكارينو التطبيق الحلم في تغريدة لها بأنه "الحالة المستقبلية للتفاعل غير المحدود، والذي سيشمل كلًا من الصوت والفيديو والرسائل والمدفوعات، أي الخدمات المصرفية، وهو ما سيخلق سوقًا عالمية للأفكار والسلع والخدمات، والفرص".
دعونا نتعمق في إمكانية هذا التحول المفصلي للمنصّة، وكيف يمكن أن يتحول تويتر إلى منصة متكاملة وموجهة نحو الخدمات، وما قد يعنيه هذا لمشهد وسائل التواصل الاجتماعي العالمي.
وفقًا لـموقع The Verge ، فإنه خلال جلسة الأسئلة والأجوبة الافتتاحية التي أجراها مع فريق تويتر، كشف ماسك عن رؤية كبيرة لتويتر للارتقاء إلى علامة المليار مستخدم من خلال محاكاة جوانب المنصات الناجحة مثل وي تشات WeChat وتيك توك TikTok.
وعندما سُئل كيف يمكن لتويتر أن ينمّي قاعدة مستخدميه ويزيد من التفاعل، أوضح ماسك أن التطبيق يجب أن يقدم فائدة أكبر وأن يتأكد من أن "الناس مستمتعون للغاية ومطلعون"، وفقًا للموظفين الذين استمعوا إلى الملاحظات خلال أول جلسة عمل داخلية له. أجرى ماسك مقارنة مع "وي شات" وهو التطبيق الذي أبدى إعجابه به في وقت سابق، التطبيق الكاسح في الصين الذي يمزج بين وسائل التواصل الاجتماعي والمدفوعات والألعاب وحتى خدمة توصيل الركاب.
أطلِق وي شات بواسطة شركة التكنولوجيا العملاقة تنسنت Tencent عام 2011، ويستخدمه الآن معظم سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار شخص تقريبًاـ وتشمل خدماته المراسلة والمكالمات الصوتية والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي وتوصيل الطعام والدفع عبر الهاتف المحمول والألعاب والأخبار وحتى المواعدة.
فهو بذلك مثل واتساب وفيسبوك وآبل باي وأوبر وأمازون وتندر وغيرها من التطبيقات المدموجة في تطبيق واحد يكاد يكون من المستحيل العيش هناك بدونه.
بدأت وي شات منصة رسائل مثل واتساب، وكانت أكثر ميزاته استخدامًا ميزتا تشاتس Chats المخصصة للتراسل، ومومنتس Moments التي تشبه فيسبوك.
ثم أضاف التطبيق إلى خصائصه إمكانية ربط ميزة المحفظة الإلكترونية المستخدمة على نطاق واسع ببطاقات الخصم والائتمان، حتى أصبحت معظم المتاجر وتجار التجزئة عبر الإنترنت في الصين يقبلون مدفوعات وي شات من خلال مسح المستخدم لرموز QR. كما أصبح بإمكان المستخدمين دفع الفواتير والاستثمار وحتى الحصول على قروض من خلال التطبيق.
كما باتت الخدمات الحكومية متوفرة أيضًا على وي شات، إذ يمكن للمستخدمين التحقق من معلومات الضمان الاجتماعي ودفع تذاكر السرعة وحجز المواعيد في المستشفى.
وأثناء فترة وباء كورونا أصبح التطبيق ضروريًا جدًا، فبينما كانت الدولة بأكملها خاضعة لقيود صارمة، كان من المستحيل التنقل بدون "رمز صحي" أنشئ خصيصًا على التطبيق.
في الصين أعاد وي شات بالفعل تشكيل مفهوم منصة التواصل الاجتماعي، فأصبح ليس مجرد تطبيق للمراسلة، بل يمكن للمستخدمين الدردشة والتسوق ودفع الفواتير وتحويل الأموال وطلب أغراضهم وحتى التفاعل مع العلامات التجارية بشكل شخصي ومباشر. كما تستفيد الشركات في المقابل من التطبيق في الاتصالات الداخلية وإدارة المشاريع ومشاركة المستندات.
هل سيصبح X وي شات الغرب؟
تنتشر التطبيقات الفائقة عمومًا على الساحة الرقمية في آسيا وإفريقيا وأمريكا الوسطى، لكنها لم تدخل أمريكا الشمالية وأوروبا بعد. هذه المنصات متعددة الوظائف تلقى شعبية واسعة لخدماتها المتكاملة، فهي توفر وقت المستخدم وتغنيه عن اللجوء لمجموعة متنوعة من التطبيقات، وبفضل ذلك، فإن نموذج أعمالها آخذ في النمو في الأسواق الناشئة.
وكما هو متوقع، فإن سلاسة الاستخدام التي تعد بها هذه التطبيقات قد جعلتها شائعة بين المستخدمين والشركات الذين يقدرون فعالية هذه المنصات المركزية. علاوة على ذلك، فإن توطين الخدمات لتناسب احتياجات سوق محددة، كما يتضح من نجاح كوجيك Gojek في إندونيسيا، أثبت أنها استراتيجية ذكية لنشر التطبيقات الفائقة.
ومع ذلك، فإن اعتماد التطبيقات الفائقة في أمريكا الشمالية يمثل تحديات فريدة، إذ إن عمالقة الإنترنت مثل أمازون وفيسبوك وغوغل عززوا مواقعهم على الويب قبل انتشار الهواتف الذكية. كما أن هذه الشركات حتى بعد إنشائها لتطبيقات الأجهزة المحمولة، أبقت على نسخ الويب لتظل نسخًا أساسية لها.
تنتشر التطبيقات الفائقة عمومًا على الساحة الرقمية في آسيا وإفريقيا وأمريكا الوسطى، لكنها لم تدخل أمريكا الشمالية وأوروبا بعد.
قد يؤدي مفهوم التطبيق الفائق، الذي يقوم بشكل أساسي على تعطيل هذه الوظيفة المنفصلة، إلى المخاطرة بتدهور أداء التطبيق والتأثير سلبًا على تفاعل المستخدم. بالإضافة إلى ذلك، اعتاد المستهلكون في أمريكا الشمالية على استخدام تطبيقات معينة لخدمات معينة، مما يجعل الانتقال إلى نظام أساسي متعدد الإمكانات معقدًا.
ورغم هذه العقبات، لا يمكن استبعاد إمكانات وجود تطبيق فائق معتمد عالميًا.
لنتخيل منصة واحدة تلبي احتياجاتنا الاجتماعية والإعلامية والمالية واللوجستية في آن واحد، من متابعة الأخبار وإدارة تحويلات الأموال وحجز سيارات الأجرة إلى طلب الوجبات. هذا المستوى من الملاءمة مغرٍ للغاية، لكنه يأتي مصحوبًا بمخاطر محتملة.
قد يبدو مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي شبيهًا بتطبيق "وي شات"، منصة شاملة تطمس الخط الفاصل بين التواصل الاجتماعي والاستهلاك والمعاملات. وبفضل قاعدة المستخدمين الهائلة والنشطة لديه، يمكن أن يكون موقع تويتر في وضع يتيح له تحقيق قفزة مماثلة. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل مستخدمو تويتر على استعداد للتخلي عن تطبيقات الهواتف الذكية المحبوبة لديهم ليكونوا جميعًا في X؟