على رأسي طائر أزرق
لقد مات بوكوفسكي،
وهرب الطائر الأزرق من قلبه.
إنه يقف على رأسي الآن،
لو مشيت خطوة؛ لأدخل في الحب،
سيطير برأسي..
أي امرأة مجروحة تلك التي ستعشق رجلا بلا رأس!
لو رجعت خطوة إلى الوراء؛ لأدخل في القصيدة،
سيطير بقلبي..
كيف سأرى العالم بعدها، بدون فؤاد لا يكذب؟!
على رأسي طائر أزرق،
أريد أن أتكلم عن الحب، وأصف الطائرات التي تدفن البيوت، والأغاني.
أريد أن أتكلم عن الكفر، وأصف اللحى التي ترسم خرائط القتل.
وأن أتكلم عن الإيمان، وأرسم خط موسيقى طويلًا، من الدمع والضحكات المتعبة، على خصر الجبل.
أريد أن أفسر الواقع وفقًا لابن سيرين، وأكتب أحلام العذراوات في أرياف الشرق الأوسط، على شريط الأخبار،
لكن الطائر الأزرق على رأسي،
إن سكتُّ فسأخون،
وإن تكلمت سيطير،
فتقولون لي: أضعتَ قلب الشاعر!
اليمن السعيد
أتصيد النوم، وهدأة الدم في العروق،
على طريق الشهيق الطويل.
لو كان لي فم أكبر لقلت شعرًا حسنًا،
لو كانت لي يد أقوى لبنيت قلاعًا أعلى،
وأمنت الموت خلفها،
لو كانت فأسي أرهف لجعلت الأشجار كمنجات،
ولما أطعمتها للنار واحترقتُ بزفيرها.
لكنني مجرد رجل، في مواجهة الماء العَرِم،
الذي قتل أسلافي آنفًا في اليمن السعيد!
الملكة في حَمْلِها
عيناي متورمتان، وقلبي وردة جورية،
أحببتكَ، حتى انتفخ بطني،
وامتد حبلي السري في أعمق الطين..
أحببتك، وكنت مرآةً،
وها وجهي يتقشّر كجدار رطب..
عيناي زرقاوان،
وأمشي كالزيتونة في العاصفة،
ينبت حبك فيَّ؟!
بل ينبت حبك مني، أساوري وأقراطي التي دللتها،
صارت معادنَ في تربة بني آدم..
أصاب الحب كل أراضيَّ، وكل نباتي، وعاطفتي،
حتى أصابعي صارت أطولَ،
جذعي ازدادت حلقاته،
وصدري، اتسع..
أحببتكَ حتى انتفخ بطني،
وانطلقت النمور من غددي كلها،
وملأتُ العمر صراخا، ومخاضاتٍ..
وأنا أرى الحب يكبر كغولٍ، ويشدني من الموسيقى إلى فخ الفسيولوجيا..
- النصوص من كتاب "هدنة لمراقصة الملكة"، الصادر عن دار خطوط وظلال مؤخرًا.