14-أكتوبر-2024
حزب الله مرحلة جديدة

(AFP) حرائق في مستوطنة كريات شمونة إثر صواريخ أطلقها حزب الله في 9 أكتوبر الجاري

أكد النائب عن كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة"، رائد برو، في حديث  لموقع "العربي الجديد"، أن الحزب دخل مرحلة جديدة وصفها "بالتصعيدية" بعد "لملمة الجراح"، في الوقت الذي صرح مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أن الجهود التفاوضية المبذولة تنصب في إطار وقف إطلاق النار في جميع الأراضي اللبنانية.

وكان "حزب الله" قد استهدف، أمس الأحد، بسرب من المسيّرات الانقضاضية معسكر تدريب للواء النخبة "غولاني" في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا في شمال الأراضي المحلية، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين، بالإضافة إلى إصابة 67 آخرين بجروح، بينهم ثمانية جراحهم خطرة.

"أمورنا نحو الأحسن"

وقال برو في تصريحات نقلها "العربي الجديد": "نحن ندخل مرحلة جديدة هي تصعيدية بعدما لملمنا جراحاتنا وتعافينا وأمورنا نحو الأحسن"، وأضاف في تعليقه على سبب توقف الاحتلال الإسرائيلي لأيام عن قصف الضاحية الجنوبية لبيروت، وما رافق ذلك من تحليلات ومواقف ربطتها بضغط أميركي ومساعٍ لبنانية بهذا الشأن، أوضح برو: "يجب سؤال الإسرائيلي عن ذلك، هو قصف الضاحية وهو أوقف قصفه لها، ولا دخل لأي مفاوضات دبلوماسية بذلك".

أكد النائب عن كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة"، رائد برو، أن الحزب دخل مرحلة جديدة وصفها "بالتصعيدية" بعد "لملمة الجراح"

وفي رده على سؤال ما إذا كان موقف "حزب الله" تغيّر لناحية ربط جبهة لبنان بغزة، أشار برو لـ"العربي الجديد"، إلى أن "بيانات المقاومة تتحدث عن جبهتي لبنان وغزة"، مضيفًا "نحن لسنا ضعفاء لنتراجع خطوة إلى الوراء والميدان هو الذي سيحكم".

وفي السياق، نفى مصدر مقرّب من رئيس البرلمان، نبيه بري، لـ"العربي الجديد"، أي تفاوض بشأن الضاحية وحيفا، مشيرًا إلى أن "جهود رئيس البرلمان تنصبّ في إطار وقف العدوان على جميع الأراضي اللبنانية، والتزام القرارات الدولية على رأسها القرار 1701".

وتابع المصدر مضيفًا "هناك مفاوضات مكثفة تحصل ولا سيما مع الأميركيين والفرنسيين، وقد تكون أفضت في مكان ما إلى بعض التهدئة ليوم أو يومين، لكن لا ثقة بالعدو والدليل أنه رغم وقفه حاليًا استهداف الضاحية إلا أنه نفذ مجزرتين في بيروت، ومن ثم ارتكب جرائم في البقاع وبعلبك الهرمل والنبطية ومناطق أخرى، ولا يزال يستهدف فرق الإسعاف والصليب الأحمر والمرافق الصحية، وبالتالي لا يمكن أبدًا وصف ما يحصل بتخفيف التصعيد".

الاتصالات الدبلوماسية المكثفة تتواصل

إلى ذلك، تتواصل الاتصالات الدبلوماسية واللقاءات المكثفة في إطار المساعي المبذولة لوقف إطلاق النار، حيث يتواجد حاليًا في الأردن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، لبحث تداعيات على لبنان، وسبل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار، فضلًا عن الاتصالات التي يجريها رئيس البرلمان اللبناني.

وبحسب "العربي الجديد"، تلقى بري اليوم اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، جرى خلاله عرض لتطورات الأوضاع الراهنة لجهة أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف العدوان الإسرائيلي.

وبحسب ما نقل "العربي الجديد" عن مكتب رئيس البرلمان الإعلامي، فإن بري وجه شكرًا "لقطر أميرًا وحكومة وشعبًا الدعم والمؤازرة لا سيما المساعدات الإنسانية للنازحين، وكانت الآراء متطابقة".

في السياق، قال مصدر مقرب من بري لـ"العربي الجديد"، إن "رئيس الوزراء القطري أكد خلال الاتصال وقوف قطر إلى جانب لبنان وشعبه واستمرارها في دعمه خصوصًا إنسانيًا مع إطلاق الجسر الجوي في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها، وكذلك سياسيًا بالحراك المستمر لتخفيف التصعيد ومحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بشكل سريع".

ووفقًا للمصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "الحراك الدبلوماسي مكثف ومستمر، لكن لا ضمانات بعد بنجاحه أو حصول أي تقدم إيجابي"،  مضيفًا أنه "لا يمكن بالتالي التفاؤل بأي شيء قبل أن يترجم في الميدان، والإسرائيلي يواصل عدوانه ويصمم على ارتكاب المزيد من المجازر".

وتابع المصدر مشيرًا إلى أنه "على العالم أن يرى خصوصًا بعد استهدافه قوات اليونيفيل أكثر من مرة، أن حكومة الاحتلال هي التي لا تريد وقف الحرب، ولا التوصل إلى أي اتفاق وهي الجهة التي لا تلتزم بالقرارات الدولية ولا تعيرها أي اهتمام لا بل تستمر في خرقها، في حين أن موقف لبنان بات معروفًا بتمسّكه بالقرارات الدولية على رأسه القرار 1701، وقبوله المبادرة الأميركية الفرنسية المدعومة دوليًا وعربياً، بوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا".