اشتكت منظمات الإغاثة في غزة من صعوبات في توصيل المساعدات إلى داخل القطاع، وسط التعطيل الناجم عن العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقالت رئيسة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست": إنّ "العمليات الإنسانية أصبحت بالفعل صعبة للغاية في رفح، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة إلى إغلاق متقطع للطرق، مما أدى إلى تأخيرات في وصول المساعدات".
وأضافت: "البرنامج أوقف عملياته على الرصيف الذي شيدته الولايات المتحدة في غزة بعد العملية بمخيم النصيرات وسط القطاع والتي أنقذ فيها الجيش الإسرائيلي 4 رهائن أحياء".
وكشفت ماكين، خلال المقابلة، بأن البرنامج يعيد "تقييم جوانب السلامة فيما يتعلق بالمكان الذي يجب أن نكون فيه وما يعنيه ذلك بالنسبة لنا"، وتابعت: أنّ العملية "جعلت الأمور أكثر خطورة بكثير ... الناس جائعون بالفعل ... إنهم يائسون".
وجاءت تصريحات رئيسة برنامج الأغذية العالمي بشأن المساعدات مع وصول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة، أمس الاثنين، حيث يلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت.
ومؤخرًا، باتت المساعدات الدولية تصل بصورة نادرة جدًا إلى قطاع غزة، مع إغلاق معبر رفح بعد سيطرت القوات الإسرائيلية قبل نحو شهر على جانبه الفلسطيني منه مع بدء عملياتها العسكرية في المدينة.
أصبحت العمليات الإنسانية صعبة للغاية في رفح، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة إلى إغلاق متقطع للطرق
وأدى الإغلاق إلى تعميق الكارثة الإنسانية في غزة مع ارتفاع أسعار السلع النادرة وتفاقم المخاوف من انتشار المجاعة.
من جهته، أعلن الجيش الأميركي أن طائرة شحن أسقطت أكثر من 10 أطنان مترية من الحصص الغذائية في شمال غزة، الأحد الماضي، بعد أن كانت هذه الشحنات معلقة بسبب العمليات الإسرائيلية في المنطقة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، في بيان، إنّ عملية الإنزال الجوي وفرت "مساعدة إنسانية منقذة للحياة في شمال غزة"، وأضافت: "حتى الآن، أسقطت الولايات المتحدة جوًا أكثر من 1050 طنًا متريًا من المساعدات الإنسانية، إضافة إلى المساعدة التي قدمها الممر اللوجستي المشترك عبر البحر".
وتابعت القيادة الأميركية: "تعد عمليات الإنزال الجوي هذه جزءًا من جهد متواصل، ويتواصل التخطيط لعمليات تسليم جوي لاحقة".
من جهته، قال نائب مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، سكوت أندرسون، إنّ إدخال المساعدات إلى غزة "لا يزال صعبًا للغاية".
وأضاف، في تصرح لصحيفة "واشنطن بوست"، أنه بمجرد دخول المنطقة يصبح "التوزيع فوضويًا"، مشيرًا إلى "سرقات تحدث في كثير من الأحيان خلال الرحلة من معبر كرم أبو سالم إلى المستودعات".
وفي حين أنّ منظمات الإغاثة قادرة بشكل عام بالوصول لوسط غزة، حيث يعيش الكثير من السكان النازحين من رفح، فإن الاكتظاظ يجعل من عملية النقل صعبة.
وقال أندرسون: "هناك اكتظاظ لدرجة أنه من الصعب التحرك"، وتابع: أنّ "الأونروا تركز على محاولة إيصال المساعدات ورعاية الأشخاص في ملاجئنا، التي تؤوي حاليًا ما يقرب من نصف السكان النازحين".
لافتًا إلى أنّ هناك محاولات لبدء التعليم للأطفال في الملاجئ، حتى لو كان ذلك يقتصر على ساعة يوميًا، قائلًا: "مجرد شيء يمنح الأطفال إحساسًا بالروتين ويشغل عقولهم مرة أخرى".