أعلن في العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ، اليوم الأربعاء، عن وفاة السكرتير السابق للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم ومسؤول الدعاية والتحريض في الحزب، كيم كي نام، عن عمر يناهز 94 عامًا بعد إصابته بفشل متعدد في الأعضاء منذ نيسان/أبريل 2022.
وقالت وكالة "الأنباء المركزية الكورية" الرسمية إن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون: "نعى الراحل بصمت، صباح اليوم، أمام نعشه بحزن مرير لفقدان ثوري مخضرم بقي مخلصًا بلا حدود للنظام".
وأضافت الوكالة: "كيم جونغ أون أشاد بكيم كي نام الذي قدم مساهمات في النضال المقدس من أجل تنمية حزب العمال الكوري، وتشكيل الرتب الثورية على أساس الأيديولوجية المتجانسة والتقدم المنتصر للقضية الاشتراكية".
وأشارت الوكالة إلى أن "كيم جونغ أون زار قاعة جنازة المسؤول السابق في الساعة الثانية صباحًا وسيترأس لجنة الجنازة الحكومية لدفنه".
كيم جونغ أون أشاد بكيم كي نام الذي قدم مساهمات في النضال المقدس من أجل تنمية حزب العمال الكوري، وتشكيل الرتب الثورية على أساس الأيديولوجية المتجانسة والتقدم المنتصر للقضية الاشتراكية
بدأ كي نام حياته الحزبية في عهد مؤسس كوريا الشمالية عهد كيم إيل سونغ. عين سفيرًا لدى الصين في خمسينيات القرن الماضي، كما شعل منصب رئيس تحرير صحيفة "رودونغ سينمون" الحكومية في السبعينيات. وتقلد مناصب حزبية، فكان نائبًا لرئيس حزب العمال الحاكم، وسكرتيرًا سابقًا للجنة المركزية.
عرف بقربه الشديد من الزعيم الثاني للبلاد كيم جونغ إيل. وكان واحدًا من كبار المسؤولين السبعة الذين انضموا إلى كيم جونغ أون في مرافقة موكب جنازة والده كيم جونغ إيل.
من المسؤولين الكوريين الشماليين القلائل جدًا الذين زاروا كوريا الجنوبية. وقاد وفدًا في جنازة الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جنغ عام 2009، والتي فتحت حقبة من المصالحة بين بيونغ يانغ وسيول.
وبعد تقاعده عام 2017، تولت شقيقة كيم جونغ أون، كيم يو جونغ، زمام أمور الدعاية في البلاد.
عرف عن كيم كي نام رئاسته قسم التحريض والدعاية بين عامي 1989 و2017، الذي كان مسؤولًا عن تأليف الشعارات الرئيسية للنظام وخطابات قادته، ويُعد أيضًا مهندس فكرة تقديس الأسرة الحاكمة، وهو ما يعرف بعقيدة "عبادة الشخصية" التي يتبعها زعماء هذه العائلة منذ 3 أجيال. ووصفته وسائل إعلام حكومية بأنه "محارب قديم في حزبنا والثورة، ومنظر مرموق وناشط سياسي مخلص".
وبسبب دوره النشط في الدعاية للعائلة الحاكمة في الشمال، أكسبه ذلك سمعة سيئة في الجنوب، حيث أطلقت عليه وسائل الإعلام الكورية الجنوبية لقب "غوبلز الكوري الشمالي"، في إشارة إلى اسم وزير الدعاية الألماني النازي جوزيف غوبلز.
وقال المنشق الذي تحول إلى باحث يدير المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية، آهن تشان إيل، لوكالة "فرانس برس": "من الأكيد أن إستراتيجيات الدعاية والتحريض لسلالة كيم جاءت كلها من أفكار كيم كي نام"
مارس كيم كي نام تأثيرًا هائلًا على الساسة والموظفين الكوريين الشماليين، وكان مهندسًا رئيسيًا للمؤسسة السياسية لحزب العمال الحاكم، وفقًا لخبير كوريا الشمالية مايكل مادن في مركز "ستيمسون".
