أدهش المنتخب المغربي المتابعين بأدائه المتميز في بطولة كأس العالم 2022 المقامة حاليًا في قطر، بعد تصدّره "مجموعة الموت" في دور المجموعات وتغلّبه على بطل مونديال 2010 المنتخب الإسباني ضمن منافسات الدور ثمن نهائي من البطولة، إلّا أنّ الأنظار توجّهت أكثر إلى حارس المرمى المغربي ياسين بونو الذي كان رجل المباراة باختيار الفيفا وكلمة السر في عبور المغرب إلى دور الربع النهائي بعد تصدّيه لركلتي جزاء ترجيحية، كأول حارس عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز في مباراة واحدة منذ انطلاق البطولة منذ عام 1930.
الأنظار توجّهت أكثر إلى حارس المرمى المغربي ياسين بونو
رأت عينا ياسين بونو النور يوم الخامس من نيسان/ أبريل 1991 في مدينة مونتريال بكندا من أبوين مغربيين ينحدران من مدينة فاس، وقد عاد مع أسرته إلى المغرب حيث قضّى معظم طفولته في مدينة الدار البيضاء التي شهدت انطلاقة مسيرته الرياضية التي بدأت في مدرسة نادي الوداد الرياضي وهو بعمر 8 سنوات، ونتيجة لقامته الطويلة وضعه مدرّب الفريق في مركز حراسة المرمى، وفي هذا الصدد يقول ياسين بونو إنه نشأ على متابعة كبار حراس المرمى على غرار الإيطالي جانلويجي بوفون والهولندي إدوين فان دير سار.
مكث ياسين بونو أكثر من 10 سنوات في نادي الوداد المغربي متدرجًا في كل فئاته العمرية حتى التحاقه بالفريق الأول للنادي بعمر 18 سنة، لكنه سرعان ما شقّ طريقه نحو العالمية بانتقاله عام 2012 إلى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني كحارس ثالث، لتيبو كورتوا ودانييل أرانزوبيا بمبلغ لا يتجاوز 360 ألف يورو سنويًا، لكنه لم ينل الفرصة لتمثيل النادي في أي مباراة رسمية حيث اكتفى النادي بإشراكه في الفريق الرديف الذي يلعب في الدرجة الثالثة.
وعلى الرغم من إثبات جدارته مع الفريق الرديف ومغادرة كورتوا وأرانزوبيا 2014 النادي العاصمي، إلّا أن ياسين بونو لم يجد فرصته للمشاركة مع النادي الأول إلا في مباريات ودية وغير تنافسية ما أثار استياءه، ودفعه للطلب من إدارة النادي السماح له بالمغادرة إلى فريق آخر، وهو ما جعل العديد من الأندية الإسبانية تتطلّع إلى ضمّه، حيث أعير مرتين لنادي سرقسطة في المواسم 2014- 2016 حيث خاض 20 مباراة في دوري الدرجة الثانية. لينتقل بعدها إلى نادي جيرونا الإسباني أيضا سنة 2016 حيث ساهم بشكل كبير في صعوده لدوري الدرجة الأولى، وفي عام 2019 أعير ياسين بونو إلى فريق إشبيلية الإسباني لموسم واحد مع خيار شراء عقده في أيلول/ سبتمبر 2019.
وبعدما كان ياسين بونو حارسًا احتياطيًا في الفريق للتشيكي توماس فاكليك، لعب ياسين بونو ما تبقى من مباريات الإياب من موسم 2019- 2020، منهيًا مع فريقه الموسم في المرتبة الرابعة على مستوى الليغا مع حجز مقعد المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ليقرر النادي شراء ياسين بونو في أيلول/ سبتمبر 2020 وتمديد عقده حتى 2025 وزيادة راتبه نتيجة المستويات العالية التي ظهر بها في الذود عن مرمى نادي إشبيلية.
ومن أهم إنجازات ياسين بونو في الدوري الإسباني في شباط/ فبراير 2021 محافظته على نظافة شباكه لمدة 528 دقيقة مع فريقه إشبيلية محطمًا الرقم القياسي الذي كان بحوزة الحارس البرتغالي وحارس إشبيلية السابق بيتو بـ516 دقيقة، خلال موسم 2014- 2015. وليكون أكثر حارس يحافظ على نظافة شباكه في أوروبا في ذلك الموسم، حيث تمكن من الخروج بشباك نظيفة في 32 من أصل 59 مباراة لعبها، وليكون أول حارس في تاريخ نادي إشبيلية يفوز بجائزة زامورا التي يمنحها الاتحاد الإسباني لكرة القدم للحارس الأفضل فيه.
يشار إلى أن بونو رفض عرضًا كنديًا لتمثيل كندا بحكم الجنسية الكندية التي يتمتع بها مفضلًا تمثيل المغرب، وفي هذا الصدد نقلت عنه إحدى الصحف قوله "كان حلمي دائما أن ألعب للمغرب، لقد لعبت في جميع الفئات العمرية للمنتخب المغربي، وكان من الطبيعي أن أحلم باللعب لأسود الأطلس".
وحقق ياسين بونو عدة ألقاب مع الفرق التي مثّلها، ففي الوداد المغربي تحصل على لقب بطولة الدوري 2009- 2010، ومع أتلتيكو مدريد نال لقب الدوري الإسباني موسم 2013- 2014، ومع إشبيلية أحرز لقب الدوري الأوروبي عام 2020، ليكون أول حارس عربي يفوز فيه أيضًا.
وعلى صعيد الجوائز الشخصية، حصل بونو على جائزة أفضل حارس مرمى في الدوري الأوروبي موسم 2020-2019 وجائزة أفضل لاعب إفريقي لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر بالليغا الإسبانية.
لم يكتفي ياسين بونو بالأداء المميز في مركزه كحارس مرمى، فقد سجل مع فريق إشبيلية هدفًا في الدوري
لم يكتف ياسين بونو بالأداء المميز في مركزه كحارس مرمى، فقد سجل مع فريق إشبيلية هدفًا في الدوري، كما تمكن من صناعة 4 أهداف، ليكون أكثر حارس يتمكن من صناعة أهداف في القرن 21 بالدوري الإسباني.