قدمان
قدماكِ حزينتان
مذ قال إنّهما قدما امرأةٍ بدائيّة،
صرتِ ترينهما قدمي جدّتكِ،
حاصدةِ القمح.
علاقتكِ بهما ليست وطيدةً؛
لا تمعنين فيهما النظر
إلّا
مبهورةً بلونِ طلاءٍ جديد
تخافين
أن تريهما،
أن تهربا من عينيكِ
إلى الغابة،
أن تنغرسا في الريح،
أن تنموا شجرةً في العراء
وأنتِ تخافين العراء.
جذع
الريشة التي
جرّدتكِ من نجومكِ
لأنّكِ عارية
أعادت تشكيل ثقوبكِ
كقطع بازل سوداء
كلّها متشابهةٌ،
ثقوبكِ،
أعقابُ سجائر زاحفة فوق الأرصفة
تبدو كالنجومِ حين تشفّ خلفَ حريركِ
لكنّكِ
ملأى بها
مغروسةٌ مثل السنديان فيها
والريشة الّتي
جرّدتكِ
(إلّا من ثقوبكِ)
رأتكِ ظلًّا
لمجرى ألوانٍ خاوٍ في خيالها
هكذا، ملأتهُ بلحمكِ
ورمتكِ لكلاب الصمت.
حصان
هل تعلمُ أنّي
قطّعتُ شرايين يديه
ثم وقفتُ في المرآةِ أحدّق مذهولةً
بسحر القاتلين
جسدي الذي
شبّ كالحصان في وجهِ دمه
الحصان الطالع
الراكض
الراقد
المتّكئ على أفعاه
الشيخ المحفور وجههُ في صخرة
وفي شعاع
لم يعد يشبّ كالأنبياء في وجه افتراسي.
أمنية
يحقّ للأشياء
أمنيةً أخيرةً
قبل أن تؤكل:
الأظافر
السفرجل
الهواء
الخوف
الله
...
أقول هذا
قبل أن أبتلع قلبي
كحبّة دواء ضدّ الحبّ.
اقرأ/ي أيضًا: