يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، وتزداد معه معاناة سكان القطاع نتيجة انقطاع خدمات الكهرباء والمياه والوقود، إضافةً إلى اقتراب نفاد الطعام والأدوية، بفعل الحصار المطبق الذي فرضه الاحتلال على القطاع عقب عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية بقيادة "كتائب القسام" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وفي السياق، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة إن احتياطي الوقود في جميع مستشفيات غزة يكفي لمدة 24 ساعة فقط. وحذّر المكتب من توقف المولدات الاحتياطية بمستشفيات قطاع غزة لأنه: "سيعرض آلاف المرضى للخطر".
تواجه الطواقم الطبية بغزة صعوبة كبيرة في إخلاء الضحايا نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية والطرقات المؤدية إلى المستشفيات
وتعاني مستشفيات قطاع غزة من نقص حاد في مختلف المستلزمات الطبية في الوقت الذي يتواصل فيه تدفق الجرحى عليها نتيجة القصف الإسرائيلي المكثّف وغير المسبوق على القطاع المحاصر منذ 2006.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، قد أعلن أمس الأحد أن مستشفيات غزة باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام مجازر الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة.
وقال القدرة في تصريحات نُشرت على صفحة الوزارة في موقع "فيسبوك" إن طواقم الإسعاف تواجه صعوبة كبيرة في إخلاء الضحايا نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية والطرقات المؤدية إلى المستشفيات بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.
ومن جانبه، قال مدير عام مجمع الشفاء الطبي بغزة، محمد أبو سلمية، إن الطواقم الطبية: "تعرضت للإنهاك والاستنزاف الشديدين جراء الحجم الهائل والكبير من الضحايا والإصابات والاستهدافات المباشرة لها ولأسرها".
وإلى ذلك، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الأحد، إلى فتح المعابر الحدودية لتقديم المساعدات الفورية للمدنيين.
وقال بوريل في تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، إن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بسرعة، لافتًا إلى وجود حاجة ماسة إلى الإمدادات من الخارج، مشددًا على ضرورة التحرك: "لمنع فقدان المزيد من الأرواح البريئة".
ولليوم العاشر تواليًا، يتواصل القصف الاحتلال الإسرائيلي المكثّف على قطاع غزة ليصل عدد الشهداء جراء ذلك إلى 2670 شهيدًا، إضافةً إلى إصابة 6900 بجراح مختلفة بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن ربع سكان القطاع باتوا دون مأوى بعد نزوحهم من بيوتهم قسرًا تحت القصف. وأشار إلى أن جيش الاحتلال دمّر، منذ بداية عدوانه على القطاع، 2185 مبنى وعمارة تضم 8840 وحدة سكنية بشكل كامل.
وفي السياق نفسه، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أن هناك أكثر من 1000 مفقود تحت أنقاض المباني التي دمّرتها الغارات الإسرائيلية في القطاع.
