قُتل مساء أمس الأحد آمر الأكاديمية البحرية في ليبيا، الرائد عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم "البيدجا"، بعد تعرض مركبته لعملية إطلاق نار في العاصمة الليبية طرابلس.
وتداول نشطاء ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع مصورة لسيارة "البيدجا" وهو بداخلها، مقتولًا وعليها آثار الرصاص، بمنطقة صياد في ضاحية جنزور غرب طرابلس، على الساحل الليبي.
وباشرت الأجهزة الأمنية الليبية تحقيقاتها حول الحادث، فيما لم يكشف عن هوية مغتالي آمر الأكاديمية البحرية أو المشتبه بهم، إلا أن مصدرًا أمنيًا أشار إلى أن "أعداؤه كثر".
تداول نشطاء ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع مصورة لسيارة "البيدجا" وهو داخلها مقتولًا وعليها آثار الرصاص
ونعى رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، الرائد عبد الرحمن ميلاد. وقال: "بكل الأسى والحزن تلقينا نبأ اغتيال آمر معسكر الأكاديمية البحرية الحربية الرائد عبد الرحمن ميلاد، الذي تشهد له مدينة الزاوية بسعيه للصلح بين أبنائها عند نشوب أي خلاف، وجهوده التي بذلها في استئناف العمل بالأكاديمية البحرية وتخريج أول دفعة منها بعد توقف 14 عامًا". وطالب المشري، النائب العام والجهات المختصة بالكشف عن المتورطين في عملية الاغتيال وتقديمهم للعدالة.
يشار إلى أن عبد الرحمن ميلاد متهم بأنه أحد "أباطرة تهريب البشر" في ليبيا، وينسب إليه الإتجار بالبشر والقيام بعمليات تهريب المهاجرين انطلاقًا من السواحل الليبية نحو جنوب أوروبا.
ووضع اسمه على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي في حزيران/يونيو 2018، وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في الشهر نفسه عقوبات ضده وضد خمسة أفراد أخرين بسبب تهديدهم للسلام والأمن والاستقرار في ليبيا، وهو الإجراء ذاته الذي أعلنت عنه بريطانيا.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020، أعلنت حكومة "الوفاق الوطني" إلقاء القبض على "البيدجا" بالعاصمة طرابلس، بعدما أصدر جهاز "الإنتربول" إشعارًا ضده لتورطه في شبكات الاتجار بالبشر وتهريب الوقود في ليبيا، ورحبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بهذه الخطوة.
لكن السلطات الليبية أفرجت عنه بعد أقل من أربعة أشهر من توقيفه، وقال مسؤولون ليبيون إن الافراج عنه جاء عقب قرار أصدره ممثلو الادعاء تقديرًا لمشاركته في القتال ضد الهجوم الذي شنته قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس.
وقامت حكومة الدبيبة بترقيته إلى رتبة رائد بجهاز خفر السواحل، في خطوة أثارت الجدل وأزعجت العديد من الدول الغربية، خاصةً أنه وجهت إلى هذا الجهاز اتهامات بإساءة معاملة المهاجرين والمساهمة في تسهيل عمليات التهريب عبر البحر.
واعتبر متابعون للشأن الليبي أن إطلاق سراح "البيدجا" كان محاولة للتهدئة من قبل حكومة عبد الحميد الدبيبة لضمان الاستقرار في البلاد، خاصةً بعد تهديدات أطلقتها الميليشيا المسلحة المتواجدة في مدينة الزاوية باقتحام السجن الذي يحتجز فيه لإخلاء سبيله بالقوة.
يوصف "البيدجا" بأنه زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا تنشط في مدينة الزاوية الليبية، التي تعد أهم مناطق انطلاق المهاجرين نحو أوروبا، ومتورطة في تعذيب المهاجرين وإغراق مراكبهم في عرض البحر الأبيض المتوسط وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، فضلاً عن قيامه بعمليات تهريب النفط.
لكنه يقدم نفسه على أنه قائد وحدة لخفر السواحل بمدينة الزاوية تقوم بمكافحة الهجرة غير القانونية، وعرّفته أكاديمية الدراسات البحرية على "فيسبوك" بأنه: "آمر معسكر الأكاديمية البحرية الرائد بحار عبد الرحمن سالم ميلاد".